عادة، يلعب الإحساس دوراً كبيراً في صنع أثمن الأشياء وأبرزها وأنقاها، وأهمها العطور، التي يختارها كل شخص، وفقاً لذوقه الخاص وتفضيلاته في الروائح التي تعبر عنه، وعن شخصيته.

ومن هذا الباب، تمتلئ محال العطور بمئات العلامات التجارية التي تنتج ملايين الأنواع من العطور، حتى إن كل علامة ستجد لديها مئات بل آلاف الأنواع والروائح، وجميعها تعبر عن الناس بطرق مختلفة، من حيث الرائحة ومحتواها وطريقة استعمالها، والفصل المناسب لها.

  • الذكاء الاصطناعي يصل إلى عالم العطور.. هكذا يصممها!

ومع تزايد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تفاصيل حياتنا اليومية، باتت طريقة صناعة العطور تعتمد بشكل آلي على التفضيلات العقلية وليست الحسية، وهذا ما سيكون متاحاً على صعيد عالمي في المستقبل القريب جداً، خاصة بعد كشف شركة «O Boticario» التجميلية في البرازيل، عن تطويرها أول عطرين بمساعدة مباشرة من الذكاء الاصطناعي.

وبحسب موقع «البوابة التقنية للأخبار»، المعني بالتكنولوجيا، حمل العطر الأول اسم «Egeo On Me»، وهو عطر نسائي زهري. أما العطر الثاني، فيحمل اسم «Egeo On You»، وهو عطر خشبي ذكوري.

ولم يتوقف الأمر هنا، بل كشفت أيضاً شركة «Etat Libre d'Orange» الفرنسية، عن عطر «She Was an Anomaly»، وهو عطر خشبي زهري يحمل توقيع صانعَي العطور: إتيان دو سواردت، ودانييلا أندرييه، اللذين استعانا بأداة الذكاء الاصطناعي «Carto»، التابعة لشركة «Givaudan» السويسريّة، المُتخصصة في صناعة العطور والمكونات التجميلية، بهدف إطلاق عطر يتميز برائحته الفريدة والمبتكرة.

  • الذكاء الاصطناعي يصل إلى عالم العطور.. هكذا يصممها!

ويبدو أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي باتت تلعب دور المساعد التقني في مجال ابتكار العطور، فقد تم تصميم أداة «Carto»، على سبيل المثال، لتستخدم 288 مكوناً طبيعياً واصطناعياً، تمّ تصنيفها وفقاً للعائلات العطريّة المُتعارف عليها، ويمكن لهذه الأداة أن تقترح خلطات عطرية متنوعة.

وفي هذا السياق، استطاعت شركة «Givaudan»، الرائدة في مجالها، أن تُحدد 15 عائلة رئيسية من المشاعر، التي تولدها العطور بالاعتماد على أداة الذكاء الاصطناعي «MoodScentz+»، التي تُتيح صياغة تركيبات عطريّة تولد حالات مزاجية وعواطف إيجابية، فالحمضيات على سبيل المثال تتمتع بمفعول منشط. أما النفحات الخشبيّة، فتولد شعوراً بالانتماء، فيما تساعد الزهور البيضاء في التعبير عن الأنوثة.

واتساقاً مع ما سبق، يبدو أن الذكاء الاصطناعي في طريقه ليحل مكان الأنف، في تمييز الروائح، واختيار أجملها وأنفعها، على الرغم من أن الجميع متفقون في كون صناعة العطور حرفة إبداعية، يتولى الإنسان مسؤولية العملية الإنتاجية لها، من الألف إلى الياء، ويعجز الذكاء الاصطناعي، مهما بلغت درجة حرفيته، عن الإتيان بالشعور والإحساس البشري.