هناك العديد من الأشخاص، الذين يمكن القول بأنهم بمثابة كتابٍ مفتوح، إذ يضعون قلوبهم في أفواههم، معتقدين أن الصدق هو أفضل سياسة، أو أنهم يريدون أن يفهمهم الآخرون، أو أن يتواصلوا بعمقٍ معهم.
ولكن يجب أن ندرك أنه ليس علينا مشاركة كل شيءٍ مع الآخرين، إذ إن بعض الأشياء من الأفضل الاحتفاظ بها لأنفسنا، وهنا نخبركِ بها، فوفقاً لعلم النفس ستجلب لكِ هذه المعرفة السلام، وتحسن علاقاتكِ بشكل كبير.
تفاصيل الحياة الشخصية:
أول شيء يقترح علماء النفس أن نحتفظ به لأنفسنا هو تفاصيل حياتنا الشخصية، إذ ليس كل شخص يحتاج إلى معرفة ما يحدث خلف الأبواب المغلقة. قد تعتقدين أن مشاركة كل التفاصيل الصغيرة في حياتك ستقربكِ من الأشخاص من حولكِ. لكن، غالباً يؤدي ذلك إلى مواقف غير مريحة، وتدقيق غير ضروري. لذا، وبقدر ما قد يكون من المغري مشاركة التفاصيل الدقيقة لحياتكِ اليومية، حاولي الاحتفاظ ببعض الأشياء لنفسكِ فقط، وقد تجدين أن هذه اللحظات الخاصة تصبح أكثر خصوصية؛ عندما لا تتم مشاركتها مع العالم.
الأهداف والطموحات المستقبلية:
الشيء الثاني، الذي ينصحنا به علم النفس بالاحتفاظ به، هو أهدافنا وطموحاتنا المستقبلية، وبينما قد تكونين متحمسة لمشاركة خططكِ الكبيرة للمستقبل، معتقدةً أن ذلك سيجعلكِ مسؤولةً ويلهم الآخرين، إلا أن ما يحدث هو العكس تماماً. وغالباً تؤدي مشاركة أهدافكِ إلى ضغوط غير مبررة، وما يثير الدهشة انخفاض الدافع لتحقيقها.
لذا، حاولي إخفاء تطلعاتك المستقبلية حتى تحققي تقدماً كبيراً أو تحققيها، ولن يحمي هذا أحلامك من السلبية غير الضرورية فحسب، بل سيمنحكِ أيضاً الحرية في تطوير وتكييف أهدافك دون تأثير خارجي.
المعتقدات والآراء الشخصية:
تعلمي أن ليس كل شخص منفتحٍ على سماع آراء مختلفة، وقد يؤدي قولها إلى جدال حاد، وجوٍ غير مريح للجميع. ولا بأس من وجود معتقدات وآراء قوية دون بثها للعالم. ففي النهاية، معتقداتنا تجعلنا ما نحن عليه، فهي شخصية بالنسبة لنا. لذا، احتفظي بهذه المناقشات العميقة، للأشخاص الذين يمكنهم الانخراط في محادثات منفتحة ومحترمة، وتذكري أنه ليست هناك حاجة لإقناع الجميع بالتفكير بالطريقة التي تفكرين بها، فمعتقداتكِ ملك لك، ولا يتعين عليكِ تبريرها لأي شخص.
الوضع المالي:
سواء كان الأمر يتعلق بكم نكسب أو ندخر أو ندين، فمن الأفضل أن نحتفظ بهذه الحقائق حول حياتنا المالية لأنفسنا، إذ قد تؤدي مناقشتها على العلن إلى موقف محرج، كان من الممكن تجنبه بسهولة. وهناك سبب نفسي وراء ذلك، حيث وجدت دراسة أجراها المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية أن معرفة دخل الآخرين يمكن أن تؤدي إلى مشاعر سلبية، مثل: الحسد، وعدم الرضا.
واكتشف الباحثون أنه عندما يعلم الأشخاص أنهم يكسبون أقل من أقرانهم، تنخفض درجة رضاهم عن وظائفهم، ويصبحون أكثر ميلاً للبحث عن وظائف جديدة. لذا، الحفاظ على خصوصية حالتكِ المالية يمكن أن يساعد على الحفاظ على سعادتكِ، وسلام من حولكِ.