رغم ظهورها في فيلم «The Devil Wears Prada» كإحدى قطع المجوهرات التي ارتدتها النجمة الأميركية ميريل ستريب، التي لعبت شخصية «ميراندا بريستلي»، وأثارت انتباه الكثيرين، إلا أن ما لا يعرفه البعض هو القصة التي تقف وراء قلادة «ليلي لانغتري»، فهذه القلادة كانت، في السابق، هدية من الملك إدوارد السابع للممثلة ليلي لانغتري، التي كانت صديقته بين عامَيْ: 1877، و1880.

وصُنعت قلادة «ليلي لانغتري» بواسطة صانع المجوهرات البريطاني الشهير «هانكوكس لندن»، في سبعينيات القرن التاسع عشر، بتكليف من إدوارد السابع، بينما كان لا يزال أمير ويلز، لليلي.

  • ميريل ستريب ترتدي قلادة «ليلي لانغتري» في  فيلم «The Devil Wears Prada»

وظهرت القطعة مع لانغتري على خشبة المسرح في «ويست إند»، خلال الليلة الأولى من أدائها دور «كليوباترا»، ثم سافرت هذه القطعة، لاحقاً، إلى أميركا، فظهرت في فيلم «The Devil Wears Prada»، عام 2006.

ولدت لانغتري في جيرسي، وانتقلت إلى لندن في سن العشرين، عندما تزوجت من مالك الأراضي الأيرلندي إدوارد لانغتري، إذ كانت تتمتع بجمال ملحوظ، ولُقبت بـ«جيرسي ليلي»، بعد عرض صورة لها بواسطة السير جون إيفرت ميليه في الأكاديمية الملكية.

وفي عام 1877، التقت الابن الأكبر للملكة فيكتوريا، خلال حفل عشاء في لندن، ويقال: إن الأمير، الذي تزوج الأميرة ألكسندرا من الدنمارك عام 1863، وقع في غرام هذه السيدة الراقية على الفور، وأصبحت واحدة من صديقاته العديدات.

واحتفظت لانغتري بالقلادة لسنوات عدة، رغم أنها اختفت عن الأنظار بعد ظهورها الأول على المسرح، ثم ظهرت مرة أخرى في مزاد «بونهامز» عام 2003، بعد أن أرسلها بائع خاص، أفاد بأن لانغتري أعطتها لجدته كهدية.

  • قلادة «ليلي لانغتري»

وقد قدر ستيفن بيرتون، الذي تولى إدارة دار «هانكوكس» عام 1992، أهميتها التاريخية، إذ قالت إيمي بيرتون، التي تدير الدار إلى جانب شقيقها ووالديها: «كان والدي يفهم، دائماً، أي القطع كانت خاصة، وكان يدرك بالتأكيد أهمية وجمال تلك القلادة».

واشترت دار «هانكوكس» القلادة مرة أخرى مقابل 19718 جنيهاً إسترلينياً، ثم تم بيعها لتاجر المجوهرات العتيقة فريد ليجتون، المقيم في نيويورك، والمعروف باسم «صائغ النجوم»، الذي اشتهر بإقراض المجوهرات الرائعة لمشاهير هوليوود، ومصممي الأزياء. ثم أعار ليجتون القلادة إلى مصممة الأزياء باتريشيا فيلد، التي صممتها على شخصية «ميراندا بريستلي»، التي جسدتها ميريل ستريب في فيلم «الشيطان يرتدي برادا» عام 2006. وفي الفيلم، ترتدي محررة الأزياء الرائعة القلادة مع قميص أبيض هش، ومعطف ترنش، من «دونا كاران».

وخلال العام الذي صدر فيه الفيلم، تم بيع القلادة بالمزاد مرة أخرى، وهذه المرة في دار سوذبي في نيويورك، واشتراها هانكوكس مرة أخرى، وعرضها في متجره بمنطقة «بورلينجتون أركيد»، في «مايفير»، ليتم بيعها مرة أخرى لعميل أميركي خاص.

  • ليلي لانغتري

وبعد ثلاث سنوات، في أكتوبر 2009، عادت القلادة إلى الظهور في دار كريستيز في نيويورك، ودفعت «هانكوكس» 33500 جنيه إسترليني؛ لإعادتها إلى لندن للمرة الثالثة.

وتتميز القلادة ذات الحواف المتدرجة، المستوحاة من جواهر مصر القديمة، بزخارف من المينا والخزف، وقوقعة من العقيق الأحمر، ورأس كبش، بالإضافة إلى قطرات المرجان، وأحجار القمر المنحوتة، والأحجار الكريمة الفيروزية.