زهرة حسين، لاعبة منتخب الإمارات للدراجات الهوائية، ومحترفة في فريق «الإمارات كونتيننتال»، تعد من الأسماء البارزة التي أثبتت حضورها القوي في الساحة الرياضية؛ فقد بدأت مسيرتها لاعبة كرة قدم، ومثلت الدولة في محافل دولية عدة، وأوقفتها إصابة مفاجئة عن اللعب. ومصادفةً، فتحت لها «الدراجات الهوائية» بابًا جديدًا؛ لتصبح - خلال فترة قصيرة - رمزًا للإرادة والطموح، وتبدأ حقبة جديدة في عالم الاحتراف الرياضي، لتكون مصدر فخر وإلهام لفتيات جيلها. مجلة «زهرة الخليج» التقت اللاعبة الإماراتية؛ للحديث عن رحلتها الرياضية.. فكان هذا الحوار:

  • زهرة حسين: طموحي أن ألهم بنات وطني رياضياً

بدايةً.. حدثينا عن مسيرتك الرياضية!

منذ طفولتي وأنا أهوى ممارسة الرياضة، إلى أن مارست كرة القدم بشكل احترافي، وانتسبت إلى منتخب الإمارات. كنت ألعب في مركز «المدافع الأيسر»، وشاركت مع المنتخب في العديد من البطولات، وكان أفضل إنجاز حققناه الحصول على المركز الثاني في بطولة غرب آسيا، والمركز الثالث في بطولة آسيا. لكنني تركت كرة القدم بعد خمسة أعوام؛ بسبب إصابة تعرضت لها أثناء اللعب. لم ينتهِ مشواري الرياضي عند هذه الأزمة، فقد بدأت رحلة جديدة بالانضمام إلى نادي أبوظبي للدراجات منذ أربعة أعوام. كانت بدايتي مليئة بالتحديات مع «الدراجات»، خاصة عندما شاركت في البطولة العربية بمصر. لكن، بالإرادة والعزيمة ومتابعة التدريبات والتوجيهات المستمرة؛ نجحت - بعد ذلك - في تحقيق الإنجازات، وتسجيل رقم جديد في دورة التضامن الإسلامي بتركيا، وكسرت رقم الإمارات، الذي كان مسجلاً من قَبْلُ في سباق المطاردة الفردية بالبطولة العربية، كما تم اختياري للاحتراف بفريق «الإمارات كونتيننتال».

هل هناك فرق بين رياضتَيْ: كرة القدم، والدراجات الهوائية؟

نعم بالتأكيد؛ فكرة القدم رياضة جماعية، تعتمد على تكامل الفريق. بينما «الدراجات» تتطلب مهارات فردية وجماعية في الوقت نفسه. أحيانًا، يحتاج الدراج إلى تحقيق فوز شخصي، وفي حين آخر يلعب دورًا في دعم زميل أو زميلة؛ لتحقيق فوز جماعي. كما تتطلب السباقات تركيزًا عاليًا، وتعاونًا مستمرًا طوال الطريق، ما يجعلها أكثر صعوبة وتنافسية.

عزيمة.. ومثابرة

كيف تمكنت من الموازنة بين الدراسة والرياضة؟

 منذ بداياتي، وأنا أدرك أهمية تنظيم الوقت، وهذا هو سر التوفيق بين الدراسة والتدريب. رغم سفري المتكرر للمشاركة في البطولات الخارجية، إلا أنني كنت أحرص، دائمًا، على عدم التغيب عن أي امتحان. ومع تقدمي في دراستي الجامعية، تخصص «الهندسة الكهروميكانيكية» (الأنظمة الذكية)، واجهت صعوبة أكبر في الجمع بين الرياضة والدراسة، لكنني بالعزيمة والمثابرة تمكنت من إنجاز مهامي الأكاديمية والرياضية بأفضل صورة.

ماذا عن التحديات التي واجهتك، خلال مسيرتك الرياضية؟

بالطبع، واجهت العديد من التحديات، لكنَّ دعم عائلتي كان الأساس في تجاوزها. لم أهتم كثيراً بالنقد السلبي؛ لأنني أدرك أن النقد البناء، فقط، يساعد على التطور. وبفضل وعي المجتمع الإماراتي بأهمية الرياضة، وجدت تشجيعًا واسعًا من المحيطين بي، كما عزز الدعم الرسمي من الدولة لرياضة الدراجات، خاصة للعنصر النسائي، مسيرتي، ومن ثم ثقتي بنفسي؛ لتحقيق المزيد من الإنجازات. كما أن لديَّ فريقاً يدعمني؛ لهذا لا أتوقف عند أي نقد، ولا أسمع إلا للنقد البناء. الإنجازات التي أفخر بأنني حققتها كانت بفضل الدعم المعنوي الكبير، الذي أحصل عليه ممن حولي، وعدم التفاتي إلى المنتقدين.

كيف ترين انتشار رياضة الدراجات الهوائية في الإمارات؟

يتزايد شغف ركوب الدراجات بشكل أكبر وأعمق هنا في دولة الإمارات. وشهدت السنوات القليلة الماضية تغيرات كبيرة على مستوى هذه الرياضة، لتكون من أكثر الرياضات شعبية في جميع أنحاء الدولة. وتوفر قيادتنا الرشيدة السبل كافة؛ لدعم هذه الرياضة، خاصة للعنصر النسائي؛ لنسير وفق آلية صحيحة نحو مزيد من التطور. ينتابني الفخر بانضمام أبناء الوطن إلى إحدى الرياضات، التي تدعمها الدولة؛ للمضي قدماً، والمشاركة في رفع راية دولتنا الحبيبة عالية في المحافل الرياضية كافة؛ فهذا - بالفعل - امتياز إضافي، وحافز لتقديم الأفضل. آمل أن نرى المزيد من راكبي الدراجات بين الشباب؛ لننطلق نحو مستقبل رياضي أكثر إشراقاً.

  • زهرة حسين: طموحي أن ألهم بنات وطني رياضياً

طموحات متواصلة

ماذا عن طموحاتكِ؟

طموحاتي تتمثل في مواصلة تمثيل الإمارات بأفضل صورة، ورفع راية بلادي في البطولات الدولية. كما أسعى إلى المحافظة على المستوى الاحترافي الذي وصلت إليه، ومواصلة تحسين أدائي. أطمح، أيضًا، أن أكون مصدر إلهام للفتيات في الإمارات، ودعوتهن إلى خوض غمار الرياضة، وتحقيق أحلامهن.

ما نصيحتك للفتيات، اللواتي يرغبن في دخول عالم رياضة الدراجات؟

تعتبر رياضة ركوب الدراجات الهوائية من الرياضات المحببة لدى مختلف الأعمار؛ لأنها تساعد في التغلب على ضغوط الحياة، وكذلك التخلص من المخاوف، وتقليل الأعراض المرتبطة بالضيق والتوتر. لذا، أنصح الفتيات بممارستها ولو كهواية، وليس بالضرورة ليصبحن بطلات أو محترفات؛ وساعتها سيلاحظن أن هناك فرقاً كبيراً في حياتهن. كما أن ممارسة الرياضة في الهواء الطلق مسألة مبهجة جداً، والأهم هو الاستمتاع بالتجربة، والاستفادة منها كوسيلة لتعزيز السعادة والراحة النفسية.