لميس الهاشمي: النخيل رمز للابتكار في «بالميد»

استخدمت رائدة الأعمال الإماراتية، لميس الهاشمي، المؤسس المشارك في شركة «بالميد»، خامات طبيعية، وأعادت تقديم صياغة صناعية مبتكرة، ذات أبعاد مستدامة ملهمة، عبر أدوات مائدة صديقة للبيئة، وقابلة للتحلل البيولوجي؛ باستخدام عناصر من نخيل التمر، كونه أحد موارد الإمارات الغنية. وأكدت لميس أن هذه الشجرة المب

استخدمت رائدة الأعمال الإماراتية، لميس الهاشمي، المؤسس المشارك في شركة «بالميد»، خامات طبيعية، وأعادت تقديم صياغة صناعية مبتكرة، ذات أبعاد مستدامة ملهمة، عبر أدوات مائدة صديقة للبيئة، وقابلة للتحلل البيولوجي؛ باستخدام عناصر من نخيل التمر، كونه أحد موارد الإمارات الغنية. وأكدت لميس أن هذه الشجرة المباركة تكون أكثر كرماً بما تعطيه من مخلفاتها، إذا استثمرت في مشاريع صناعية، وهذا ما برهنت عليه تجربة مشروعها لتدوير مخلفات أشجار النخيل.. «زهرة الخليج» حاورت رائدة الأعمال الإماراتية؛ لنعرف أكثر عن مشروعها المبتكر:

  • لميس الهاشمي: النخيل رمز للابتكار في «بالميد»

كيف نشأت فكرة الجمع بين الابتكار والاستدامة في مشروعك؟

لطالما كانت لديَّ رغبة في إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة، للتحديات البيئية التي نواجهها اليوم، مع الحفاظ على الموارد الطبيعية المحلية. من هنا، بدأنا البحث عن مشروع يواكب الاهتمام بالاستدامة، إلى أن وقع الاختيار على شجرة النخيل. وبدأنا العمل كمشروع بحثي عام 2014، وسرعان ما تحول إلى مشروع تجاري تحت اسم «بالميد»، المشروع الذي تم تأسيسه في يونيو من عام 2019، سعياً إلى تعزيز بصمة المرأة الإماراتية المبتكرة في مجال تصنيع المواد الصديقة للبيئة، والقابلة للتحلل.

مورد متجدد

لماذا اخترتِ شجرة النخيل مورداً أساسياً؟

تُعد شجرة النخيل رمزاً للعطاء في بيئتنا الصحراوية، فقد دعمت الأجداد بثمارها، وظلّها، وحتى خصائصها العلاجية؛ فاخترناها لأنها تعكس تراثنا وتاريخنا، ولأنها مورد متجدد. سعينا إلى استغلال المخلفات المتروكة من النخيل، كالأوراق، وتحويلها إلى منتجات صديقة للبيئة وعملية، بطريقة إبداعية. ومن خلال «بالميد» كرمنا هذه الشجرة المباركة، التي باتت رمزاً للابتكار والاستدامة، ما يبرهن على قدرتنا على تقديم حلول للتحديات العالمية، من أرض دولتنا المعطاءة.

  • لميس الهاشمي: النخيل رمز للابتكار في «بالميد»

هل واجهتِ صعوبات عند تحويل مشروعكِ البحثي إلى تجاري؟

نعم، كانت هناك تحديات في البداية، سواء من ناحية تطوير تقنيات جديدة لمعالجة الأوراق، أو إقناع السوق بقبول فكرة بديلة للبلاستيك. مع الوقت والتطوير المستمر، تجاوزنا تلك التحديات، وتحولت فكرتنا إلى مشروع تجاري ناجح. وقد بدأنا مشروع «بالميد» في مرآب منزلنا، حيث كنا نجرب ونتعلم باستمرار. ثم توسعنا تدريجياً من خلال شراكات مع الفنادق والمؤسسات، التي تبحث عن حلول مستدامة. النجاح جاءنا من قدرتنا على الجمع بين الابتكار في الخامات، والتصنيع، مع تلبية احتياجات السوق المتزايدة إلى الحلول البيئية.

