عادل الحلاوي: أعمالي حداثية وتعكس القيم الإماراتية
عادل الحلاوي، الكاتب، والمنتج، والمخرج الإماراتي، رسخ اسمه كأحد الأعلام في صناعة السينما والترفيه بدولة الإمارات، مقدماً رؤية إبداعية متفردة، مكنته من تقديم أعمال رائدة، تُسلط الضوء على الهوية الإماراتية، وتعزز مكانة السينما المحلية، إقليمياً ودولياً. ولم يقتصر دور الحلاوي على الإبداع الفني فقط؛ فقد انطلق إلى عالم الابتكار التكنولوجي، عبر إطلاق تطبيق «آرت هب»، المنصة الرقمية المبتكرة، التي تهدف إلى دعم صناع الترفيه، وتمكينهم من اكتشاف المواهب؛ باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.. مجلة «زهرة الخليج» التقت عادل الحلاوي؛ للحديث عن كل هذا وذاك.. وفي ما يلي نص الحوار:
بدايةً.. حدثنا عن رحلتك في عالم الكتابة والإنتاج والإخراج!
منذ طفولتي، كان والدي جمعة الحلاوي، المؤلف والمخرج والممثل، يصطحبني معه إلى مسرح الاتحاد، ويعرفني بالفنانين والمؤلفين والمخرجين المحليين والخليجيين والعرب، كما أشركني في بعض المسلسلات والمسرحيات. البداية كانت بكتابة القصص القصيرة كهواية، ثم تطور الأمر إلى كتابة السيناريوهات، وتعلم تقنيات الإنتاج، والإخراج، من خلال التجارب الصغيرة، التي كنت أقوم بها بشكل شخصي. كانت تلك المرحلة صعبة، لكنَّ شغفي بالفن والتعلم كان دافعي الأكبر للاستمرار.
تفاصيل يومية
ما الذي يلهمك نصوصك، وهل هناك مواضيع معينة تركز عليها في أعمالك؟
أستلهم، كثيراً، من التراث الإماراتي العريق، ومن الحياة اليومية بتفاصيلها. وأركز على قضايا الهوية والثقافة والتغيرات الاجتماعية؛ فالقصص الإنسانية البسيطة، عندما تُروى بأسلوب شيق، تترك أثراً قوياً في قلوب المشاهدين.
كمنتج ومخرج.. كيف تتعامل مع تحديات تحويل النص المكتوب إلى عمل بصري؟
أصعب ما في الأمر، هو ترجمة الجوهر الحقيقي للقصة إلى صورة بصرية تلامس المشاهدين؛ فهذا يتطلب تعاونًا وثيقًا مع فريق العمل؛ لفهم الرؤية الإبداعية، وضمان توصيل الرسالة بأفضل شكل ممكن.
كيف ترى صناعة السينما والتلفزيون في الإمارات؟
هذه الصناعة تشهد تطورًا ملحوظًا، وهناك اهتمام متزايد من الجهات المعنية والمبادرات الثقافية، وأخص بالذكر مجالس الإعلام الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص. لكنَّ التحديات تبقى قائمة، ومع ذلك هناك حركة واعدة وصاعدة، وأنا متفائل بما هو قادم بفضل الجهود الكبيرة لدعم هذا القطاع.
مؤخراً.. أطلقت تطبيق «آرت هب»، الأول من نوعه عالمياً، فما أهم الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها من خلاله؟
«آرت هب» منصة رقمية فنية وأدبية، وترفيهية واجتماعية هادفة، وهي الأولى من نوعها التي توحد صنّاع الترفيه، وتقدم إليهم العديد من الخدمات الفنية؛ بهدف تعزيز التواصل والتعاون الإبداعي في عالم الفن، واكتشاف المواهب الناشئة من مختلف القطاعات الإبداعية. وكذلك، تعالج البطالة بإيجاد فرص عمل متعددة في مختلف مجالات الترفيه. باختصار، تسعى المنصة إلى تحقيق صناعة فنية وأدبية ترفيهية هادفة على مستوى العالم، ببناء مجتمع فني متكامل، يعزز فرص النجاح والإبداع، ويسهل عملية التعاون بين التخصصات الفنية كافة.
ذكرت أن «آرت هب» نبعت من التحديات التي واجهتها في فيلمك «المقاتل الذي لا يُهزم».. كيف ساعدك التطبيق في تجاوز هذه التحديات؟
التحدي الرئيسي كان إيجاد الفريق المناسب؛ لتنفيذ المشروع. ومن هنا جاءت فكرة التطبيق، فهو يتيح للفنانين - من مختلف أنحاء العالم - التواصل بسهولة، وتبادل الخبرات والمشاريع. كما يساعد التطبيق العاملين بمجال الترفيه في توسيع دائرة التعاون، والوصول إلى المواهب العالمية، بشكل أسرع، وأكثر فاعلية وإنتاجية.
