أجاب لغويون متخصصون في اللغتين: «العربية»، و«الإسبانية» عن سؤال حول العلاقة بين اللغتين العربية والإسبانية، في ندوة حوارية نظمتها «هيئة الشارقة للكتاب»، ضمن فعاليات «معرض الشارقة الدولي للكتاب»، في دورته الثالثة والأربعين، المقامة حالياً في «مركز إكسبو الشارقة»، تحت عنوان «هكذا نبدأ»، وتستمر حتى السابع عشر من شهر نوفمبر الحالي.

وشارك في الندوة الحوارية، التي عقدت تحت عنوان: «هجرة اللغات.. قراءة في نموذج العربية والإسبانية»، الدكتور إغناثيو غوتيريث دي تيران، أستاذ اللغة العربية بجامعة «أوتونوما» بمدريد، وتناول تجربة الأدباء العرب في المهجر الأميركي، والدكتور صلاح بوسريف من المغرب، الذي قدّم رؤية حول اللغة العربية، وأهمية الاقتراض من اللغات الأخرى، والدكتور إغناثيو فيراندو، أستاذ الأدب العربي بجامعة «قادس»، الذي ركّز على المفردات ذات الأصول العربية في «الإسبانية»، إضافة إلى الباحثة التونسية هدى الهرمي، التي ناقشت التمثلات الحضارية للغة العربية، وأثرها في بناء جسور ثقافية بين الشعوب.

  • في «الشارقة للكتاب».. لغويون يناقشون علاقة «العربية» بـ«الإسبانية»

وهدفت الندوة لاستخلاص العلاقة بين اللغتين العربية والإسبانية، واستكشاف ظاهرة التفاعل اللغوي، وتبادل المفردات والصيغ بين الثقافات، ودراسة العلاقة العميقة بين اللغتين «العربية»، و«الإسبانية».

واستعرض الدكتور إغناثيو غوتيريث دي تيران، تجربة شاعرين عربيين في المهجر بأميركا الجنوبية، هما: إلياس فرحات الذي عاش في البرازيل، وظل متمسكًا بلغته الأم، والشاعر الفلسطيني محفوظ مصيص، الذي عاش في تشيلي، وكتب بالإسبانية. وتناول غوتيريث دي تيران تأثير الهجرة على الشاعرين، من خلال نتاجهما الأدبي، متسائلًا عن أسباب اختيار بعض المهاجرين التمسك بلغتهم الأم، بينما يميل آخرون إلى استخدام لغة محلية.

بدوره، أوضح الدكتور صلاح بوسريف أن اللغة ليست مجرد أداة بل كيان وجودي، مؤكداً رفضه وصف اللغة العربية بأنها لغة ضعيفة، بسبب اقتراضها من لغات أخرى، ولفت النظر إلى أن الاقتراض من اللغات يعكس انفتاح اللغة وإبداعها.

كما قدم الدكتور إغناثيو فيراندو دراسة عن تأثير اللغة العربية على اللغة الإسبانية، مسلطاً الضوء على عدد من المفردات الإسبانية ذات الأصل العربي، وناقش التحولات الصوتية، والدلالية التي طرأت على هذه الكلمات خلال الفترة الأندلسية، وبيّن أثر لهجة العرب في الأندلس على تطور اللغة الإسبانية، وقسم الكلمات ذات الأصل العربي إلى أسماء، وصفات، وأدوات لغوية.

أما الباحثة التونسية هدى الهرمي، فتناولت مفهوم «هجرة اللغة» كمرآة للتطور الحضاري للأمم، وأكدت أهمية دور اللغة العربية في التأثير على لغات عدة خاصة «الإسبانية»، التي تأثرت - بعمق - بالمفردات العربية. وأكدت الهرمي أهمية الدراسات اللغوية والترجمة في توثيق الروابط الثقافية بين اللغتين، وتعزيز الحوار بين الحضارات.