لا تزال الدهشة والفضول والإعجاب الهستيري، بأنظمة وتقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة تكنولوجياً، قائمة، على الرغم من أن انبهار العالم بهذه التقنية السحرية لم يعد جديداً، بعد أن اكتسحت تقنيات الذكاء الاصطناعي العالم قبل عامين، إذ شكل الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في مجالات حياتية مختلفة ومتعددة، ثورة علمية تكنولوجية جديدة في مختلف القطاعات، حتى إن الناس لم يعودوا يؤمنون بأي ابتكار جديد، إن لم يقدمه الذكاء الاصطناعي.
ووسط إقبال الناس المتزايد على المنتجات الجديدة، وفرحة أصحاب الشركات العملاقة، بإحلال الروبوت المدعم بكل تقنيات الذكاء الاصطناعي، محل العمالة البشرية من الموظفين، لا يزال الكثيرون لا يدركون خطورة التنافس البشري الآلي على الوظائف في المستقبل، وسط توقعات بأن تزداد نسب البطالة في قطاعات كثيرة.
ويجيء مقال داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة «أنثروبيك»، المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي، حول توقعاته الشخصية لمدى تطور الأنظمة العاملة في مجالات الذكاء الاصطناعي، ليزيد الترقب حول إحلال التكنولوجيا مكان العناصر البشرية في مختلف الأعمال.
ونقلت صحيفة «الغارديان»، البريطانية، عن داريو أمودي، ما دونه حول مستقبل الذكاء الاصطناعي العام، الذي يجري العمل عليه، لكي يتمتع بقدرات معرفية واسعة النطاق، وفي كل المعارف، تجعل العقل التكنولوجي مبدعاً مبتكراً ومساوياً للبشر في التفكير.
وفجر أمودي مفاجأة، بتوقعه أن يحمل عام 2026، في أقرب تقدير، الإعلان عن أن الذكاء الاصطناعي صار قادراً على التفكير كالبشر، والتصرف بناء على ردات فعلهم، وهو أمر قد يخرج الروبوت، المهيأ ليكون بشرياً عن توقعات ردات الفعل، بحسب برمجته.
وعلى الرغم من اعتراف أمودي، بأن هذا التاريخ ليس نهائياً وقد يتأجل، إلا أن مجرد الإعلان عن التجهيز لصنع روبوتات مصممة لتكون مثل البشر في تفكيرها، يعني أن وظائف البشر صارت في خطر واقع.
ويبني مؤسس شركة أنثروبيك، المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي، رؤاه على الروبوت شبيه التفكير بالبشر، حول قدرة العلم في معالجة العديد من المشاكل والقضايا التي تحتاج إلى وقت وخبرات ومغامرة، خاصة في مجالات: الطب، وعلم الأعصاب، وتخفيف حدة الفقر، خلال مدة زمنية تراوح بين 5 و10 سنوات من تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي المتطورة.
لكن أمودي يطالب بتخفيف المبالغة في تقدير قدرات الذكاء الاصطناعي، مثل: المساهمة في إطالة العمر، والتزاوج، وتحقيق أمنيات مستحيلة.
ومنذ بدء صنع «الروبوتات»، يسعى العلماء لجعلها نسخاً مطورة، تحاكي الأنماط الإنسانية في المشي والجري والتفكير والتفاعل وردود الأفعال؛ لتبدو طبيعية إلى أبعد حد، بهدف القيام بالأعمال التي تتطلب مجهوداً ذهنياً، وتناغماً بين القدرات الفيزيائية والبدنية والعقلية، مثل: مهام الفضاء وأعماق البحار والأماكن المرتفعة، إضافة إلى المهام الروتينية داخل المنازل والشركات، ليحتفظ الإنسان فقط في تلك الحالة بتوجيهها، واتخاذ الأوامر بتنفيذ مهامها. ومع دخول الذكاء الاصطناعي إلى تصنيع «الروبوتات»، باتت مهمة تصنيع نسخ منها تشبه البشر بشكل حقيقي، أقرب إلى الواقع.