تواصل دولة الإمارات تعزيز حضورها الكبير وتميزها في مجال الفضاء، من خلال العمليات الفضائية الاستكشافية، التي يقوم بها «مركز محمد بن راشد للفضاء»، والتي تعكس دور الدولة في الجهود العلمية؛ لدراسة العوامل البشرية في المهمات الفضائية طويلة الأمد، على صعيد عالمي.

وتطبيقاً لالتزام دولة الإمارات بدفع حدود الابتكار وإلهام الأجيال المقبلة، سعياً لتحقيق رؤية الدولة في استكشاف الفضاء، والتزامها بتطوير المعرفة العلمية، استعدادًا لاستكشاف القمر والمريخ في المستقبل.

واختير رائد الفضاء الإماراتي، عبيد السويدي، ضمن طاقم المحاكاة الدولي، الذي يتبع «برنامج الإمارات لمحاكاة الفضاء»، في إطار مهمات الاستكشاف البشرية (هيرا)، الذي يستمر 45 يوماً، ويبدأ في الأول من نوفمبر المقبل، في مركز جونسون الفضائي، التابع لوكالة «ناسا»، في هيوستن، تكساس، بالولايات المتحدة الأميركية.

ويتمتع السويدي بخبرة واسعة بمجالي الهندسة المدنية والبحرية، إذ يحمل درجة البكالوريوس في الهندسة من جامعة ويسترن سيدني في أستراليا، ودرجة الماجستير في الهندسة المدنية والبيئية من جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة، إضافة إلى نيله ماجستير إدارة المشاريع من جامعة أبوظبي.

وسينضم السويدي إلى الطاقم الأساسي لبرنامج المحاكاة، المكون من: كريستن ماغاس، وتيفاني سنايدر، وأندرسون ويلدر، لمدة 45 يوماً داخل مجمع «هيرا»، الذي يمتد على مساحة 650 قدماً مربعة، بمركز جونسون الفضائي التابع لوكالة «ناسا».

ويُعد مجمع «هيرا» منشأة فريدة مؤلفة من ثلاثة طوابق، مصممة خصيصاً لتمكين العلماء من دراسة كيفية تكيف أفراد الطاقم مع العزلة والاحتجاز في بيئات تحاكي الظروف الفضائية.

وتتيح هذه المهمة التناظرية للباحثين محاكاة متطلبات المهمات الفضائية طويلة الأمد، مثل تلك المتجهة إلى المريخ، بهدف فهم أعمق لكيفية تعامل رواد الفضاء مع التحديات الجسدية والنفسية القاسية، التي تفرضها هذه المهمات المستقبلية.

وخلال المهمة، التي ستتم على الأرض، سيُجري الطاقم سلسلة من التجارب المتنوعة، بما في ذلك محاكاة «المشي» على سطح المريخ باستخدام تقنية الواقع الافتراضي، إلى جانب أنشطة، مثل: زراعة الخضروات، وتربية الروبيان.

وتركز دراسات «هيرا»، بشكل أساسي، على تقييم التأثيرات طويلة الأمد للعزلة والاحتجاز على أداء الطاقم، وصحتهم النفسية والجسدية. كما سيختبر الطاقم تأخيرات في الاتصال مع مركز التحكم في المهمة، في محاكاة للتأخيرات الزمنية المتوقعة أثناء «الاقتراب» من المريخ، التي قد تصل إلى خمس دقائق في الاتجاه الواحد، حيث تُعد هذه المحاكاة حيوية لدراسة كيفية تعامل رواد الفضاء مع التحديات المشابهة في المهمات الفضائية المستقبلية.

وكانت المرحلة الأولى من ثاني دراسة، ضمن «برنامج الإمارات لمحاكاة الفضاء»، قد بدأت في 11 مارس 2024، بينما انتهت المرحلتان الثانية والثالثة في 25 يونيو، و23 سبتمبر 2024، على التوالي.

وتساهم مؤسسات تعليمية إماراتية عدة، في هذه الدراسة بـ6 دراسات، في مجالات متنوعة، هي: جامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، والجامعة الأميركية في الشارقة، بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء.