كان لأبوظبي الدور المُبادر والقيادي في تسجيل «الصقارة»، ضمن لائحة التراث غير المادي لليونسكو، حيث تضافرت جهود العديد من الجهات والمؤسسات الرسمية المعنية بالتراث والثقافة في دولة الإمارات، وبدعمٍ كبير ومتابعة مباشرة من قبل أصحاب السمو الشيوخ؛ لتحقيق هذا الإنجاز، والاعتراف الدولي المُهم بمشروعية ممارسة الصيد بالصقور.

وتوسعت خارطة انتشار «الصقارة» في مختلف أنحاء العالم على نحوٍ غير مسبوق، فهي تُمارس اليوم بشكل مشروع في 90 دولة، من قبل ما يزيد عن 100 ألف صقّار، بفضل الجهود التي بدأتها وقادتها دولة الإمارات على مدى السنوات الماضية، بتوجيهات من أصحاب السمو الشيوخ، وكان من أهم إنجازاتها تسجيل الصقارة في منظمة اليونسكو كتراث إنساني قبل 14 عاماً، وفقاً لمكتب أبوظبي الإعلامي.

  • بجهود إماراتية خالصة.. «الصقارة» تنتشر في 90 دولة

وتعتبر الصقارة إحدى أهم ركائز التراث الإماراتي، سيراً على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وما غرسه في قلوب أبناء الإمارات من عشق للتراث والاعتزاز والفخر بكلّ عناصره، وتعزيز التفاعل بين مختلف الثقافات والشعوب، فضلاً عن توريث هذه الرياضة الأصيلة للأجيال الحالية والقادمة عبر أنشطة وبطولات ومُسابقات وفعاليات محلية ودولية.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) قد أعلنت، يوم 16 نوفمبر 2010، اعتماد أكبر ملف مشترك للتراث الإنساني في تاريخ المنظمة الدولية، حيث تمّ تسجيل الصقارة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي، في إنجاز مُهم حقق أكبر اعتراف بمشروعية رياضة الصيد بالصقور، وساهم في توسّع خارطة ممارستها بشكل قانوني.

كما اعتمدت منظمة الأمم المتحدة هذا التاريخ، ليكون يوماً عالمياً للصقارة، بهدف الاحتفاء بها، وتحفيز دول العالم على تبنّي استراتيجيات وخطط عمل مُحكمة لصون التراث الإنساني. وتمثّلت أهداف تسجيل «الصقارة» في «اليونسكو» في زيادة الوعي بقيمتها كتراثٍ إنساني عالمي، ومنح الصقارة المشروعية التامة في مختلف الدول.

وتعرف «اليونسكو» «الصقارة» بأنها: «اتباع مجموعة من التقاليد والمبادئ الأخلاقية الخاصة بهم، ويقوم الصقارون بتدريب الطيور الجارحة وتربيتها وإطلاقها، ويُطوّرون روابط معها، ويُصبحون المصدر الرئيسي لحمايتها».

  • بجهود إماراتية خالصة.. «الصقارة» تنتشر في 90 دولة

وانعكست تداعيات تسجيل «الصقارة» في «اليونسكو» كتراث غير مادي، على توسّع رقعة انتشار رياضة الصيد بالصقور عالمياً، لتُمارس اليوم بشكل مشروع في 90 دولة، من قبل ما يزيد عن 100 ألف صقّار.

وملف الصقارة من أهم الملفات المشتركة، التي أدرجت في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو، لتحقيقه مبادئ التعاون الدولي بين ثقافات وشعوب مختلفة. كما يُعتبر هذا الملف الأكبر على قائمة «اليونسكو»، مُنذ إقرار معاهدة حماية التراث الثقافي غير المادي عام 2003، وذلك من حيث عدد الدول الأعضاء المشتركة فيه.

وتولي دولة الإمارات صون رياضة الصيد بالصقور أهمية بالغة، كما تعزز تفانيها في الحفاظ على هذا التقليد الأصيل كتراث إنساني مُشترك. وترتبط الصقارة عند أهل الإمارات بالقيم النبيلة، وترمز إلى الفخر والمجد عند العرب، وكانت جزءاً من الحضارة الإنسانية في المنطقة العربية منذ نحو 9000 عام.