فاطمة الملا: أتطلع إلى حلول جديدة في العلوم الصحية

بطموحها وخلفيتها الأكاديمية، وجهودها البحثية المبتكرة، والتزامها الثابت بإحداث فرق إيجابي.. شقت الدكتورة الإماراتية، فاطمة الملا، طريقها لتتولى منصب نائب رئيس شركة «جي كي إس دي» للرعاية الصحية في الشرق الأوسط، والرئيس التنفيذي لقطاع التطوير في دول الخليج. و«جي كي إس دي» تتخذ من ميلان في إيطاليا مقرا

بطموحها وخلفيتها الأكاديمية، وجهودها البحثية المبتكرة، والتزامها الثابت بإحداث فرق إيجابي.. شقت الدكتورة الإماراتية، فاطمة الملا، طريقها لتتولى منصب نائب رئيس شركة «جي كي إس دي» للرعاية الصحية في الشرق الأوسط، والرئيس التنفيذي لقطاع التطوير في دول الخليج. و«جي كي إس دي» تتخذ من ميلان في إيطاليا مقراً لها، وتعتبر الذراع الاستثمارية لمجموعة «سان دوناتو»، إحدى أكبر المجموعات الطبية في أوروبا. وتقوم ابنة الإمارات بإدارة وتطوير استراتيجيات الاستثمار في دول عدة، منها: العراق، ومصر، والإمارات، ما يساهم في توسع ونمو المجموعة. كما تشغل الدكتورة فاطمة منصب المدير التنفيذي للدعم الإنساني في المجلس الدولي للشباب (IYC)، ما يعزز تأثيرها في المبادرات الإنسانية عالمياً. 

التقت «زهرة الخليج» العالمة والباحثة الإماراتية، للتحدث عن مسيرتها الرائدة، التي عملت خلالها أستاذاً مساعداً بمركز الأبحاث المتقدمة للهندسة البيوكيميائية في «كلية لندن الجامعية» بالمملكة المتحدة، وتُعتبر من أوائل الباحثين الإماراتيين في مجال «اللقاح البلازميدي» للحمض الوراثي، وتشغل عضوية معهد المهندسين الكيميائيين (iChemE)، وعضوية الرابطة الدولية للطلاب في الاقتصاد والأعمال (آيزك)، كما أنها أحد خمسة إماراتيين نالوا «جائزة الشيخ محمد بن راشد للتميز الحكومي»؛ لإنجازاتهم العالمية عام 2022، كما نالت ميدالية «فخر الإمارات».. وتالياً نص الحوار:

  • فاطمة الملا: أتطلع إلى حلول جديدة في العلوم الصحية

ما الذي جذبكِ إلى مجال العلوم الوراثية والجينات؟

منذ سنوات الدراسة الأولى، كنت مهتمة بفهم الأسس البيولوجية للحياة، وكيفية تأثير الجينات في الصحة والمرض. وبشكل خاص، جذبتني الإمكانات الواسعة للتطبيقات العملية في هذا المجال، كتطوير العلاجات المستهدفة واللقاحات. وقد قادني شغفي العلمي إلى الحصول على درجة الدكتوراه في «الهندسة الكيميائية الحيوية»، وقيادة العمليات الحيوية من كلية لندن الجامعية، إلى جانب ماجستير إدارة الأعمال من جامعة جلاسكو، كما أنني حاصلة على الماجستير والبكالوريوس في التكنولوجيا الحيوية من جامعة الشارقة.

تجربة ثرية

حدثينا عن تجربتك في تطوير مفاعل حيوي؛ لإنتاج اللقاحات!

 عملت مع خبراء ومهندسين - بالقسم المتقدم لعلوم «الهندسة البيوكيميائية»، في كلية لندن الجامعية - على صناعة مفاعل حيوي؛ للمساعدة في إنتاج اللقاحات، ليس على المستوى المخبري فقط، بل على المستوى الصناعي أيضاً، وكانت هذه التجربة ثرية على المستويات كافة؛ فالتعاون مع فريق متعدد التخصصات مكنني من فهم الجوانب التقنية، والتحديات التي تواجه صناعة اللقاحات على نطاق واسع، وقد ساهمنا في تصميم مفاعل حيوي يحاكي العمليات الصناعية مع ضمان الحفاظ على فاعلية وجودة اللقاحات، ما يعزز الإنتاج السريع، والتوزيع الواسع للقاحات.

ساهمت في بحث لتطوير «اللقاح البلازميدي».. حدثينا عنه، وعن أبرز نتائجه!

