من هنا تشرِق «شمس الحياة».. ومِنْ هنا نمضي بخطواتِ الحالمِ نحو المُستقبل؛ فيكفي أننا ننتمي إلى هذه الأرض (بحرها، وواحاتها، وصحراءها). ويكفي، أكثر، أن نعرف أن الانتماء إحساس فطري، يصبح أكثر عمقاً؛ كلما أدركنا المعنى الأساسي لحكاية وطن، حقق - خلال نصف قرن ونيف - ما كان مستحيلاً. ويكفي أن نغمض أعيننا، ونتخيل الرحلة - التي أخذتنا من الصحراء إلى الفضاء، ومن صيد اللؤلؤ إلى التصدي لأهم قضايا البيئة - التي تؤكد أن وطننا لا ينفصل عن كوكبنا، وهنا تكمن القوة.
ونحن نحتفل بعيد الاتحاد الـ53، لدولتنا الحبيبة (الإمارات العربية المتحدة)، ندرك، تماماً، أهمية هذا الوطن، الذي حافظ على العراقة، ورحبَ بالحداثة بأبهى صورها؛ ويكفي أن نعرف - في هذا اليوم، وكل يوم - أن الوطن يعني الشعور بالانتماء إلى الأرض، والتاريخ، والثقافة، والإنسان، والقيادة الحكيمة التي تأخذ الوطن والمواطن إلى حضن الأمن والأمان، وأن نعرف على أي أرضٍ نقف؛ فنواصل المسيرة يداً بيد، المرأة إلى جانب الرجل.. وتبتهل القلوب والعقول إلى الله أن يحمي هذه الأرض!
ومع حلول الثاني من ديسمبر، كلَّ عام؛ نشعر بقيمة هذا اليوم، الذي يحمل معاني الانتماء والفخر. فيوم الاتحاد ليس مجرد التفاتة إلى الماضي، أو رؤية مستقبلية، أو ذكرى تاريخية، بل هو «شعلة السعادة»، التي تضيء على عملنا؛ فنعمل؛ لنحمي «أسرتنا الكبيرة». ونعرف أن الأسرة هي المجتمع، والمجتمع مدينة ووطن.. في هذه المسيرة المباركة، ندرك أننا نسير، وننام، في ظلال الأمن والأمان، اللذين لا يُقدَّران بثمن. وهنا، يقف عنوان كبير، هو «أسعد شعوب العالم»!.. نعم، أسعد الشعوب نحن!.. وأكثر الشعوب حظاً نحن!.. بقادة بَنَوْا لنا جسراً نرتقي عليه إلى أحلامنا، وآمالنا.. ومثلنا شعوب العالم، التي تعيش بيننا، وتشاركنا فرحنا؛ لأنها مدركة، تماماً، أنها تمضي على رصيف حياة، أجمل ما فيه: الفرص، والقانون، والأمان.
نعم!.. هذا الجمال انعكس على الطفل، والشاب، و«كبار القَدْر»، والمرأة.. وهنا أتحدث عن الأثر الذي أحدثه قيام اتحاد الإمارات؛ ولنأخذ - مثلاً - تجربة المرأة الإماراتية، التي أصبحت رمزاً للمرأة القادرة والمسؤولة، والمشارِكة، وباتت اليوم متألقة في المجالات كافة، ومنها: السلك الدبلوماسي، والعلوم، والبيئة، والفضاء، والأسرة التي تعني الرابط الأقوى في الحياة. وهذا تأكيد على دورها الأهم في حماية بيتها وأولادها، ومتابعة تفاصيل حياتهم كافة؛ ليكونوا متزنين نفسياً، وجسدياً!
كلّ هذا لم يأتِ من فراغ، بل هو ثمرة رؤية وفلسفة، وأحلام، وأرض، وسماء، فهذه الأرض تأخذنا إلى السعادة، وهذا بابها مفتوح أمام أكثر من 200 جنسية، يعيش أبناؤها هنا.. يدرسون، ويتزوجون، وينجبون أولادهم في حصن من العلم والأمان، وحاضنة اجتماعية قوية.. هكذا تعلمنا من القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومن قيادتنا الحكيمة اليوم؛ إيماناً بأن بناء الإنسان أساس نجاح الوطن، وهذا ما نراه، ونعيشه، ونسعى إليه؛ لنكون مثلاً أعلى، وقدوةً حسنةً، في التربية والأخلاق، والرقي، فنحن صورة من صور هذه البلاد العظيمة..!
في هذا اليوم، أستحضر بعضاً من صور حياتنا...
عندما أسافر إلى الخارج، أستحضر صورة الأمان الذي أتمتع به في وطني. بعكس الحيطة والحذر، والاكتشاف على أي أرض أخرى. ففي الإمارات، أترك باب بيتي مفتوحًا دون قلق، وأرى أولاد أخواتي محاطين برعاية كاملة، في المدرسة أو الحي. هذا الأمان لم يتحقق فقط بالقوانين، بل بـ«روح الاتحاد»، التي زرعت الثقة بين الشعب والقيادة..!
هنا، نتنفس الأمان، في مكان مفتوح على الحدائق الغنّاء، وورود الأرصفة والشوارع، والجسور، والبحر.. وكذلك، هذا المدى المفتوح على فسحات الأمل، والمدن الذكية، والخدمات الحكومية التي تُقدَّم بضغطة زر، وصولاً إلى جعل الثقافة والسياحة من أهم جوانب تلك الصور.. فهنا الفن، والثقافة، والموسيقى، تزين منطقة السعديات.. وهنا معارض الكتب، ومتحف المستقبل، والقصباء، وجبل حفيت (حارس المدينة الأمين).. وهنا الإنسان، وهذا يكفي؛ لنعرف معنى الهوية والتراث، والأهازيج، والألعاب النارية، والطقوس، التي تجعلني، وكل من حولي، نردد: عيشي بلادي.. عاش اتحاد إماراتنا..!