وصف الفنان السوري، سامر المصري، نفسه بالـ«متشائل» تجاه حال الدراما السورية في الوقت الراهن، وقال خلال استضافته في بودكاست «Forbes Talk»: أن الـ«متشائل» مزيج من المتشائم والمتفائل تجاه الشيء، وهو الوصف الدقيق الذي يطلقه على رأيه، حالياً، في الدراما السورية.
وأرجع المصري السبب، في ذلك، إلى وجود أعمال درامية قليلة ما زالت تحتفظ بالملامح الأساسية للدراما السورية، وسط كم كبير من الإنتاج الدرامي سنوياً.
واعتبر المصري أن أعمال البيئة الشامية تحولت من أعمال شعبية أصيلة محببة، إلى أعمال لتمرير رسائل وأفكار بعض الكتاب، بهدف تشويه هذا النوع من الأعمال، ودس السم بالعسل، متحفظاً على ذكر أسماء الأعمال التي يعنيها.
وعن رأيه في مستوى الأعمال الدرامية السورية، التي قدمت في رمضان 2024، قال المصري: إن مسلسل «ولاد بديعة» كان سيئاً؛ نظراً لمحتواه، رغم جودة طاقم العمل، والتمثيل الاحترافي والمهني، إلا أن المحتوى كان رديئاً ومسيئاً للدراما السورية بشكل كبير، وأضاف: «غيرتي على بلدي، وعلى الفن السوري، تجعلني أتقدم الصفوف للوقوف ضد هذا المحتوى السيئ».
واعتبر المصري أن مسلسل «الزند»، الذي قدمه الفنان تيم حسن في دراما رمضان 2023، أهم درامياً من مسلسل «تاج»، الذي قدمه في دراما رمضان 2024، ورأى أن العمل الأخير افتقد الموضوع المهم الجذاب، وبطل العمل الوحيد كان الإخراج الفني. أما الخيوط الدرامية فيه، فلم تكن متشابكة، أو جذابة.
ونفى المصري مقولة أن شخصية «أبو شهاب»، التي قدمها في مسلسل «باب الحارة»، قامت بتأطيره درامياً، موضحاً أنه قدم في العام ذاته شخصية «أبو جانتي ملك التكسي»، التي حققت نجاحاً كبيراً يضاهي نجاح شخصية «أبو شهاب»، كما أن الشخصيتين كانتا متناقضتين إلى أبعد حد.
ورأى المصري أن مسلسل «أبو جانتي» فتح باب الارتجال واسعاً في الدراما السورية. وكان هدفه من العمل تقديم مسلسل كوميدي فكاهي، يساهم في رسم البسمة على وجوه الناس وإضحاكهم، مبيناً أن مسلسل «أبو جانتي» كان من المقرر أن يقدم في خمسة أجزاء، لكن الظروف الإنتاجية عطلت المشروع، وأن الجمهور ما زال ينتظر أجزاءً جديدة منه.
وعلل المصري سبب إقبال الجمهور على الأعمال الدرامية الشعبية، بغياب البطل الإيجابي عن الدراما العربية، وبساطة الكاتب ابن الحارات الشعبية، والتركيز على الشخصيات الإيجابية في الحياة، التي كانت برأيه السبب بنجاح وجماهيرية مسلسل «باب الحارة».
وحول رأيه بالدراما المعربة، أكد المصري أنها فرضت نفسها من خلال ارتفاع نسب المشاهدة، وتفاعل الجمهور معها، مؤكداً على عدم تشجيعه بشكل كبير على خوض هذه الأعمال، رغم مشاركته بها. وتمنى المصري أن يجد المنتج الواعي، الذي يقدمه في أعمال تُعنى بالجوانب الإنسانية، والقضايا المجتمعية.