هل تشعر بصعوبة في التنفس؟.. هل تعاني السعال المزمن؟.. إذا كانت إجابتك بـ(نعم)، فقد تكون تعاني مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD). هذا المرض الخفي، الذي يصيب ملايين الأشخاص حول العالم، ويهدد جودة حياتهم، ويقلل قدرتهم على ممارسة الأنشطة اليومية. لكن، هل هناك أمل في الشفاء؟.. وما أحدث العلاجات المتاحة؟.. هذا ما سنحاول الإجابة عليه في هذا التقرير، من خلال الاستماع إلى رأي أبرز الخبراء في هذا المجال.
ما الانسداد الرئوي المزمن COPD؟
الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، مرض تنفسي خطير يصيب ملايين الأشخاص حول العالم، ويسبب تضيقاً في مجاري الهواء، ما يؤدي إلى صعوبة في التنفس.
ويُعاني المرضى من أعراض مزعجة، تشمل: ضيق التنفس، والسعال المستمر، وزيادة إفراز المخاط، ما يؤثر بشكل كبير في حياتهم اليومية. وتُقدر الإحصاءات انتشار هذا المرض بين 4 إلى 10% عالمياً، وهو رقم يدعو للقلق، ويستلزم تكثيف الجهود للبحث عن حلول فعالة.
ويضم مرض الانسداد الرئوي المزمن نوعين رئيسيين: الأول: التهاب الشعب الهوائية المزمن الذي يؤدي إلى تضيق وانتفاخ أنابيب الشعب الهوائية في الرئتين. والثاني: انتفاخ الرئة الذي يتسبب في تلف الحويصلات الهوائية، ويؤثر في قدرة الرئتين على توصيل الأكسجين إلى مجرى الدم. ويتسبب التدخين، والتدخين السلبي، والتلوث البيئي والتعرض المستمر للمواد الكيميائية والأتربة، في زيادة مخاطر الإصابة بهذا المرض، إضافة إلى العوامل الوراثية، مثل نقص جين «Alpha-1 Antitrypsin»، الذي قد يؤدي إلى انتفاخ الرئة.
أحدث العلاجات:
في لقاء مع البروفيسور بسام محبوب، استشاري أمراض الرئة، والدكتور حمد الهاملي، استشاري أمراض الحساسية، سلط الخبيران الضوء على أحدث علاجات المرض، وطرق تشخيصه، إذ أكد البروفيسور محبوب أن «التعليم والتوعية هما أحد أهم عناصر مكافحة هذا المرض، حيث يمكن للتشخيص المبكر أن يعزز فرص العلاج الناجح».
وتحدث الدكتور الهاملي عن التطورات الحديثة في تشخيص وعلاج الانسداد الرئوي المزمن، مشيراً إلى أن الأدوات التشخيصية المتقدمة، مثل: الأشعة المقطعية واختبارات وظائف الرئة، تساعد على اكتشاف المرض في مراحله المبكرة.
كما تم تسليط الضوء على علاج بيولوجي جديد، يُعتمد حالياً في الإمارات، ويتضمن حقناً تُعطى كل أسبوعين، ويُعترف به من إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA). وبخلاف العلاجات التقليدية، التي تركز على تخفيف الأعراض، يستهدف العلاج البيولوجي العمليات الالتهابية الجذرية في الرئتين، ما يحسن جودة حياة المرضى، ويقلل الأعراض.
وأكد البروفيسور بسام محبوب أن العلاج الجديد يمثل «قفزة نوعية» في معالجة مرض الانسداد الرئوي المزمن، حيث يعالج المسببات الأساسية للمرض، وتزيد فاعليته على المدى الطويل. كما أعرب عن تفاؤله بمستقبل العلاج البيولوجي في الإمارات، مشيراً إلى أنه يساعد المرضى على استعادة نشاطهم اليومي، وتقليل عدد النوبات الحادة التي تتطلب دخول المستشفى.
كما شدد الدكتور الهاملي على أهمية تبني نمط حياة صحي، إلى جانب العلاج البيولوجي، مؤكداً أن «التوقف عن التدخين، وتحسين النظام الغذائي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام»، تلعب دوراً أساسياً في تعزيز فاعلية العلاج، وتحسين حالة الرئتين.
وفي ختام الحديث.. أشار البروفيسور محبوب إلى أن التأثيرات السلبية للانسداد الرئوي المزمن لا تقتصر على الجانب الجسدي فحسب، بل تمتد أيضاً لتشمل الجانبين النفسي والاجتماعي، حيث يعاني المرضى العزلة والاكتئاب؛ نتيجة فقدان القدرة على القيام بالأنشطة اليومية. ودعا إلى ضرورة تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمرضى، مشجعاً إياهم على الانضمام إلى مجموعات الدعم؛ لمواجهة التحديات المشتركة.