ما المواد المستخدمة في تصنيع منتجاتكم؟

استخدمنا النفايات الحيوية لشجرة نخيل التمر مع «البوليمرات» الأخرى، وهي المركبات الكيميائية القابلة للتحلل، والمستخرجة من قصب السكر أو الذرة. أما الطريقة، التي تُمزج بها هذه المواد معاً لتشكيل مادة جديدة صديقة للبيئة، فهي في الواقع من ابتكارنا، وحصلنا - بموجبها - على الموافقة والترخيص من إدارة مختبر دبي المركزي ببلدية دبي، التي وثقت وصادقت على سلامة استخدامها البشري. ولدينا، أيضاً، شهادات إضافية من مختبرات محلية، تؤكد أن منتجاتنا قابلة للتحلل الطبيعي، والتحول إلى سماد، وفقاً للمعايير الدولية.

تطور مستمر

ما الأدوات، التي تقومون بتصنيعها؟

نصنع أدوات مائدة قابلة للتحلل الحيوي بالكامل، مثل: الشوك، والسكاكين، والملاعق، والمصاصات. ونسعى إلى تقديم منتجات تكون بديلاً مستداماً وصديقاً للبيئة عن الأدوات البلاستيكية، التي تُستخدم لمرة واحدة. كما نعمل على تطوير منتجاتنا بشكل مستمر، وابتكار منتجات جديدة، مثل: الأكواب، وحافظات الطعام، وغيرها، ونستعد لمرحلة جديدة من النمو والتطور، في ظل تزايد الطلب على المنتجات الصديقة للبيئة بالإمارات، بالتوازي مع التشجيع المستمر من قِبَل الجهات المختلفة.

  • لميس الهاشمي: النخيل رمز للابتكار في «بالميد»

ما العوامل، التي أسهمت في انتشار منتجات «بالميد»، ونجاحها؟

من العوامل الأساسية، لنجاح وانتشار منتجاتنا، زيادة الوعي البيئي بالمجتمع، وتشجيع القوانين المحلية في الإمارات على استخدام البدائل المستدامة، بجانب البنية التحتية المتقدمة في الدولة، فهي بيئة مثالية داعمة للابتكارات والاستثمارات الكبيرة في تطوير الصناعات المستدامة، وتشكل أرضاً خصبة لنجاح مشروع «بالميد». وفي ظل الطلب المتزايد على المنتجات الصديقة للبيئة، وجدت أدوات المائدة، التي تنتجها «الشركة» مكانها الطبيعي في السوقَين المحلي، والإقليمي.

تم اختياركِ للانضمام إلى كتاب «الحالمون - نتخيل المستقبل».. كيف تصفين شعورك بهذا التكريم؟

«الحالمون - نتخيل المستقبل»، كتاب صادر عن «إكسبو الإمارات»، وموجّه إلى القراء الصغار؛ ليأخذهم في رحلة خيالية عبر قصص ستة «حالمين»، من صناع التغيير في دولة الإمارات. لا شك في أنه شعور لا يوصف بالسعادة والفخر، حيث يضم الكتاب ستة «حالمين»، تساهم ابتكاراتهم، وأبحاثهم، في تحقيق مستقبلٍ مستدامٍ للجميع. وقد روى الكتاب قصتي عبر رسوم جميلة، وسرد سهل القراءة يجسد ارتباطي ببيئتي، ومدى طموحي. ويسعدني أن أشيد بفكرة القصص، التي تسعى إلى إثارة خيال القراء الصغار، وتشجيع حب المعرفة، وتقدير معاني الاستدامة والوعي البيئي. 

ما طموحاتكِ المستقبلية؟

أسعى إلى إحداث تغيير في عقلية المستهلكين لتبني البدائل المستدامة، وزيادة الوعي بأهمية الحد من استخدام البلاستيك. كما آمل أن يزدهر الآخرون العاملون في مجال الاستدامة؛ فنحن نعمل في مجال مليء بالتحديات، وأتمنى أن يؤدي الوعي بآثار البلاستيك السلبية في البيئة إلى موقف أكثر تقبلاً تجاه المنتجات المستدامة، والصديقة للبيئة. طموحاتي المستقبلية، لشركة «بالميد»، أن نصبح مرجعاً رئيسياً في صناعة المواد المستدامة، محلياً ودولياً، كما أعمل على تعزيز الابتكار في استخدام الموارد المحلية، وتحويلها إلى حلول عالمية للتحديات البيئية.