إن شغفكِ بما تفعلينه أمر رائع، لكن من السهل للغاية في عصرنا الحالي أن تخلطي بين قيمتكِ الذاتية، والطريقة التي تكسبين بها المال، وقد يكون من الخطير ربط هويتكِ بوظيفتكِ لأسباب عدة، إذ قد يضر ذلك بحياتك المهنية بدلاً من مساعدتها.
وفي حين كانت المهن تُنقل من جيل إلى جيل عبر العائلات، أصبح من الشائع هذه الأيام أن يذهب الناس إلى المدرسة، ليختاروا مسارهم المهني الخاص. لذا، بدأنا نعتبر الوظائف بمثابة علامات لهويتنا الشخصية، وبات السؤال الذي نطرحه على الأطفال: «ماذا تريد أن تكون عندما تكبر؟».
وفي كثير من الأحيان عندما نلتقي الأشخاص، فإن أول ما نفعله هو السؤال: «إذن.. ماذا تعمل؟»، فنحن نركز على الوظائف في المحادثة كنوع من التعريف بهويتنا!
أسئلة مهمة يجب أن تطرحيها على نفسكِ:
إن طرح بعض الأسئلة التأملية على نفسكِ يساعد على تحديد ما إذا كنتِ شخصيةً تتأثر بوظيفتها. وهذه الأسئلة مثل: «هل الحصول على هذه الترقية سيجعلني أكثر سعادة في مكان عملي؟»، و«هل أستطيع أن أكون ذاتي الحقيقية عندما أكون في المكتب؟». وكذلك لاحظي عدد الساعات التي تعملين خلالها مقابل عدد الساعات التي تقضينها مع أحبائكِ، أو في رعاية نفسكِ.
لكن، ماذا يحدث عندما لا نفصل هويتنا عن العمل؟
نعتقد أن الجميع يعملون بجدية أكبر:
في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، نرى نسخاً منقحة من أقراننا عبر الإنترنت، والتي غالباً تُظهر فقط أبرز ما تفعله بجد، فنشعر بأننا مضطرون للتنافس، لكن تبين أن هذه المقارنة مروعة لصحتنا العقلية، ناهيك عن التوازن بين العمل والحياة.
نعمل ساعات إضافية دون فائدة حقيقية:
وجد العديد من الدراسات، أيضاً، أن معظم الأشخاص في الولايات المتحدة يعملون ساعات إضافية، وهذا ينطبق بشكل خاص على الأشخاص الذين يحاولون «القيام بما يحبونه»، وهذا يجعل من الصعب فصل هويتكِ عما تفعلينه.
إضفاء طابع جذاب على العمل الشاق:
في عصر ثقافة «النشاط»، يرتدي الناس عملهم الإضافي مثل شارة شرف، وكأن من يستيقظ مبكراً ويعمل في وقت متأخر سيتقدم تلقائيًا على الجميع بطريقة، أو بأخرى.
الإفراط في العمل بالواقع غير منتج:
عندما تعملين ساعات إضافية، تكونين في الواقع أقل إنتاجية لأنه من المرجح أن تضحي بالراحة التي تساهم في التفكير الأكثر وضوحاً، والحلول الأفضل، والعمل الأكثر كفاءة.
مخاطر الاكتئاب والقلق:
عندما لا تكون هناك هوية منفصلة عن العمل، فإن الأشخاص يصبحون أكثر عرضة لأعراض الاكتئاب أو القلق.
كيف يمكن أن نفصل هويتنا عن العمل؟
قد يكون العمل لساعات أقل هو الحل:
وفقًا لدراسات مختلفة، فإن متوسط عدد الساعات في يوم عمل مكون من ثماني ساعات، والتي تكون منتجة بالفعل أقل بقليل من ثلاث ساعات! ومع تجربة المزيد والمزيد من البلدان لأسابيع العمل المكونة من أربعة أيام، فإن الأدلة موجودة على أن العمل لساعات أطول ليس مفيداً كما نعتقد.
رعاية الحب الآخر:
من المهم العثور على حب آخر في حياتنا خارج حياتنا المهنية، ورعايته على قدم المساواة.
يجب أن تكون للهوية أعمدة عدة:
نقصد هنا التفكير في الأمر كما لو كان مبنى، أي أنه لا يمكن إسناد الهيكل بأكمله على عمود واحد، وإلا فسوف ينهار، لذا يجب إنشاء وتدعيم العديد من الأعمدة الأخرى، مثل: العلاقات والأنشطة والاسترخاء والصحة.
تعلمي كيفية وضع الحدود:
هذه واحدة من أكبر المشاكل التي نواجهها مع تزايد عدم وضوح الخطوط الفاصلة بين وظائفنا وهوياتنا، لذا من المهم جعل ساعات العمل معروفة، والالتزام بحزم بشأن تسجيل الخروج.