تعد القراءة أمراً مهماً وموهبة من نوع آخر، فلا نتقن جميعنا تلك المهارة، التي تحتاج إلى قارئ جيد ومثابر ومهتم، ولديه طاقة لفعل ذلك. وفي النهاية، هي مجهود فكري يحتاج إلى جو خاص، وهدوء ووقت، لتأخذ حقها.

والقراءة عالم آخر ندخل منه إلى كل الأزمان والعلوم والأدب والشعر والقصص والتاريخ والسياسة، فهي عالم يتيح لكِ معرفة كل شيء جيد وجديد وقديم وحديث ومستقبلي أيضاً. لذا، من الواضح أن القيام بها كثيراً أمر جيد، بل أكثر من ذلك.

وربما كان ذلك هو السبب وراء محاولة الناس القراءة السريعة، وإظهار مكتباتهم الضخمة، والاستماع إلى الكتب الصوتية بسرعة مضاعفة، لكن القراءة ليست كلها متساوية، حيث لا يمكن وصف شخص بأنه مجتهد؛ لأنه يقرأ فقط.

  • 5 نصائح لتصبحي قارئةً.. وشخصاً أفضل!

ورغم أن القراءة أفضل من الكثير من الأنشطة الأخرى، إلا أنه لا يزال بإمكانكِ القيام بها بشكل سيئ، ولكي تكوني قارئةً رائعةً، فلا يكفي أن تقرئي، بل يجب أيضاً أن تعرفي كيف تقرئين.

لذا جمعنا لكِ، هنا، بعض الاستراتيجيات، التي تضمن لكِ أنكِ لن تكوني قارئةً أفضل فحسب، بل شخصاً أفضل.

1- التوقف عن قراءة الكتب التي لا تستمتعين بقراءتها:

إذا وجدتِ نفسكِ راغبةً في تسريع عملية قراءة كتاب معين، فربما ترغبين في سؤال نفسكِ: هل هذا الكتاب جيد؟ وإذا كانت الإجابة (لا)، فتوقفي عن قراءته، فالحياة أقصر من أن تقرئي كتباً لا تستمتعين بقراءتها. وبهذه الطريقة، مع تقدمكِ في العمر، ستصبحين ذواقّة أكثر، وستستمتعين بما تقرئين بشكلٍ أفضل

2- احتفظي بدفتر ملاحظات:

عليكِ فعل هذا تقريباً كل عطلة نهاية أسبوع، اجلبي دفتراً ودوني  فيه الاقتباسات والأفكار والقصص والحقائق، التي تريدين الاحتفاظ بها، فذلك سيجعلكِ كاتبةً أفضل، وشخصًا أكثر حكمة.  وهذا ما كان يفعله سياسيون كبار، ففي عام 2010، عندما كانت مكتبة الرئيس الأميركي السابق، رونالد ريغان، تخضع للتجديد، تم اكتشاف صندوق يحمل علامة «مكتب ريغان»، وتم العثور بداخله على المتعلقات الشخصية، التي احتفظ بها في مكتبه، بما في ذلك: عدد من الصناديق السوداء، التي تحتوي على بطاقات ملاحظات مقاس (4×6) مليئة باقتباسات مكتوبة بخط اليد، وأفكار وقصص وحكم سياسية، وجمل قصيرة، كانت مفصولة بموضوعات، مثل: «عن الأمة»، و«عن الحرية»، و«عن الحرب»، و«عن الشعب»، و«العالم»، و«الفكاهة»، و«عن الشخصية». وكانت هذه نسخة رونالد ريغان من الكتب العادية، كما احتفظ لويس كارول، ووال ويتمان، وتوماس جيفرسون، بنسخهم الخاصة من الدفاتر.

  • 5 نصائح لتصبحي قارئةً.. وشخصاً أفضل!

3- إعادة قراءة الكتب الرئيسية:

لا يمكننا أن نكتفي بمجرد التقاط كتاب لمرة واحدة، والحكم عليه من خلال تلك التجربة. ولهذا السبب، يتعين علينا القراءة وإعادة القراءة، حيث يجب أن تتجولي بين عدد محدود من المفكرين العظماء، وتهضمي أعمالهم، في حال كنتِ ترغبين في استخلاص أفكار ستحظى بثبات راسخ في ذهنك، لأن العالم يتغير باستمرار، ونحن نتغير، أيضاً، باستمرار، وبالتالي فإن ما نحصل عليه من الكتب يمكن أن يتغير أيضًا.

4- اطلبي من الذين تحبينهم وتثقين باختياراتهم توصيات بالكتب:

يقال: إذا صادفنا رجلاً يتمتع بذكاء نادر، فيجب أن نسأله عن الكتب التي يقرأها. ففي كل مرة تقابلين فيها شخصاً ناجحاً أو مهماً، حتماً سيدور في عقلكِ سؤاله عن الكتاب الذي غير حياته، ثم ستقومين بقراءة ذلك الكتاب، أي أن الكتب التي تعجب الغالبية العظمى من الناس، أو الأشخاص المعروفين بتميزهم تكون كتباً متميزة، فإذا غيّر كتاب حياة شخص ما، أياً كان موضوعه أو أسلوبه، فربما يستحق الاستثمار فيه.

5- لا تتعلمي من تجربتكِ الشخصية فقط:

يفعل البشر نفس الأشياء منذ عصور، وعدم الاستفادة من معرفتهم أمر لا يُساعد في تنمية شخصيتك، ففي حين يمكنكِ تعلم الكثير من خلال التجربة فقط، إلا أنه يجب عليكِ، أيضاً، التعلم من تجارب الآخرين. لذا، خذي المزيد من الوقت؛ للبحث عن كتاب تاريخي وفلسفي واقرئي قصصاً عن الفشل والنجاحات، فإذا لم تفعلي ذلك، فهذا يعتبر تقصيراً في أداء واجبك تجاه نفسكِ؛ لتصبحي قارئة جيدة، وربما كاتبة جيدة أيضاً.