الصحة العقلية من بين الأشياء، التي تجب العناية بها، ولا شك في أن الطريقة التي نعتني بها بصحتنا العقلية تحدد مدى قدرتنا على التعامل مع التوتر، واتخاذ القرارات، والحفاظ على العلاقات. وبما أننا نعيش في عصر يتم فيه الاعتراف بأهمية الصحة العقلية، فإن القيام بأنشطة للحفاظ عليها، وتحسينها، يصبح أمراً حيوياً، وأحد الجوانب التي تحدث تغييرات في صحتنا العقلية، هو كيفية العناية ببيئتنا الداخلية.

ويعد التنظيف المنتظم لمساحاتنا الداخلية، بما في ذلك أجهزة التكييف والأثاث، جزءاً أساسياً من دعم صحتنا، وفي حين أن النشاط نفسه يمكن أن يكون مهمة شاقة، إلا أنه يؤثر بشكل إيجابي في صحتنا العقلية. فهل تعلمين أن هناك علاقة بين التنظيف والصحة العقلية؟

ولفهم الطرق المختلفة، التي يمكن أن يفيد بها التنظيف صحتنا العامة، ويساعدنا على تحقيق حياة صحية جيدة، نكشف لك التالي:

  • منزل مرتب وعقل مرتاح.. هكذا تؤثر البيئة المحيطة في صحتك النفسية!

التنظيف يقلل القلق والتوتر:

الفوضى، وقلة التنظيم، تعتبران مشكلة كبيرة؛ لأنهما تزيدان التوتر والقلق. لذا عندما تقومين بتنظيف محيطكِ وترتيبه، فإنكِ توفرين شعوراً بالسيطرة والنظام، ما يخفف هذه المشاعر السلبية. كما يمكن أن يوفر فعل التنظيف أيضاً شعوراً بالإنجاز والفخر، ما يعزز مزاجكِ وثقتكِ. وتذكري أن المساحة الداخلية الخاصة بكِ مصدر مهم للراحة، لذا فإن إهمال العناية المنتظمة بها أمر غير حكيم، لأنه مع انخفاض الراحة، ستواجهين أيضاً عواقب سلبية على صحتكِ العقلية.

التنظيف يحسن التركيز والإنتاجية:

إن الحفاظ على بيئة داخلية نظيفة وصحية يحسن قدرتك على التركيز، وإعطاء نتائج أفضل، فعندما يتم إهمال مساحتنا الداخلية، وإبقاؤها متسخة، فإننا ننتهي إلى تشتيت انتباهنا معظم الوقت، ويتشتت انتباهنا في اتجاهات متعددة، ما يجعل من الصعب للغاية التركيز، وتحديد الأولويات.

  • منزل مرتب وعقل مرتاح.. هكذا تؤثر البيئة المحيطة في صحتك النفسية!

التنظيف شكل من أشكال اليقظة:

يعتبر التنظيف شكلاً من أشكال اليقظة، التي يمكن وصفها بأنها ممارسة للوجود، والمشاركة الكاملة في لحظة معينة. وعندما تقومين بالتنظيف، فغنك تركزين على المهمة المطروحة، وتشاركين - بشكل كامل - في عملية جعل بيئتكِ الداخلية نظيفة ومرتبة. كما أنه عندما تركزين على نشاط واحد، تخرج أفكار المشاكل الأخرى عن التركيز بشكل إيجابي، وتساعدكِ على الاسترخاء، حتى لو كان نشاطاً مرهقاً جسدياً.

التنظيف يعزز النشاط البدني:

يمكن للأنشطة البدنية، مثل التمارين الرياضية، أن تحافظ على صحتك العقلية. ومع ذلك، لا تقتصر الأنشطة البدنية على التمارين الرياضية فحسب، حيث يمكن للتنظيف المنتظم، أيضاً، أن يعزز الأنشطة البدنية المفيدة لصحتك العقلية والجسدية. فمهام التنظيف المتعددة، مثل: التنظيف بالمكنسة الكهربائية، والمسح، والكنس، تتضمن حركات تعتبر أيضاً تمريناً، وقد ثبت أن التنظيف المنتظم له فوائد عدة للصحة العقلية، بما في ذلك: تحسين الحالة المزاجية، وجودة الحياة الصحية.

صيحات التنظيف والترتيب:

وفي حين أن التنظيف أمرٌ ضروري من أجل صحتنا العقلية، إلا أنه ظهر مؤخراً «ترند» جديد على منصات التواصل، يدعونا إلى ترتيب كل ما بمنزلنا، بدءاً بالثلاجة، وانتهاءً بأدراج غرفة النوم. لكن هذا الأمر ليس جيداً على المدى البعيد، إذ يقول الخبراء: إن الحاجة المستمرة؛ لمواكبة هذه الصيحات في ترتيب وتنظيم الأشياء، تسبب ضغطاً نفسيّاً وجسديّاً حقيقياً. وقد يفقد الأشخاص، في بعض الحالات، قدرتهم على التمييز بين ما لا داعي له، والطريقة التي يمكن أن تفيد حياتهم، ويمكن أن يعانوا الإرهاق والشعور باليأس، في حال لم يتمكنوا من تطبيقها، أو الوصول إلى الكمال الذي ينشدونه.