يتجدد مع شهر نوفمبر، من كل عام، الالتزام بقضايا صحية مهمة، تخص شريحة واسعة من الرجال حول العالم، وتتحول هذه الفترة إلى منصة عالمية؛ لزيادة الوعي العام بالأمراض التي تصيب الرجال، والقضايا المرتبطة بصحتهم، مثل: سرطان البروستاتا، والصحة العقلية، وقلة النشاط البدني. ويتخذ شهر نوفمبر شكلاً مميزاً، يتمثل في حملة «موفمبر» العالمية لصحة الرجل، التي شعارُها «الشارب»، والتي تعد دعوة مستمرة إلى العمل المشترك، ودعم الأبحاث لمكافحة أنواع السرطانات التي تصيب الرجال خاصة، والانضمام إلى مسيرة تحول مفهومهم حول صحتهم.

  • شهر نوفمبر.. يجدد الالتزام بالقضايا الصحية المرتبطة بالرجال

أهداف ثرية

من المهم أن يستثمر الرجال هذا الشهر في معرفة المزيد عن صحتهم، والتحدث بشكل مفتوح حول التجارب التي يعيشونها. ويُبرز شهر التوعية أهمية الكشف المبكر، والمتابعة الدورية مع الطبيب، خاصة الرجال الأكثر عُرضة للخطر؛ بناءً على مقتضيات العمر، والتاريخ العائلي، والعوامل الجينية، مع التأكيد على أهمية طلب المساعدة والدعم النفسي عند الحاجة، إضافة إلى التركيز على اتباع نمط حياة صحي، يضمن تغذية متوازنة، وممارسة منتظمة للحركة والنشاط والتمارين الرياضية.

الأمراض الأكثر شيوعاً

يعد السرطان من أكثر الأمراض، التي تضر بصحة الرجال في أي مجتمع حول العالم، ما يستلزم منحه اهتماماً كافياً لتجنبه. وأكثر أنواع السرطان انتشاراً بين الرجل، هو سرطان البروستاتا. كما أن جميع أنواع السرطان في تزايد بشكل عام. ومن المتوقع حدوث زيادة في سرطانات الرجل، خلال العشرين عاماً المقبلة بنسب متفاوتة، وفق توقعات ودراسات منظمة الصحة العالمية.

الكشف المبكر 

يعد الكشف المبكر عن أعراض الإصابة بالسرطان، خاصة سرطان البروستاتا، الذي يتصدر القائمة في مجال التوعية بصحة الرجل عالمياً، أمراً مهماً بسبب خطورته. ويؤدي العمل على علاج سرطان البروستاتا، في مراحله الأولى من الإصابة، إلى الشفاء التام من المرض. وتجدر الإشارة إلى ازدياد احتمالية الإصابة بسرطان البروستاتا، خاصة الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بالمرض؛ لهذا يجب إجراء اختبار الكشف عن سرطان البروستاتا سنوياً، للرجال الذين بلغوا الـ50 عاماً فما فوق، وينصح بأن يكون من عمر 45 عاماً، فما فوق، للذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بالمرض.

فحوص مهمة

ينصح بإجراء فحوص الكشف عن أمراض السرطان، وأيضاً إجراء فحوص الكشف عن أمراض القلب، والسكري، والسكتة الدماغية، وأمراض الكلى، والصحة النفسية، حيث يزداد خطر الإصابة بهذه الأمراض مع التقدم في العمر.

أهداف صحية 

تتمثل الأهداف الصحية الرئيسية، التي يجدر بالرجال الانتباه إليها، في أن يكون محيط الخصر 102 سم، أو أقل من الوركين، وضغط الدم أقل من 120/80، ومعدل نبضات القلب 60-100 في الدقيقة، والكوليسترول الكلي أقل من 5. ويعتبر ارتفاع مستويات الدهون في الدم عامل خطر رئيسياً لمرض القلب التاجي، لكنه قابل للسيطرة عليه، ويجب فحص مستوياته سنوياً؛ لتجنب هذا المرض الذي يهدد الحياة، ويعد مرض القلب التاجي أحد أمراض القلب والأوعية الدموية (CVD)، وهو السبب الرئيسي في الوفاة حول العالم، كما أنه مسؤول عن معظم الوفيات بين الرجال، وتعد منطقة الشرق الأوسط من أعلى المعدلات في العالم بالنسبة للوفيات المرتبطة بأمراض القلب، والأوعية الدموية.

  • شهر نوفمبر.. يجدد الالتزام بالقضايا الصحية المرتبطة بالرجال

آثار نفسية 

الرجال يعانون مشاكل وأعراضاً تماثل التي تعانيها النساء، في ما يتعلق بالصحة النفسية. وترجع الأسباب الرئيسية للاكتئاب والقلق بالنسبة للرجال إلى إجهاد العمل، والضغوط المالية والصحية، ويكون الرجال أقل ميلاً إلى طلب المساعدة الطبية، وقد تظل الاضطرابات النفسية التي يعانونها دون تشخيص، إذ يحاول الرجال أن يظهروا، دائماً، بمظهر الأقوياء، ويتجنبون الظهور كشخص ضعيف، وهذا تؤيده ثقافات عدة حول العالم؛ لهذا يجب التشديد على أن طلب الاستشارة النفسية أمر طبيعي وصحي، للنساء والرجال. كما على الرجال البحث عن أي نشاط قد يستمتعون به، كممارسة الرياضة، أو أي نشاط يحبونه، أو زيارة أماكن جديدة، أو غير ذلك. وأهمية تناول الطعام الصحي، وممارسة الرياضة، فالصحة النفسية تبدأ من صحة الجسد. وكذلك ضرورة أن يحيط الرجل نفسه بالأشياء والأشخاص الإيجابيين، الذين يقدمون إليه الدعم. والتحدث إلى أشخاص يثق بهم، خلال أوقات الشدة، ومنح نفسه قسطاً من الراحة أثناء أيام العمل المزدحمة.