«اللقاح البلازميدي» يعد أكثر أمناً وكفاءة من اللقاحات الفيروسية، وقد قمنا ببحث لتطوير هذا اللقاح، والنتائج كانت مشجعة، فقد تمكنا من إثبات أن «اللقاح البلازميدي» يتمتع بمستوى أمان عالٍ، مقارنة باللقاحات التقليدية القائمة على الفيروسات. كما أظهر اللقاح فاعلية كبيرة في تحفيز الجهاز المناعي، دون التسبب في آثار جانبية خطيرة، ما يجعله بديلاً واعداً لعلاج العديد من الأمراض المعدية.

عمل تطوعي

ما أثر العمل التطوعي بأحد مستشفيات لندن في تنمية شخصيتكِ؟

العمل التطوعي كان تجربة إيجابية للغاية، فخلال 113 ساعة تطوعية تعلمت كيفية التعامل مع الأزمات الصحية بمرونة وكفاءة، كما طورت روح العمل الجماعي، والقدرة على إدارة التحديات في بيئات معقدة. هذه التجربة صقلت شخصيتي، وجعلتني أكثر تفهماً واهتماماً بخدمة الآخرين خلال الأوقات الصعبة.

ما أبرز العوامل، التي ساعدتك في تولي منصب نائب رئيس شركة «GKSD»؟

أبرز هذه العوامل: المؤهلات العلمية التي اكتسبتها خلال دراستي المتعمقة في مجالات «الهندسة البيوكيميائية»، وخبرتي بالعمل مع فرق دولية متعددة التخصصات، وكذلك مهاراتي القيادية، وقدرتي على إدارة المشاريع الكبرى، والتواصل مع الجهات الحكومية، والشركات الخاصة، وكلها ساعدتني في الوصول إلى هذا المنصب. كما أعمل على تعزيز شراكاتنا محلياً وعالمياً، إلى جانب المساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي للأمن الدوائي، والصحة الوقائية؛ لزيادة التقدم في هذا القطاع الصحي المهم.

تقلدتِ منصب المديرة التنفيذية للدعم الإنساني في المجلس الدولي للشباب (IYC).. ما أبرز مهامكِ في «المجلس»؟

في المجلس الدولي للشباب (IYC)، نعمل على قيادة المبادرات العالمية، التي تعطي الأولوية للتنمية الشاملة والمستدامة للشباب، مع التركيز على تمكين الشباب؛ فنسعى إلى إحداث تأثير في رحلة المجلس الدولي للشباب نحو مستقبل أفضل.

  • فاطمة الملا: أتطلع إلى حلول جديدة في العلوم الصحية

ما التحديات التي واجهتكِ، خلال مسيرتكِ؟

أحد أكبر التحديات كان تحقيق التوازن بين التطور العلمي والعمل الإداري؛ فقيادة المشاريع الكبيرة تتطلب إدارة الوقت بكفاءة، والتكيف مع الضغوط المستمرة. كما واجهت تحديات في العمل مع فرق متعددة الجنسيات، فقد كان يجب أن أتعلم كيفية فهم وتقدير الاختلافات الثقافية. وكذلك تحدي التوفيق بين مسيرتي العلمية والمهنية، وحياتي الشخصية، وتغلبت عليه بالتنظيم الجيد، والتخطيط المسبق، فدائماً أخصص وقتاً لعائلتي، ولنفسي، خارج العمل.

تكريم

حصلت على ميدالية «فخر الإمارات».. حدثينا عن شعورك بهذا التكريم!

بالفعل، كنت ضمن قائمة الحاصلين على ميدالية «فخر الإمارات»، ممن ساهموا - بشكل واضح - في خدمة المجتمع بالمجالات المختلفة. كان شرفاً كبيراً لي أن أكون ضمن هذه القائمة المتميزة، وقد شعرت بفخر وسعادة كبيرين؛ لأن جهودي لم تضع، بل كانت موضع تقدير من قيادتنا الرشيدة. كما حفزني هذا التكريم على الاستمرار في بذل المزيد؛ لخدمة المجتمع، والعمل على مشاريع تُحدث فرقاً حقيقياً.

كيف ترين مستقبل الرعاية الصحية في الإمارات؟

مستقبل الرعاية الصحية في الإمارات واعد جداً؛ فالإمارات تستثمر - بشكل كبير - في التكنولوجيا الصحية والابتكار، وتسعى إلى بناء نظام صحي شامل ومستدام. كما أن هناك فرصاً هائلة للنمو في مجالَي: الذكاء الاصطناعي، و«الطب الشخصي»، ما سيُحدث ثورة في تقديم الرعاية الصحية.

ما تطلعاتكِ، وطموحاتكِ؟

أطمح إلى الاستمرار في دفع عجلة الابتكار بمجال الرعاية الصحية، وتوسيع نطاق عملي؛ ليشمل مبادرات ذات تأثير أوسع. وأتطلع إلى تطوير حلول جديدة، تعزز جودة الحياة في المنطقة، وإلى تقديم إسهامات أكبر في مجال العلوم والتكنولوجيا الصحية.