كان اجتماع العائلة والأصدقاء، خلال العطلات في الماضي، يهدف إلى إعادة التواصل، وتبادل الأخبار والأحاديث والذكريات والاحتفال. لكن في وقتنا الحالي، تغير الكثير من الأمور، وقل التواصل واللقاء المباشر، وإذا حدث وكان هناك تجمع عائلي مليء بالضحك والقصص المضحكة، فقد يتحول فجأة إلى جحيم. والسؤال هنا: لماذا يحدث ذلك؟.. ببساطة، يحدث عندما يثير شخص ما موضوعًا حساساً، ويتغير المزاج بشكل كبير لدى الحاضرين، وتتصاعد الأصوات، ويتحول ما بدأ كاحتفال إلى صراع، ويخرج البعض غاضبين، ما يجعل العلاقات تعاني، وتبدأ بالتلاشي، فلا يوجد أحد يرغب في الحضور إلى اجتماع عائلي، ويغادره مستاءً.
ولتجنب هذا، نرصد بعض النصائح، التي تفيد أولئك الذين يقلقون بشأن صراعات العطلات، وستساعدكِ هذه الخطوات العملية على البقاء والتواصل، وضمان مغادرة الجميع بابتسامة.
أعيدي ضبط عقليتكِ قبل الوقت المحدد:
إن التنظيم الذاتي يتعلق بالتعامل مع مشاعركِ بحيث تسهل المهمة المطروحة بدلاً من التدخل فيها، وتصوري اجتماعاً سلساً، وتخيلي نفسكِ تستجيبين بهدوء لأي تحديات، وذكّري نفسكِ بأنك هناك للاحتفال وليس للمناقشة، وحددي المحفزات، وقرري كيف ستستجيبين بهدوء، ويساعدكِ تحديد أهدافكِ في البقاء على الأرض، عندما تظهر مواضيع حساسة. وقولي لنفسكِ: أنا متحمسةً للحاق بالركب والاستمتاع، وإذا ظهرت مواضيع حساسة؛ فسأقول: دعنا نحفظ هذا لوقت آخر؛ حتى نتمكن من الاستمتاع بصحبة بعضنا بعضاً اليوم.
ناقشي قائمة الطعام:
ابدئي بالحديث عن الأطباق التي يستمتع بها الجميع، ثم اذكري ما لا يوجد في القائمة. وبالنسبة للموضوعات المثيرة للخلاف، قولي ببساطة: فلنتفق على أن المناقشات الحادة تبقى خارج الطاولة أيضاً، فهذا يجعل القواعد واضحة مع التركيز على المرح. طريقة أخرى للتعبير عن ذلك، قولك: نحن متحمسون لطبق اليوم المميز والفطائر، فلنتفق على أن الموضوعات الحساسة مثل السياسة، ليست جزءاً من الاجتماع العائلي.
قاومي ابتلاع الطُعم:
إذا أثار شخص ما قضية مثيرة للجدل، فتوقفي وتنفسي، ولا تتفاعلي بشكل متهور، فقط قولي بهدوء: أعلم أن هذا مهم، ويمكننا التحدث عنه في وقت آخر. ثم تابعي بقول: من مستعد للحلوى؟.. أو وجهي الحديث إلى قصة عائلية مشتركة، ولا تنسي أن نبرة صوتكِ يجب أن تظهر أنكِ تحترمينهم، ولكنكِ تختارين السلام على الصراع.
كوني متيقظةً ومستعدةً لإعادة توجيه أي مناقشة محتدمة:
إذا تصاعد التوتر، فاطرحي أسئلة تحول التركيز إلى الذكريات السعيدة، أو التجارب المشتركة التي بينكم، مثلاً: «هل تتذكر عندما أشعل العم النار للقيام بحفل الشواء.. كيف كان ذلك جميلاً؟»، أو بسؤالهم من لديه وصفة جديدة للعطلة يمكن أن تجلب الابتسامات، واستخدمي الفكاهة أو السخرية الذاتية لتهدئة الحجج، وإيقاف النقاش الذي تشعرين بأنه سيتطور إلى غضب وإنهاء التجمع العائلي بشكل سيئ.
حاولي تغيير مسار الحديث، مثلاً، بالحديث عن الاهتمامات المشتركة، كالسؤال: من جرب وصفة جديدة، أو شاهد فيلماً رائعاً، أو ينصح بقراءة كتاب ما؟.. وما الخطط التي سيقومون بها في العطلة المقبلة، أو الاجتماع العائلي المقبل؟