أحمد المزروعي: اختراعاتنا تنافس دولياً
في عصر التقدم التكنولوجي، يبرز اسم أحمد المزروعي كأحد رواد الابتكار والإبداع في دولة الإمارات. فهذا المبتكر الإماراتي لم يكتفِ بحلم تحويل الأفكار إلى اختراعات، بل تقدم خطوة أبعد؛ حينما أسس منظومة صناعية متكاملة، تمتد مجالاتها من الروبوتات، إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي. وبرؤيته الفريدة، وشغفه الذي لا يعرف الحدود، نقل المزروعي هذه الاختراعات من الفكرة إلى التصنيع، حاملاً شعار «صنع في الإمارات» نحو الأسواق العالمية؛ ليجعل من مصنعه نواةً لتطوير الصناعات المحلية في مجالَي الإلكترونيك والذكاء الاصطناعي، برؤية علمية تسابق الزمن، وبعقول إماراتية، وأيادٍ تؤسس لمستقبل مجتمع صناعي جديد في الدولة.. التقت مجلة «زهرة الخليج» أحمد المزروعي، الذي ذُكِرَت قصته الملهمة مع الابتكارات في المناهج الدراسية الإماراتية؛ للتعمق في مسيرته، في هذا الحوار:
متى بدأت رحلتك في عالم الابتكارات؟
بدأت رحلتي في السنة الأخيرة من «المرحلة الثانوية»، حينما اتجهت نحو الابتكار بشكل موسع، وتخصصت في مجال «الإلكتروميكانيك»، وكنت شغوفاً بمجالات البحث والتطوير والتصنيع. وقد صنعت أول سيارة رياضية خاصة «إس بي سي»، وتصل سرعتها إلى 220 كيلومتراً في الساعة، لكنها لم تسجل رسمياً في إدارة المرور. ولم يمنعني هذا من مواصلة الابتكار والتفكير في اختراعات جديدة، فقمت بتعديل المركبة، وإعادة تصنيع بعض أجزائها؛ لتسجل رسمياً في دبي. إن اهتمامي بالمركبات نابع من شغفي بالتقنيات الحديثة التي تحتويها، مثل: المحرك، وأنظمة التكييف. كما وجهت اهتمامي نحو تطوير الروبوتات، وابتكرت «ركبيات روبوتية»؛ لتوجيه الجمال في سباقات الهجن، بالإضافة إلى روبوت مخصص لصيد الصقور.
خبرات متراكمة
كيف تحولت من مخترع للروبوتات والسيارات إلى تأسيس شركة «أحمد المزروعي للصناعات»، ثم تدشين مصنع بعدها؟
عام 2013، قررت تأسيس شركة متخصصة، تهدف إلى تقديم الحلول لمشكلات تصنيعية عدة، ودشنت مصنعاً لتحويل الاختراعات إلى صناعات. وقد أنشأت المصنع في منطقة «أيكاد» بأبوظبي، وصممته وجهزته وبنيته بالكامل حسب احتياجاتي، ورؤيتي، ومتطلباتي كرائد ابتكار، على مساحة 27 ألف كيلومتر مربع. ويضم المصنع أقساماً عدة، تبدأ من البحث والتطوير، مروراً بمرحلة التصميم، ثم التصنيع والتركيب، ووصولاً إلى الإنتاج الضخم. وبه كذلك قسم خاص بقطع الغيار، وخدمات ما بعد البيع، التي تعتبر عنصرًا أساسيًا؛ لضمان استمرارية أي مشروع.
