في السنوات الأخيرة، اكتسبت علاجات فرد الشعر شعبية واسعة بين النساء المنزعجات من شعرهن المجعد، والراغبات في الحصول على شعر ناعم ومستقيم. لذا، تم التسويق لعلاج تحت العديد من الأسماء، التي تصاحبها وعود مغرية. فمن علاجات الكيراتين والتصفيف البرازيلي، إلى تقنيات فرد الشعر اليابانية، وما إلى ذلك. لكن رغم هذه التسميات المتنوعة، والمزاعم التسويقية المقنعة، فإن الضرر الأساسي الذي يلحق بالشعر يظل ثابتاً، عبر طرق فرد الشعر الكيميائية هذه.

  • مواد فرد الشعر.. ضرر واحد ومسميات عدة

ما علاجات فرد الشعر؟

في جوهرها، تتضمن علاجات فرد الشعر تطبيق محاليل كيميائية قوية على جذع الشعرة، وتعمل هذه الحلول عن طريق تفكيك البنية الطبيعية للشعر على المستوى الجزيئي. وهذه العملية، رغم فاعليتها في تحقيق المظهر المستقيم المطلوب، تغير - بشكل أساسي - الروابط البروتينية للشعر. ومن خلال إعادة تشكيل هذه الروابط، يتم تشكيل الشعر إلى شكل أكثر استقامة، ما يؤدي إلى المظهر الأملس الذي ترغب فيه الكثيرات.

وتكون العواقب المباشرة لهذه العلاجات ملحوظة، وتندهش المستخدمات من شعرهن الناعم الجديد، سهل التصفيف، الذي يبدو أنه يتحدى الرطوبة، ويحافظ على مظهره المستقيم بأقل جهد. ويعد الإشباع الفوري لشعر مستقيم أمراً جذاباً بلا شك، لكنه يأتي على حساب صحة الشعر، وسلامته، بشكل عام.

ومع نفس العملية، التي تمنح هذه النتائج المذهلة؛ تبدأ أيضاً سلسلة من التغيرات داخل بنية الشعر، تؤدي لتلفه وزيادة الهشاشة والتكسر وفقدان اللمعان الطبيعي والمرونة.

أضرار علاجات فرد الشعر:

بغض النظر عن الاسم أو العلامة التجارية المحددة، فإن جميع علاجات فرد الشعر الكيميائية تشترك في تأثيرات ضارة للشعر، ومن أبرز الآثار السلبية المتوقع حدوثها مع هذه العلاجات على شعركِ:

- فقدان البروتين والتلف البنيوي:

يؤدي تغيير هذه العلاجات من بنية البروتين في الشعر عن طريق تكسير الروابط الطبيعية، وهذه العملية، إلى إضعاف خصلات الشعر، التي تصبح أكثر عرضة للتكسر.

- نقص الرطوبة الشديد:

تجرد المواد الكيميائية القاسية المستخدمة في هذه العلاجات الشعر من زيوته الطبيعية ورطوبته، ويتجاوز هذا النقص الجفاف على مستوى السطح، حيث يتغلغل عميقاً في جذع الشعر؛ والنتيجة هي شعر يبدو جافاً وهشاً، وفاقداً لمرونته الطبيعية ولمعانه.

- تلف البشرة:

تتحمل الطبقة الخارجية الواقية للشعر، المعروفة باسم البشرة، وطأة هذه العلاجات الكيميائية، إذ تتسبب هذه العملية في رفع البشرة أو خشونتها أو حتى نزعها جزئياً، ويعرض هذا الضرر البنية الداخلية الأكثر حساسية للشعر للضغوط البيئية، ما يؤدي إلى تفاقم الضرر.

  • مواد فرد الشعر.. ضرر واحد ومسميات عدة

خطر الحروق الكيميائية وتهيج فروة الرأس:

بالإضافة إلى تلف الشعر، تشكل هذه العلاجات مخاطر على صحة فروة الرأس، حيث تسبب المواد الكيميائية القوية تهيجاً، يراوح بين الانزعاج الخفيف والحروق الكيميائية الشديدة، خاصةً إذا لم يتم تطبيقها بشكل صحيح، أو تركها لفترة طويلة جداً.