ما رأيك في تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على مستقبل صناعة السينما والإعلام؟
التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يقدمان فرصاً هائلة؛ لتحسين العمليات الإبداعية، وتقليل التكاليف؛ فيمكن أن نستخدم الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة المؤثرات البصرية، وحتى في كتابة السيناريوهات، لكن العنصر البشري يبقى ضروريًا؛ لضمان الإبداع والأصالة. من الأمور، التي سهلت العقبات، رؤية قيادتنا الرشيدة، التي قدمت دعماً غير محدود إلى المؤسسات، عن طريق وضع البنية التحتية؛ للمضي قُدماً في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي, وأخص بالذكر: «يوم الإمارات تبرمج»، و«استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي»، ووجود صرح عظيم هو «جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي»؛ لهذا لم نغفل تعزيز تطبيق «آرت هب» بالذكاء الاصطناعي، بإضافة عدد من المميزات، منها: مراقبة المحتوى، الذي تتم مشاركته من قِبَل المستخدمين، ومنع أي محتوى غير أخلاقي، أو غير إنساني، أو يتعارض مع قوانيننا. وكذلك، مساعدة المستخدمين في تطوير مهاراتهم الفنية، وتقوية ملفهم الشخصي؛ لإيجاد فرص أفضل، وعمليات الانتقاء حسب المهارات والمشاريع، وهناك عمليات من البحث والتطوير؛ لمعالجة الإنتاجات، والخدع، والأصوات.
كيف تدمج التراث الإماراتي بالعناصر العصرية في أعمالك؟
أحاول، دائمًا، دمج القيم والعادات الإماراتية، بطريقة تتناسب مع حداثة العصر؛ فأمزج الأصالة والتقنيات الحديثة بأساليب سرد مبتكرة؛ فهذا المزج يصنع تجربة فريدة تجمع بين الأصالة والحداثة؛ لإنتاج أعمال تلامس الجمهور المحلي والعالمي في الوقت نفسه؛ لإظهار الثقافة الإماراتية بشكل حديث وعالمي، دون أن تفقد هويتها.
ذوق محلي
كأحد المساهمين في الارتقاء بصناعتها.. كيف تقيّم تأثير الأفلام الإماراتية في الجمهور؟
الجمهور المحلي يشعر بفخر متزايد تجاه الأفلام الإماراتية؛ لأنها تعكس هويته وثقافته. عالمياً، بدأت الأفلام الإماراتية تلقى اهتمامًا أكبر؛ بسبب القصص التي ترويها بشكل يتجاوز الحدود الجغرافية، ويصل إلى عمق الإنسانية، والقادم أجمل. ودائمًا أقول: «نحتاج إلى أفلام بقلب محلي.. وقالب عالمي».
ما نوعية الأفلام التي تلقى قبولاً أكبر لدى الجمهور الإماراتي، وهل هناك تغير في ذوقه؟
الجمهور الإماراتي متنوع في ذوقه، لكن الأفلام التي تتناول الهوية والتراث، غالبًا، تلقى استحسانًا أكبر. في الوقت نفسه، هناك طلب متزايد على الأفلام ذات الطابع العالمي والمعاصر، وكذلك الأفلام التي تعكس القضايا المحلية والعالمية، خاصة قضايا الشباب.
ما المشروع الذي تعتبره نقطة تحول في مسيرتك المهنية، ولماذا؟
فيلمي «المقاتل الذي لا يُهزم» كان نقطة تحول كبيرة في مسيرتي؛ فقد كان فيلمًا ضخمًا ومليئًا بالتحديات. هذه التجربة جعلتني أنضج كمخرج ومنتج، وساعدتني على تطوير فهم أعمق لكيفية تحويل فكرة طموحة إلى عمل فني مؤثر.
كيف تختار فريق العمل عند الإنتاج أو الإخراج، وما الأهم بالنسبة لك عند اختياره؟
أبحث عن أشخاص يشاركونني الشغف والرؤية نفسيهما. والأهم، بالنسبة لي، هو التعاون والانسجام. كما أومن بأهمية تمكين المواهب المحلية، وإعطائها الفرصة للتعلم والنمو. وأبحث، أيضاً، عن أصحاب الرؤية، والإصرار على تقديم أفضل ما لديهم. ومن العوامل التي تساعدني في ذلك، أنني أتقرب من فريق العمل، وأتحدث معه بلغة متقاربة، كوني مخرجاً ومنتجاً وفناناً. أحمل شهادة هندسية في تخصصَي الكهرباء والإلكترونيات، إضافة إلى ماجستير في الجودة ونظم المعلومات الإدارية، وبكالوريوس إدارة أعمال عام. هذه الخلفية الأكاديمية ساعدتني كثيراً في التواصل مع فريق العمل كفنان وتقني وإداري؛ لتكون أجواء العمل صحية.
حدثنا عن مشاريعك الحالية، أو القادمة!
حاليًا، أعمل على فيلم جديد بعنوان «قيد»، أيضًا أقوم - خلاله - بتطوير محتوى رقمي عبر منصات جديدة؛ بهدف الوصول إلى جمهور أوسع. كما أنني مستمر في العمل على تحسين وتطوير تطبيق «آرت هب»؛ لتمكين صناع الترفيه والمبدعين والواعدين حول العالم.
ما نصيحتك للشباب الإماراتيين، الذين يرغبون في دخول عالم الإنتاج والإخراج؟
أقول لهم: تحلوا بالصبر والشغف؛ فهذا المجال مليء بالتحديات، ولكن بالإصرار والتعلم المستمر ستُفتح أمامكم أبواب النجاح والتميز.