بلا شك إن للهرمونات دوراً مهماً في تنظيم العديد من العمليات الحيوية في جسم الإنسان، ومنها على سبيل المثال: عمليات التمثيل الغذائي، ودورات النوم، ودرجة حرارة الجسم، والتحكم بالشهية، والمزاج، وحالات التوتر والقلق، فضلاً عن الدورة الإنجابية.
لكن النساء، بحسب خبراء الصحة في موقع «الطبي»، هن الأكثر تأثراً بالعمليات الهرمونية، التي تنتج عن جهاز الغدد الصماء، حيث تنطلق الهرمونات في مجرى الدم، وهي معرضة للخلل، عند ارتفاع أو انخفاض مستوياتها.
ويتسبب انعدام التوازن بالهرمونات في حدوث مجموعة من العلامات، التي تدل على وجود خلل في الجسم، بسبب ارتفاع مستوى الإستروجين، وانخفاض مستوى البروجسترون، ومن أبرز هذه العلامات: الصداع، وتقلبات المزاج، ومشاكل في الجلد والبشرة، والأرق، والنوم المتقطع، وزيادة الوزن المفاجئة، وحدوث مشاكل في الخصوبة، والتفاوت في فترات الحيض الغزيرة والمؤلمة، والشعور بضعف في العظام.
وتؤثر هذه العلامات في الروتين اليومي عند النساء، فلا بد حينها من زيارة الطبيب المختص، لمعالجة اختلالات الهرمونات، والوصول إلى الحالة الطبيعية مرة أخرى.
ويقوم الطبيب المختص بإجراء مجموعة من التحليل، فضلاً عن الفحص السريري، لمعرفة السبب الدقيق وراء حدوث الخلل الهرموني، حيث يتم التعويض عن نقص الهرمونات، بأخرى اصطناعية لعلاج المشكلة الصحية، وتخفيف الأعراض الناتجة عنها.
وفي حالة عدم انتظام الدورة الشهرية، والتفاوت في فترات الحيض الغزيرة والمؤلمة، أو حدوث نزيف شديد أثناء مرحلة الحيض نتيجة اضطراب الهرمونات الأنثوية المتمثلة في الإستروجين والبروجيستيرون، فإن الحل يكون باستخدام حبوب منع الحمل، أو أية وسائل أخرى لمنع الحمل، مثل: الحلقات الهرمونية، أو اللصقات الهرمونية، أو اللولب.
كما يمكن استخدام الكريمات، أو الحبوب، أو الحقن العلاجية، التي تحتوي على هرمون الإستروجين، وتعمل على تخفيف أعراض سن اليأس، التي تحدث بسبب انخفاض مستويات الإستروجين، ومنها: التعرق الليلي، والهبات الساخنة.
ومعروف، طبياً، أن ظهور حب الشباب على وجه الفتيات، وملاحظة تساقط الشعر، سببه ارتفاع هرمون الأندروجين، لذا يُستخدم دواء مضاد الأندروجين، لتقليل هرمون الأندروجين، والحد من أعراض ارتفاعه.
وقد يستخدم الطبيب المختص، حسب الحالة المرضية، علاجات لتحفيز الإباضة، مثل: الكلوميفين، والليتروزول، وهي علاجات دوائية تعمل على تحفيز الإباضة عند النساء اللواتي يُعانين متلازمة تكيس المبايض، أو أية مشكلات صحية أخرى تؤثر في الإباضة وتؤدي إلى العقم.
وللحفاظ على توازن الهرمونات في الجسم، من الضروري تناول طعام صحي ومتوازن، من خلال تنويع الغذاء بين تناول الكربوهيدرات، والبروتينات، والدهون، والألياف، فضلاً عن تقليل السكريات المصنعة؛ لأن كثرتها تؤثر سلبًا على عمل الهرمونات وتزيد خطر الإصابة بمرض السكري، والسمنة، وأمراض أخرى، ومن المهم كذلك ممارسة التمارين الرياضية.