أثناء التقاطكِ الصورة، ربما يتولد لديكِ شعور بأنكِ ستحصلين على صورة جميلة، لكن عند العودة لمشاهدتها تقومين بحذفها، أو إعادتها مراراً وتكراراً، حيث تتجه عينكِ مباشرة إلى الأجزاء التي لا تحبينها في وجهكِ أو جسمكِ، ومنها: ذقنكِ المزدوج، أو تلك اللفافة الإضافية حول وسطكِ، أو حجم ذراعكِ، أو أي أجزاء أخرى.
وهناك عدد كبير من الأشخاص يكرهون التقاط صورهم، أو أنهم يلتقطون صوراً سيئة. وفي الواقع، يعتذر الكثيرون تقريباً عن التقاط صور لهم؛ لأنهم يشعرون بأن صورهم ليست كما يرغبون.
والسؤال: هل رأيتِ صورة لصديقة من قبل، واعتقدتِ أنها تبدو رائعة للغاية، وكل ما تفعله تلك الصديقة هو أن تكون شديدة الانتقاد لنفسها، ولا يمكنكِ فهم ذلك؟!.. إن الأمر كله يتعلق بعلم النفس.
والسبب الأول ربما كان مرتبطًا بالثقة بالنفس، إلى جانب حقيقة أننا في عالم التسويق اليوم نقارن أنفسنا بمعيار مستحيل التحقيق وغير واقعي، وبالتأكيد لا شك في أن هذه الأسباب تلعب دوراً مهماً، وهناك الكثير الذي يفسره علم النفس في هذا الأمر، أي أن هناك أسباباً نفسية فعلية، تجعلنا نكره أنفسنا في الصور، ولا نشعر بالإعجاب تجاه أنفسنا.. وهنا نرصدها لك.
- الدماغ والنمو والسرعة:
تحتاجين إلى فهم القليل من التطور؛ لأن أدمغتنا تطورت بهدف أساسي، هو إبقاؤكِ على قيد الحياة، والتطور بسرعة. لكن هذه السرعة لها ثمن، وبمعنى آخر لا يتصرف الدماغ دائماً بشكل صحيح، فالاعتماد على الخبرات والذكريات السابقة لمعالجة المعلومات، يعني أننا نرى العالم بالطريقة التي نتوقعها. فمثلاً عند رؤية صورتكِ بالمرايا، فإن الانعكاس الذي ترينه ليس هو نفسه الذي يراك به بقية العالم، وهو ليس نفس ما ترينه عندما تنظرين إلى صورة فوتوغرافية لنفسكِ.
والحقيقة هي أنكِ لست على دراية حقيقية بوجهكِ، لأنكِ رأيت دائمًا صورة معكوسة له، ليس ذلك فحسب، بل إن وجهكِ ليس متماثلًا، ما يزيد ارتباكك عند النظر إلى صور غير معكوسة لنفسكِ.
- تأثير التعرض المجرد وخدعة المرآة:
نحن نحب ما اعتدنا رؤيته، لذا من المنطقي أن نفضل الصورة التي نراها لأنفسنا طوال الوقت، وهي الصورة المقلوبة في المرآة، عندما نرى صورة غير مقلوبة، مثل صورة فوتوغرافية تبدو غير متوازنة وغريبة بعض الشيء بالنسبة لنا. لكن من المضحك أن الجميع في العالم يفضلون صورتكِ غير المقلوبة.
والشيء الآخر في المرايا، هو أنه عندما ننظر في المرآة، فإننا غالباً نقف في المكان نفسه، ونعتاد رؤية أنفسنا من المنظور والزاوية نفسها. لذا، تذكري الفحص السريع الأخير في المرآة قبل مغادرة المنزل، وستجدين أنكِ تتحققين دائماً من الجانب والزاوية نفسهما بالضبط في كل مرة. لذلك، عندما نرى أنفسنا من زاوية أو منظور مختلف، وهي الطريقة التي يرانا بها الآخرون عند التقاط صورتنا، يأتي الأمر كمفاجأة.
- نعتقد أننا أكثر جاذبية مما نحن عليه بالفعل:
هناك سمة أخرى للبشر، هي أننا نميل إلى الاعتقاد بأننا أكثر جاذبية مما نحن عليه بالفعل، إن تحيزنا لتعزيز الذات قد يكون سبباً آخر لعدم إعجابنا بصورنا، لأننا نتصور أنفسنا أكثر جاذبية مما نحن عليه حقًا، ثم يُخيّب واقع مظهرنا الحقيقي الآمال، وذلك ما يحدث في كل مرة تقومين بها بالتقاط صورة لنفسكِ.