- تغيرات طويلة الأمد:

ربما يكون أحد أكثر المخاوف؛ احتمال حدوث تغيير دائم في الملمس الطبيعي للشعر، إذ تؤدي العلاجات المتكررة إلى تغيير تدريجي، ولكن لا رجعة فيه، في كيفية نمو الشعر من البصيلة. وهذا يعني أنه حتى مع نمو الشعر الجديد، فقد لا يحتفظ بملمسه الأصلي، أو نمط الموجة، أو بنية التجعيد.

الطبيعة الخادعة للأسماء المختلفة:

تستخدم صناعة فرد الشعر مجموعة متنوعة من استراتيجيات التسويق لتمييز منتجاتها، وتستخدم أسماء مختلفة لخلق وهم العلاجات الفريدة أو المتفوقة. لكن من الضروري معرفة أن وراء الأسماء المتنوعة مواد كيميائية واحدة ومتشابهة في عملها، مهما اختلف الاسم أو العلامة التجارية.

وسواء تم تسويق العلاج الكيميائي باعتباره الكيراتين، أو العلاج البرازيلي أو الكافيار أو الفيلر، فإن المكون الأساسي ينطوي على كسر وإصلاح روابط الشعر. لذا من المهم النظر إلى ما هو أبعد من المصطلحات التسويقية، والتأكد من أن هذه العلاجات تحمل جميعها مخاطر وإمكانية مماثلة للضرر؛ بالإضافة إلى أن الوعد بالحصول على شعر أكثر نعومة وسهولة في التصفيف حقيقة، لكن مع حجب العواقب طويلة الأمد، التي قد تخلفها هذه العلاجات على صحة الشعر.

  • مواد فرد الشعر.. ضرر واحد ومسميات عدة

المخاطر الصحية الخفية لعلاجات فرد الشعر:

بينما يكون الضرر المرئي للشعر الشاغل الأساسي، فإن بعض علاجات فرد الشعر تشكل مخاطر صحية إضافية، أقل وضوحاً، تستحق النظر الجاد إليها.

وهناك مشكلة مثيرة للقلق بشكل خاص، هي وجود الفورمالديهايد، أو المركبات التي تطلق الفورمالديهايد في بعض المنتجات؛ هذه المادة المسرطنة، التي يثير استخدامها في علاجات الشعر مخاوف صحية كبيرة.

وتطلق هذه المركبات أبخرة أثناء عملية العلاج، فتزيد ردود الفعل التحسسية أو مشاكل الجهاز التنفسي بسبب التعرض لهذه المواد الكيميائية، كما أن التأثير التراكمي للعلاجات المتكررة والتعرض الطويل الأمد لها قد يصلان إلى الإصابة بأمراض خطيرة على الجلد والجهاز التنفسي أو الإصابة بأنواع من السرطان، ويشمل ذلك: سرطان الأنف، وسرطان الدم، وسرطان الثدي، وسرطان المبيض، وسرطان الرحم، وفقاً للمعهد الوطني للصحة والطب.

وفي ذات السياق، أكدت دراسات أجراها باحثون في المركز القومي لدراسات السلامة والصحة المهنية، في 4 صالونات متخصصة في فرد الشعر بولاية أوهايو الأميركية عام 2010، أن نتائج العينات المأخوذة من العاملين بمادة الفورمالديهايد، لم تتجاوز مستوى السلامة والصحة المهنية، فضلاً عن أن واحداً من 3 موظفين في الصالون، أبلغ عن إصابته بأعراض تهيج في الحلق عند تطبيق العلاج للعميلات.

كما حصلوا على عينات من منتجات التنعيم، التي أوضحت أن محلول التنعيم البرازيلي Blowout Acai Professional Smoothing Solution - تركيبة تنعيم خالية من الفورمالديهايد، يحتوي على 11% من الفورمالديهايد، وشامبو البرازيلي Blowout Acai Professional Anti-Residue Shampoo يحتوي على 0.046% من الفورمالديهايد، كما يحتوي قناع الترطيب العميق البرازيلي Blowout Acai على 0.0013% من الفورمالديهايد، لذلك أوصى الباحثون بالتوقف عن استخدام منتج محلول التنعيم البرازيلي، وإذا استمر الصالون في استخدامه، فلا بد من مراعاة معيار الفورمالديهايد، التابع لإدارة السلامة والصحة المهنية، بالإضافة إلى ضرورة ارتداء العاملين قفازات مطاطية من النتريل أو البوتيل؛ لتقليل خطر حدوث رد فعل تحسسي.