تجربة موسيقية فريدة، تجمع الأصوات الشرقية والمعاصرة، في أمسية تحتفي بالتبادل الثقافي والإبداعي. يقام هذا الحدث الفريد من نوعه في مساحة «كونكريت»، وذلك تحت إدارة ماثيو بلازي الإبداعية. وتستند الفعالية إلى أوجه التفرد، التي تتميز بها علامة «بوتيغا فينيتا»، والمكرسة لنصرة الثقافة، وتعزيز آفاق الموسيقى، والصوت المبتكر والتبادل الإبداعي. ومع فنانين من جميع أنحاء الشرق الأوسط، يستعرض برنامج «تموجات» التأثير بين المناطق الجغرافية والأجيال، وبين التراث الإقليمي والتعبير المعاصر.
مساحة ساحرة:
صُممت فعالية «تموجات» لتكون لقاءً عاطفياً وهادئاً. وتتميز مساحة الفعاليات ذات الإضاءة الخافتة، التي صممها المهندس المعماري اللبناني كارل جرجس، بالتعاون الوثيق مع ماثيو بلازي، بمقاعد منخفضة ذات أسطح ناعمة بلون الرمال في ترتيب دائري، وهي تحاكي المناظر الطبيعية المتموجة للصحراء، وأنماط الموجات الصوتية.
وتتباهى فعالية «تموجات» بتركيبة فنية خاصة ستزين المساحة كلها، وهي من تصميم الفنان اللبناني طارق عطوي. وتمزج هذه التركيبة مجموعة من أعمال طارق التجريبية، بحيث تقدم بشكل مستقل مقطوعة موسيقية، تتغير بشكل مستمر. ومع انبثاق الألحان والأصوات المعقدة من أشياء غير متوقعة ومعتادة، يدفع هذا التركيب الحدود الموسيقية، ويمحو الخطوط الفاصلة بين الرقمي والتناظري والبدائي.
برنامج موسيقي حافل:
خلال البرنامج المسائي، سيستمتع ضيوف الأمسية بعروض للمغنية وكاتبة الأغاني الفلسطينية الأردنية زين؛ والمغنية وكاتبة الأغاني الفلسطينية الكندية نعمة سيس، والفنانة والملحنة والمنتجة الكويتية فاطمة القادري، والمغنية والملحنة المصرية دينا الوديدي، والموسيقي المغربي بشير العطار، القائد الأسطوري لفرقة «كبار موسيقيي الجاجوكة»، وهي فرقة تشتهر بموسيقاها الروحية المتجذرة في التقاليد الصوفية العريقة.
وبينما يمزج الفنانون مختلف الأنواع والتقاليد الموسيقية لابتكار أصوات جديدة رائدة، تعكس «تموجات» التزام «بوتيغا فينيتا» بنقل الحرفة والابتكار. فمنذ تأسيسها عام 1966، تميزت الدار بالجودة التي لا هوادة فيها، والتجارب اللامتناهية التي لا تعرف الكلل في حرفتها، مع ما تتمتع به من خبرة فريدة، تتوارثها الأجيال، من جيل إلى آخر من الحرفيين.
الفنانون المشاركون في الفعالية:
طارق عطوي:
طارق عطوي فنان لبناني معاصر، ومؤلف موسيقي معروف باستخدامه المبتكر للصوت في فن الأداء. يتحدى طارق في أعماله الطرق التقليدية لإدراك الصوت، ويركز على قدرة هذه الوسيلة على تحفيز التفاعل الإنساني، مع استكشاف علاقتها بالواقع الاجتماعي والتاريخي والسياسي، من خلال مشاريعه التي تتمحور عادةً حول التجارب التفاعلية والتعاونية.
زين:
تتخطى زين حدود موسيقى «الآر آند بي» المعاصرة والموسيقى العربية، وتنسج تراثها الفلسطيني الأردني في طليعة الإبداع الموسيقي. بعد انطلاقتها الرائدة مع «ما بنساك»، في برنامج الألوان الشهير، أعادت أغاني زين، بما في ذلك: «بلاك»، و«أنا وين»، تعريف حدود موسيقى «الآر آند بي».
نعمة سيس:
مغنية وكاتبة أغانٍ فلسطينية كندية صاعدة، تأسر نعمة سيس الجمهور بصوتها القوي، وكلمات أغانيها الشخصية. وتستكشف موسيقاها مواضيع الهوية والانتماء، وغالباً تستند إلى تجاربها كامرأة مسلمة. وأصدرت ألبومها الأول «Verbathim» هذا العام.
فاطمة القادري:
تُعد فاطمة القادري موسيقية وفنانة كويتية معروفة بجمعها المبتكر بين الموسيقى الإلكترونية والفن المعاصر. وُلدت فاطمة في السنغال، وتستمد إلهامها من خلفيتها الثقافية المتنوعة؛ لاستكشاف موضوعات تتعلق بالروحانية والتاريخ والمستقبل. ومن بين ألبوماتها، التي نالت استحسان النقاد: «أسياتك»، و«أنثى القرون الوسطى».
دينا الوديدي:
دينا الوديدي مغنية وملحنة ومنتجة موسيقية مصرية. تتلمذت على يد جيلبرتو جيل، وتشتهر بأصواتها التجريبية المندمجة والفلكلورية الجديدة. اختيرت دينا، عام 2019، كقائدة للجيل القادم من قِبل مجلة «تايم» الأميركية، تقديراً لتميزها في «الاستلهام من التاريخ لإلهام التغيير للمستقبل». وأصدرت دينا ألبومها الثالث «خمسة فصول»، العام الماضي.
بشير العطار:
موسيقي مغربي، وقائد فرقة «كبار موسيقيي الجاجوكة»، وهي فرقة تشتهر بتراثها الثقافي الغني، وتقاليدها الموسيقية الصوفية. ويكرس بشير جهوده للحفاظ على طقوس وأصوات أسلافه وترويجها، وقد حاز بشير شهرة عالمية بجمعه بين الموسيقى التقليدية، والتأثيرات المعاصرة، والممارسة الجماعية.