هدفك تطوير الصناعات المحلية، فما المقومات التي تساعدك على تحقيقه؟
نمتلك رؤية طموحة، وفريق عمل يتميز بالابتكار، معظمه من المواطنين المتخصصين في التطوير والبحث وإنشاء مشاريع مستقبلية منافسة، ويتخصص المصنع في تصنيع آليات، مثل: السيارات، والمركبات، وكذلك أجهزة التدريب والمحاكاة، والتعامل مع الأهداف، والروبوتات وأجهزة التحكم والرصد عن بُعد، ولدينا خطوط إنتاج مفتوحة؛ لتصنيع المنتجات والروبوتات لجهات دولية، حسب متطلباتها واحتياجاتها. كذلك، نهتم بتطوير أجهزة وحلول ذكية، تخدم التطور الصناعي برؤية علمية تسابق الزمن، بجانب التركيز على احتياجات المؤسسات الحكومية وخدمتها في المشروعات التي تحقق استراتيجيتها، وفقاً لتوجهات الدولة، من خلال تطبيق رؤيتها وأفكارها عبر نماذج ابتكارات مهمة وملهمة، وقابلة للتطبيق.
هل يمكنك إخبارنا عن مشاركاتك في المعارض المحلية، والدولية؟
لقد شاركت في العديد من دورات معرضَيْ: «أيدكس» العسكري الدفاعي، و«يومكس» للأنظمة غير المأهولة، التي تختص بأجهزة التحكم عن بُعد، والإلكترونيات الذكية، والطائرات بدون طيار، في أبوظبي. كما أن ابتكاراتي حاضرة في مختلف المعارض الدولية، وأصبحت شريكاً استراتيجياً مطوراً في هذا القطاع. وأسعى، كذلك، إلى ابتكار منتجات تنافس في جودتها عالمياً.
مسار صحيح
ما الذي يحتاج إليه المخترع؛ لدعم تجاربه؟
كثيرون يظنون أن المال هو العنصر الأهم لدعم المخترعين، ولكن من الخطأ أن يعتمد المخترع على الدعم المادي للاستمرار في إنتاج مشاريعه، واختبار تجاربه؛ لأنني أرى أن التوجيه الصحيح هو العنصر الأهم، فهو يساعد في تحويل الابتكارات إلى واقع ملموس.
حدثنا عن دعم الإمارات للمبتكرين!
الإمارات تُعتبر، اليوم، من أبرز الدول الداعمة للابتكار والمبدعين؛ فهي لم تكتفِ بتوفير الموارد المالية واللوجستية، بل وفرت بيئة ملهمة، تشجع الابتكار في كل المجالات. ومن خلال مبادراتها المختلفة، أتاحت الدولة فرصاً لا حصر لها، لتطوير مهارات المبتكرين، وصقل تجاربهم، ليس فقط من خلال الدعم المالي، بل عبر إتاحة فرص التواصل المباشر مع خبراء عالميين ومختصين بمجالات الابتكار والتكنولوجيا. فالإمارات أصبحت منصة عالمية، تحتضن المؤتمرات والفعاليات والمعارض الكبرى، التي تستعرض أحدث الابتكارات والتقنيات المتطورة، ما يتيح للمبتكرين الإماراتيين فرصة التفاعل مع رواد الصناعات العالمية، وتبادل الخبرات والأفكار معهم. وهذا الدعم الشامل يعزز قدرة المبدعين على تحويل أفكارهم إلى إنجازات ملموسة، تحمل علامة «صنع في الإمارات» إلى الأسواق العالمية، ما يعكس الرؤية الطموحة للدولة في أن تكون رائدة في الابتكار والتكنولوجيا.
ما طموحاتك المستقبلية؟
طموحي لا تحده حدود، فهو يتجاوزها إلى آفاق أوسع؛ فأسعى إلى تطوير مشروعاتي بشكل مستمر، حيث أعمل على بناء خطط مستقبلية، تركز على تحويل الأفكار الابتكارية إلى حلول عملية، تخدم المجتمع، وتدفع عجلة التطور الصناعي في الإمارات إلى الأمام. فالابتكار لا يتوقف، لأنه رحلة مستمرة نحو تحسين ما تم إنجازه، وتقديم الأفضل.