لا تزال دولة الإمارات، بإنجازاتها العظيمة، تزرع الخير في قلوب أبنائها، والمقيمين على أرضها، ما يجعلها نموذجًا رائدًا على المستوى العالمي. ووسط إيقاع الحياة السريع والعمل الدؤوب، يأتي عيد الاتحاد الـ53؛ ليجمعنا بأحبابنا، ونحتفل فيه بذكريات الماضي الغني، ونفتخر بحاضر يزهو بالإنجازات. ويستعيد الكبار ذكريات الأجيال السابقة، ويحكون للصغار قصصاً تاريخية عن أرض تزخر بالأحلام والإمكانات، لا سيما عن الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي وضع حجر الأساس لروح الاتحاد، التي قادت الإمارات إلى مستقبل مشرق.
اليوم، تتألق الإمارات ضمن أبرز النماذج العالمية في التقدم والاستدامة. ففي العام الماضي، استضافت مؤتمر «COP28» للمناخ، وأطلق - خلاله - صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مبادرات طموحة، تضمنت صندوق «ألتيرّا»؛ لتحفيز الاستثمار المناخي العالمي، الذي بدأت الإمارات تمويله برأسمال قدره 30 مليار دولار، وواصلت تعزيز قدراتها في مجال الطاقة النظيفة، بمشروعات كبرى في «الهيدروجين الأخضر»، كما دشّن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركزة في العالم بدبي. هذه الإنجازات، وغيرها، تؤكد التزام الإمارات بقيادة الانتقال العالمي إلى مستقبل مستدام ومزدهر.
ومن الناحيتين السياسية والاقتصادية، عززت الإمارات مكانتها الدولية؛ بانضمامها إلى مجموعة «بريكس»، ومشاركتها بصفتها ضيفًا دائمًا في مجموعة العشرين، وواصلت تكريس التوافق العالمي، وتجاوز التوترات الجيوسياسية، وتحفيز التقدم العالمي المنشود من خلال التكاتف وتوحيد الجهود، كما حققت نموًا اقتصاديًا مبهرًا، إذ ارتفعت التجارة الخارجية بنسبة 11.2% سنويًا، وزادت الصادرات غير النفطية بنسبة 25%، وجاء قانون الزيارة الجديد لعام 2024؛ ليسهّل إجراءات دخول الدولة، والإقامة فيها، ويعزز الانفتاح على العالم.
المرأة، في الإمارات، تمثل ركيزة أساسية في مسيرة التنمية الوطنية، حيث تعمل جنبًا إلى جنب مع الرجل؛ لتحقيق تطلعات الوطن، وصارت «ابنة الإمارات» رمزًا للريادة والتميز، بتوجيه ودعم القيادة الرشيدة، وجهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، حيث تتصدر المرأة الإماراتية المنطقة العربية بأعلى نسبة مشاركة للمرأة في هيئات صنع القرار. وجاءت في المركز السابع عالميًا، والأول إقليميًا، في مؤشر المساواة بين الجنسين لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2024. وكانت الرياضة النسائية وجهًا بارزًا للنجاح، إذ نظمت إمارة الشارقة النسخة السابعة من دورة الألعاب للأندية العربية للسيدات، وحققت الفرق الإماراتية فيها مراكز متقدمة.
وتبذل الدولة جهودًا فائقة؛ لمواجهة التحديات العالمية والوطنية، ومواصلة النمو المستدام؛ لذا تعزز التنوع الاقتصادي، بالتزامن مع تقليل الاعتماد على النفط، كما تجذب الاستثمارات العالمية لدعم الاقتصاد، وتشجع الصناعات الوطنية المتطورة لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة، وتقوم بدور رائد عالميًا لنشر استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير إنتاج واستهلاك الموارد والطاقة، وتدعم انتشار وسائل النقل النظيفة، ومن أهمها السيارات الكهربائية، وتشجع العمل المرن عن بُعْد.
وكذلك، تتبنى الإمارات حلولًا مبتكرة لدعم التماسك الاجتماعي، وتعزز الثقافة العربية عبر مناهج تعليمية متطورة تدعم التسامح والتفاهم والمحافظة على الهوية، إلى جانب تنظيم فعاليات مجتمعية؛ لتعزيز التواصل بين الثقافات المتنوّعة لجميع المقيمين فيها، وتحفز الأفراد على تبني عادات مستدامة تسهم في التنمية الشاملة، واضعة في الاعتبار زيادة أعداد السكان، وحاجتهم إلى مزيد من خدمات الرعاية الصحية المتخصصة.
الإمارات قصة نجاح عالمية، تجمع بين إرث الماضي وطموح المستقبل، وتسير بثقة نحو غدٍ أكثر إشراقًا، مدفوعة بقيادة حكيمة وشعب وفيّ، يعتزّ بثوابته، ويفخر بحاضره، ويكتب فصولًا جديدة من الإنجاز، بروح الاتحاد والعطاء.