كثيرة هي تداعيات إدمان الكافيين الموجود في القهوة، لخصائصه المتعلقة بكونه منبهاً قوياً، ولهذا يلجأ معظم الناس إليه عن طريق شرب القهوة صباحاً، لاستعادة تركيزهم، ونشاطهم.

وعلى الرغم من حث أطباء الصحة عموماً، والتغذية خصوصاً، على ضرورة تناول وجبة غنية وصحية متوازنة صباحاً قبل الشروع بتناول القهوة، إلا أن معظم الناس يتجاهلون ذلك، ويفضلون تناول القهوة على الريق.

لكن ما تأثير هذه العادة في المرأة الحامل؟.. وهل يمكن أن يتأثر الجنين بالعادات الغذائية السلبية، التي تتبعها الأم، خاصة في ظل اعتماد الجنين بالكامل على ما تتناوله والدته من غذاء؟

يطلب أخصائيو الحمل والولادة من النساء الحوامل اتباع نظام غذائي يحافظ على صحتهن، ويحتوي على فيتامينات طبيعية، أبرزها: الكالسيوم، والمغنيسيوم. كما يوصون بتقليل تناول القهوة أثناء الحمل، ويفضل الامتناع عنها بشكل نهائي، رغم صعوبة الطلب.

  • هل يؤثر شرب القهوة في الجنين؟

وهو ما ذهب إليه خبراء الصحة، في تقرير نشره موقع «ساينس أليرت»، الذين أشاروا إلى عدم وجود ارتباط بين تناول المرأة الحامل للقهوة، وتطور حياة الجنين الذي تحمله في أحشائها، لكنهم أكدوا ضرورة تناول القهوة بالحد الطبيعي، للحفاظ بشكل عام على صحة الجسم، وألا يزيد المعدل عن ثلاثة فناجين طيلة اليوم، مع تفضيلهم تناول القهوة دون كافيين.

كما بين خبراء الصحة أن الزيادة المفرطة في تناول القهوة قد تؤدي إلى زيادة مفرطة في الحركة عند المولود، ويعرضه لاضطراب نقص الانتباه، والإصابة بصعوبات اللغة والمهارات الحركية وفرط النشاط، وقد تصل كذلك إلى السلوك الاندفاعي.

وأقرت دراسة نروجية بحثت حالات ما يزيد عن خمسين ألف امرأة حامل، بين عامَيْ: 1999 و2008، بأنه لا ارتباط سببياً بين شرب القهوة باعتدال، وبين تطور الجنين أثناء شهور الحمل. لكن الدراسة بينت، كذلك، أن النساء المفرطات في شرب القهوة والتدخين، عانى مواليدهن أمراضاً عصبية مختلفة، بحسب درجة إدمانهن، وصعوبة إقلاعهن عن العادات السيئة، المتمثلة في عدم اتباع نظام غذائي صحي يجب اتباعه من كل امرأة حامل، فضلاً عن ممارسات صحية سيئة، مثل: الإفراط، والمغالاة في شرب القهوة، والتدخين.

وبحسب موقع «الطبي»، فإن خطر الإفراط في شرب القهوة، يكمن في احتوائها على كميات كبيرة من الكافيين الموجود أيضاً في الشاي، ومشروبات الطاقة، والشوكولاتة. ومن المعروف أن استهلاك أكثر من 500 ملغم من الكافيين يومياً يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالأرق، والعصبية، والغثيان، وتسارع دقات القلب، إضافة إلى إمكانية الشعور بصداع وقلق. كما يؤثر الكافيين في الجنين، حيث يفتقر جسمه إلى الإنزيم الرئيسي المسؤول عن أيض الكافيين، ما يؤدي إلى تراكمه وإمكانية تأثيره في نمط حركته ونومه.