استعرض كتاب، ونقاد، وروائيون، تاريخ دولة الإمارات في خمسين عاماً، خلال ندوة عقدت ضمن فعاليات «معرض الشارقة الدولي للكتاب»، في دورته الثالثة والأربعين، المقامة حالياً في «مركز إكسبو الشارقة»، وتستمر حتى السابع عشر من شهر نوفمبر الحالي، تحت شعار «هكذا نبدأ».
وناقش المتحدثون مراحل تطور أدب الرواية الإماراتية، وحجم إسهام الأصوات الشابة خلال الألفية الثالثة في تكوين شخصية الرواية الإماراتية، حتى يتم ترسيخها في ذاكرة الأجيال، والتأطير لها كدلالة على التطور الفكري والأدبي.
وشاركت في الندوة الروائية ريم الكمالي، والروائية صالحة عبيد حسن، والأكاديمي والقاص الدكتور شكري المبخوت، والناقد البحريني الدكتور صالح هويدي، الذي أكد وجود خطوط عريضة، يمكن النظر إليها كمسلمات أساسية في تقييم الأدب القصصي الإماراتي على مدار نصف قرن، مشيراً إلى أن الريادة في الأدب الإماراتي تعود إلى راشد عبدالله النعيمي، تحديداً، مع روايته «شاهدتك»، التي صدرت عام 1971.
ووصف هويدي رواية النعيمي بأنها كانت أكثر تقدماً من أعمال أخرى ظهرت بعدها، رغم أسلوبها الذي كان متأثراً بوضوح بالأساليب الحكائية الشفاهية. وتطرق هويدي، كذلك، إلى التطور الكبير الذي حدث في الرواية الإماراتية مع بداية الألفية الثالثة، عندما ظهرت أصوات شابة تتميز بالجرأة، وتجريب أساليب سردية جديدة، بعيدة عن الكلام المباشر، وتغوص أكثر في الذات الإنسانية، وتتناول قضايا نفسية واجتماعية عميقة.
بدورها، قدمت الروائية ريم الكمالي رؤيتها للأدب كمرآة تعكس المجتمع والثقافة، اللذين ينتمي إليهما الكاتب، مؤكدة أن أعمالها تتناول مختلف جوانب الحياة الإماراتية وتاريخها، وأكدت أن الأدب بالنسبة لها وسيلة للتعبير عن الذات والأفكار والمشاعر.
وأشارت الكمالي إلى إيمانها بأن الكاتب يتحمل مسؤولية كبيرة تجاه مجتمعه، وأنه مطالب باستخدام أدواته الأدبية لنقل المعرفة وتوعية الجمهور بالقضايا المهمة، مشددة على تشابك الماضي والحاضر في أعمالها، إذ ترى أن فهم التاريخ ضروري لبناء المستقبل.
أما الروائية صالحة حسن، فأكدت أن الرواية الإماراتية تمتلك مسيرة حافلة بالتطور والتجديد، بعد أن توسعت موضوعاتها واهتماماتها، لتشمل القضايا المعاصرة، بأساليب أكثر تنوعاً وحداثة.
وأشارت حسن إلى أن الروايات التجريبية الجديدة تعكس اهتمامات متزايدة بالهوية الوطنية وقضايا المرأة، ما يعزز عمق الأدب الإماراتي، ويمنحه زخماً ثقافياً جديداً.
وفسرت حسن رؤيتها للكتابة، فقالت: إنها تمثل محاولة من المبدع لفهم العالم من حوله، معتبرة أن الرواية الإماراتية بدأت تكتسب شخصيتها المميزة منذ الثمانينيات والتسعينيات، وليس في الألفية الثالثة فقط، كما يعتقد البعض.