على الرغم من تجاهلها في الكثير من الأحيان، إلا أن الصحة العقلية أساس الرفاهية الشاملة، إذ إنها منسوجة في تفاصيل حياتنا اليومية. لذا، يجد العديد من الأفراد أنفسهم يتصارعون مع تحدي التعرف على العلامات، التي تحتم طلب المساعدة المهنية.
لهذا سنرشدكِ، من خلال هذا الدليل الشامل، إلى أخطر المنعطفات والمؤشرات في حالتكِ النفسية، التي تنذركِ بضرورة اللجوء إلى أخصائيي الصحة العقلية.
8 علامات أساسية لطلب المساعدة الطبية:
1. التغيرات المستمرة في المزاج:
المؤشر الأساسي إلى أن المساعدة المهنية أصبحت ضرورية، هو وجود تغيرات دائمة في حالتكِ العاطفية أو سلوككِ، خاصة عندما تستمر هذه التغيرات لفترة طويلة، تمتد عادةً إلى أسبوعين أو أكثر.
وتتجلى مثل هذه التحولات في المزاج أو السلوك بطرق مختلفة، كل منها بمثابة إشارة حمراء محتملة لمشاكل الصحة العقلية الأساسية، ومن الضروري الانتباه إلى هذه التغيرات، لأنها تشير إلى انحراف عن خط الأساس العاطفي المعتاد.
2. صعوبة التعامل مع الحياة اليومية:
عندما تبدأ مشكلات الصحة العقلية التدخل في قدرتكِ على العمل، وحياتكِ اليومية، فهذه إشارة قوية إلى أن التدخل الطبي أصبح ضرورياً، وقد تتمثل هذه الصعوبة في إدارة المهام والمسؤوليات اليومية، ما قد يؤدي إلى تفاقم حالتكِ الصحية العقلية. على سبيل المثال: تتمثل هذه المهام البسيطة في روتين النظافة الشخصية، أو تلبية التزامات العمل أو المدرسة، أو الرغبة في العزلة الاجتماعية أو الصراعات مع الأسرة أو الأصدقاء أو إيجاد صعوبة في الالتزام بجدول نوم ثابت.
3. الصدمة أو التغيرات الكبرى في الحياة:
قد يكون التعرض لصدمة، والمرور بتحولات كبيرة في الحياة، أمرين صعبين، يتطلبان دعماً متخصصاً للتعامل معهما بشكل فعال، والتكيف معهما بطريقة صحية.
وقد تكون هذه التجارب ساحقة عاطفياً، وقد تتجاوز قدراتنا المعتادة على التكيف، ما يجعل من الضروري طلب المساعدة لمنع مشاكل الصحة العقلية طويلة الأمد، وتسهيل التكيف بشكل أكثر سلاسة.
ويعد طلب المساعدة المهنية، خلال هذه الأوقات؛ خطوة استباقية نحو منع المضاعفات طويلة الأمد للصحة العقلية، وتعزيز المرونة، ويوفر لكِ متخصصو الصحة العقلية مساحة آمنة لمعالجة تجاربكِ، وتقديم استراتيجيات مصممة خصيصاً لموقفكِ، ومساعدتكِ على التعامل مع المشاعر المعقدة.
4. الأعراض الجسدية دون سبب طبي:
في بعض الأحيان، تتجلى مشاكل الصحة العقلية كأعراض جسدية، فإذا كنتِ تعانين أعراضاً جسدية مستمرة ليس لها سبب طبي واضح، فقد يكون الوقت قد حان للتفكير في دعم الصحة العقلية، وتشمل هذه الأعراض: (التعب المزمن، والآلام والأوجاع غير مبررة، وتغيرات الشهية أو أنماط النوم، ومشاكل الجهاز الهضمي).
5. أفكار إيذاء النفس:
إذا كانت تراودك أفكار بإيذاء النفس بأي وسيلة، فهنا التدخل الطبي يصبح لا مفر منه، حيث يشكل هذا الموقف حالة طبية طارئة، ويكون التدخل السريع منقذاً للحياة في كثير من الأحيان. وتوفر المساعدة المهنية المتخصصة الدعم الحاسم والراحة والاستراتيجيات الفعّالة لإدارة هذه الأفكار الصعبة.
6. صعوبات العلاقات:
المشاكل المستمرة في علاقاتكِ الشخصية، سواء كانت رومانسية أو عائلية أو اجتماعية، تعتبر مؤشراً مهماً إلى أن المساعدة المهنية قد تكون مفيدة، وتتجلى هذه الصعوبات بطرق مختلفة، وقد تؤثر بشكل كبير في صحتكِ العامة، وجودة حياتكِ، ويقدم المتخصص المهني مساعدة لا تقدر بثمن في التعامل مع تحديات العلاقات هذه، وفهم الأنماط الأساسية فيها، وتحسين مهارات الاتصال لديكِ، وتطوير طرق أكثر صحة للتفاعل مع الآخرين.
7. الإرهاق:
في عالمنا السريع الخطى والعالي الضغط، أصبح الشعور بالإجهاد الشديد أو الإرهاق شائعاً بشكل متزايد، فإذا وجدتِ نفسكِ تكافحين للتعامل مع متطلبات الحياة اليومية، أو تشعرين بالإرهاق المستمر، فقد يكون الوقت قد حان لطلب المساعدة المهنية.
الإرهاق بشكل خاص له عواقب وخيمة على صحتكِ العقلية والجسدية؛ إذا تُرك دون علاج، لذلك حاولي الحديث مع متخصص، لإيجاد تقنيات إدارة الإجهاد الشخصية، واستراتيجيات لتحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة، وطرق لوضع حدود واقعية.
8. صعوبة إدارة المشاعر:
يعتبر تنظيم المشاعر جانباً بالغ الأهمية من جوانب الصحة العقلية والرفاهية العامة، فإذا وجدتِ نفسكِ عاجزة عن إدارة مشاعركِ بفاعلية، فعليكِ طلب المساعدة المهنية من اختصاصي الصحة النفسية والعقلية، وتتجلى صعوبة تنظيم المشاعر بطرق مختلفة، وقد تؤثر بشكل كبير في حياتكِ اليومية وعلاقاتكِ، وأدائكِ العام.