آمنة وحصة الدحيل: رحلتنا لتحقيق الاستدامة مستمرة
ابتكرت الأختان الإماراتيتان: آمنة وحصة الدحيل، المؤسِّستان المشاركتان في العلامة التجارية الإماراتية، المتخصصة في الأزياء الجلدية النباتية «وادي دِ»، حقائب مميزة مصنوعة من جلود نباتية، منها: الصبار، والمانجو، في إطار التزامهما بمفهوم الموضة المستدامة. وفي حديثهما مع «زهرة الخليج»، أعربت الشقيقتان الإماراتيتان عن أملهما أن تشكل رحلتهما مصدر إلهام للآخرين؛ لتبني الاستدامة في حياتهم وأعمالهم، استناداً إلى الإرث البيئي الذي خلفه الأجداد.
وحصلت آمنة على البكالوريوس في الاتصال الجماهيري، والماجستير في العمل الاجتماعي، وتتولى عمليات الشركة والتسويق. أما حصة، الحاصلة على البكالوريوس في التصوير الطبي، والماجستير في علم الأوبئة البيطرية، فتشرف على التوجيه الإبداعي والبحث للعلامة التجارية.. التقتهما «زهرة الخليج»؛ لمعرفة كيف قادهما شغفهما بالاستدامة إلى هذا المجال المبتكر.
الاستدامة في صميم نهج «العلامة»
تقول آمنة: إن الاستدامة شكلت جزءًا لا يتجزأ من أسلوب حياتنا منذ الطفولة، فقد نشأنا على مبادئ التسوق الواعي، وتقليل استخدام البلاستيك، والحفاظ على البيئة. وعندما فكرنا في إطلاق علامة تجارية، كان من الطبيعي أن نعتمد هذه القيم. وتوضح أن البحث عن المواد الطبيعية المناسبة استغرق أكثر من عام، حتى استقرتا على جلد الصبار، الذي يتميز بمظهره المشابه للجلد التقليدي. لكنه يتطلب معالجة دقيقة؛ لنعومته الفائقة، ما يجعل العمل على إنجاز الحقيبة - التي تنفذ يدوياً - يستغرق وقتاً أطول، مقارنة بالجلود الحيوانية.
إعادة تدوير
وعن تغيير مسارهما، واتجاههما إلى عالم الأزياء الصديقة للبيئة، تقول آمنة: «جاء ذلك؛ لنشر الوعي بأهمية الموضة المستدامة؛ لتقليل نسبة التلوث المنبعثة من صناعة الأزياء. وما زاد ثقتنا بهذا المشروع أن دور أزياء عالمية تتجه إلى توفير منتجات مصنوعة من الجلود النباتية». مشيرةً إلى أن تعهدهما بالاستدامة لم يتوقف عند هذا الحد، فلم يقتصر التزامهما على الإنتاج فقط، بل نظمتا ورش عمل تعليمية، تتيح للمشاركين تجربة صنع منتجات من الجلد النباتي. ولتعزيز هذا النهج، أعادتا تدوير بقايا الورش إلى منتجات فنية، ومنها: مزهريات، ومباخر محدودة الإصدار.
عام الاستدامة
وحول أبرز الورش، التي قامتا بتقديمها، كشفت آمنة عن مشاركتهما في مؤتمر «كوب 28»، ضمن جناح الشباب، فقدمتا ورشة؛ لتعريف الحضور بمفهوم الجلود العضوية، خاصة جلد القهوة، معربةً عن أنهما وجدتا، خلال مشاركتهما في هذا الحدث الكبير، فرصة مثالية للتوسع في نشر الوعي حول الاستدامة بمجال الأزياء. مضيفةً: «شجعتنا هذه الورشة على الانضمام إلى مجتمع (أبطال الاستدامة)؛ لمشاركة رؤيتنا حول أهمية الابتكار المستدام، التي تواكب أهداف (عام الاستدامة)، الذي أعلنته دولة الإمارات، تحت شعار (قول.. وفعل)، لعام 2024».
نمو.. وتطور
وتحدثت آمنة عن أبرز التحديات التي واجهتهما، فقالت: «لا شك في أن صناعة الجلود النباتية، خارج الدولة، كانت من أبرز التحديات التي واجهناها، حيث يصنع جلد الصبار في المكسيك، بينما يصنع جلد المانجو في هولندا، وهذا يرجع إلى أن سوق الموضة المستدامة يعد حديثاً، والمواد الأولية الخاصة بإنتاجه ليست متوافرة، وتستورد من البلدان التي تتميز بوجود أسواق لهذه المنتجات. ورغم ذلك فإن أصحاب المشاريع، التي تقدم مفهوم الاستدامة، تنمو وتتطور شركاتهم بشكل ملحوظ، ما يشكل تشجيعاً صريحاً على الاستمرار في هذا المفهوم، وإن حمل بعض التحديات».
إبداع.. وابتكار
وتطرقت حصة إلى الحديث عن المنتجات التي قامتا بصناعتها، قائلة: «استخدمنا جلد الصبار في تصميم أول منتج لنا، وهو حقيبة يد، يمكن الاستفادة منها بطرق عدة، وفي مناسبات مختلفة. في ما بعد، اكتشفنا خيارات أخرى لتصنيع منتجاتنا، مثل: جلد المانجو، واتبعت منتجاتنا اللاحقة النهج نفسه من حيث تعدد الاستخدامات. كما بحثنا عن تصاميم مميزة، تجذب الأنظار من دون بهرجة، تكون مستوحاة من موضة الخمسينيات، التي تحمل الكثير من الإبداع، والابتكار في صناعة الحقائب. لذا، تعمدنا وضع تصميم يسمح للمرأة بحمل الحقيبة بأكثر من شكل، بسبب طواعية التصميم في كيفية حمل الحقيبة. وحرصنا، كذلك، على إنتاج كميات محدودة؛ لتعزيز نهج الموضة البطيئة، وترسيخ مفاهيم الاستهلاك، وتشجيع العميلات على الشراء بوعي أكبر».
تقليل النفايات
وعن كيفية صناعة الحقائب الجلدية من النباتات، لفتت حصة: «في (وادي دِ)، استخدمنا نوعين حتى الآن، هما: الصبار والمانجو. ويختلف قوام الاثنين من ناحية السمك، والشكل. فجلد الصبار يؤخذ من صبار (التين الشوكي)، ويتم حصاد الأوراق المكتملة، وهرسها، وخلطها بمواد تساعدها على التماسك. أما المانجو، فيتم استخدام الحبات غير القابلة للاستهلاك البشري؛ لتقليل النفايات العضوية، واستخدامها في الأزياء».
رحلة مستمرة
وأكدت حصة أن رحلتهما؛ لتحقيق أهدافهما مستمرة؛ فهما تبحثان - باستمرار - عن طرق؛ لتحسين منتجاتهما، وعملياتهما؛ لتحقيق نتائج أكثر استدامة، مشيرة إلى أنهما تحرصان على التواصل - بانتظام - مع الشركات، والفنانين المحليين الآخرين؛ لمشاركة المعرفة والخبرات، وتعزيز الدعم في ما بينهم. وأضافت: «نتمنى أن نرى منتجات (وادي دِ) في متناول الجميع داخل الدولة وخارجها. وأن تصبح الجلود النباتية جزءاً مهماً من عالم الموضة».