لأن الإبداع سؤال الكائن، مذ كان الكائن - على وجه البسيطة - ذا شأن إبداعي، احتفى بوجوده الوجود، وقدّرته الطبيعة. أحتفي، دائماً، بخصوصية إبداع المرأة الإماراتية، النابض بالحياة والمحبة والأمومة والحماية.
هذه الخصوصية تتضح، وتتجلى، في الانشغال والتجريب والبحث في كل ما يصقل وعيها العميق برسالتها في الحياة، عبر طرح القضايا والهموم الكبرى المتعلقة بالوجود الإنساني، فالانشغال والبحث والسؤال هي الطريق الصحيح لوصولها إلى صوتها الخاص، وهي - منذ البدء - تمثل كينونتها المتفردة والحَدْسية والشفافة، والموصولة بالطبيعة والتعبير والرعاية والتسامح والرحمة؛ إن تدفق المرأة - إبداعياً - هو أحد مستويات الوعي العميق، وتجاوز مراحل النشأة الأولى في رحلة الذات والإدراك، فهي لا تزال باحثة عن الحواف، والدخول في عمق الأشياء، و«خلخلة» الوعي والزمن والتاريخ عبر رؤاها التأويلية، التي تحتفي بالمعنى والمضمون والإشارات والكشف، سواء عبر الشك أو اليقين، عبر الحضور أو العزلة، عبر التأمل والإنصات، أو الانبثاق الواسع في عالم الاحتمال والمجاز والبصيرة.
المرأة الإماراتية، في سياق البحث عن الذات والطموح، تؤصِّل الفعل والفكر في المحافل المحلية والدولية، وتصرح بأفكـــارها وطموحـاتهـــــا وأحلامها، وتحاكي وتشارك مع قناعات الرجل، وخططه، في تنمية الدولة.
وبقيام الاتحاد، أصبحت المرأة قادرة على الخروج إلى عين الضوء في مختلف الميادين، باطمئنان وثقة ووعي أكبر، فبرزت إمكاناتها الأدبية والفكرية من خلال تسويق فكرتها غير المؤطرة، متخطيةً - بذلك - أكثر من حاجز بنته التقاليد والأعراف.
المرأة الإماراتية حاضرة في كل معادلات البناء والتنمية، مع الاحتفاظ بمهامها في الأمومة والطفولة والرعاية، وبذلك تم إعداد امرأة إماراتية جديدة، مثقفة وإيجابية وشجاعة، ومساهمة وفاعلة، ومتمكنة من تحصيل العلم والمعرفة، عبر قطع خطوات كبيرة في الإبداع والابتكار.
المرأة الإماراتية كانت، ولا تزال، تشكل رمزاً حقيقياً للعطاء في المجتمع الإماراتي، بما تتحلى به من صبر وحنان وقدرة على تربية الأجيال، وإنجاز المهام التي توكل إليها بكفاءة في كل الميادين، وهي دائماً على استعداد لخوض مراحل جديدة، عنوانها التمكين الشامل في مختلف مجالات العمل الوطني، كما أنها قادرة على إثبات أنها شريك رئيسي للرجل في مسيرة التنمية والبناء، خاصةً أنها تحظى بدعم كبير، ومتواصل، من جانب القيادة الرشيدة.