لطالما كان الشك بين الزوجين سبباً رئيسياً لتدمير علاقتهما، وهدم أسرتهما التي حلما بها طويلاً. فالشك عدو يتسلل لقلب هذه العلاقة، ويقضي على أسمى المشاعر، وأنقى الأحاسيس.

وتصف الأخصائية النفسية والتربوية، حنين البطوش، في حديثها إلى «زهرة الخليج»، الشك بأنه سحابة داكنة تحجب نور الثقة والحب عن العلاقة، ومرض يفتك بها. والثقة هي حجر الزاوية في أي زواج ناجح. وتضيف: لا يجب استصغار الأمر، الذي يتحول مع الزمن إلى جرح عميق يصعب التئامهُ؛ إذا لم تتم معالجته في الوقت المناسب. وتؤكد البطوش أنه يمكن التخلص من الشك؛ شريطة أن يكون بناء الثقة هو الأساس.

  • الشك بين الزوجين.. عدو العلاقات وأساس التفكك

أسباب الشك بين الزوجين:

وضعت الأخصائية النفسية والتربوية عدداً من الأسباب، التي تؤدي لظهور الشك بين الزوجين، كان من أبرزها:

الخوف من فقدان الشريك: قد يشعر أحد الزوجين بالخوف من فقدان شريكه، خاصة إذا كان يرى أن هناك من يحاول التقرب منه بأي شكل كان.

انعدام الثقة بالنفس: غالباً يشكك الشخص الذي يعاني انعدام الثقة بالنفس في نوايا شريكه، ويعتقد أنه لا يستحقه.

الشك في الذات: قد يشك أحد الزوجين في نفسه أو في قدرته على الاحتفاظ بشريك حياته، ما يدفعه إلى الشك في نوايا الطرف الآخر.

المقارنات: مقارنة الشريك بالآخرين قد تولد شعورًا بالنقص وعدم الرضا، ما يزيد الشكوك.

التجارب السابقة: إذا تعرض أحد الزوجين لخيانة في علاقة سابقة، فمن المحتمل أن يحمل هذه التجربة السلبية إلى علاقته الحالية، ما يجعله يشك في شريكه الجديد.

الغيرة المفرطة: تدفع الغيرة الزائدة عن الحد من قبل أحد الزوجين إلى الشك في كل تصرفات شريكه.

التواصل غير الفعال: عدم وجود حوار صريح ومفتوح بين الزوجين قد يؤدي إلى سوء الفهم وتراكم المشاعر السلبية، ما يزيد الشك.

التدخل الخارجي: تدخل الأهل والأصدقاء في شؤون الزوجين، ونقل الشائعات والأقاويل، قد يؤديان إلى زيادة الشك بينهما.

التوقعات غير الواقعية: وضع توقعات غير واقعية من الشريك قد يؤدي إلى الشعور بخيبة الأمل والشك.

مشاكل شخصية: يعاني بعض الأشخاص مشاكل نفسية مثل: القلق والاكتئاب، ما يجعلهم أكثر عرضة للشك والوسواس.

  • الشك بين الزوجين.. عدو العلاقات وأساس التفكك

تأثير الشك في العلاقة الزوجية:

للشك آثار سلبية كبيرة على العلاقة بين الزوجين، تصفها الأخصائية النفسية والتربوية حنين البطوش بالنقاط التالية:

تدمير الثقة: الشك يهدم الثقة المتبادلة بين الزوجين، التي تعتبر أساساً لأي علاقة ناجحة.

زيادة الخلافات والمشاجرات: الشك يؤدي إلى سوء الفهم والاتهامات المتبادلة، ما يزيد الخلافات والمشاجرات بين الزوجين.

البعد العاطفي: الشك يبني جداراً بين الزوجين، ويمنعهما من التعبير عن مشاعرهما الحقيقية.

الإحساس بعدم الأمان: يشعر الزوجان بعدم الأمان والاستقرار في علاقتهما، ما يؤثر في حياتهما اليومية.

زيادة التوتر والقلق: يعيش الزوجان في حالة من التوتر والقلق المستمرين بسبب الشك، ما يؤثر سلبًا في صحتهما النفسية والجسدية.

فقدان السعادة الزوجية: الشك يسرق السعادة من العلاقة الزوجية، ويحولها إلى جحيم.

  • الشك بين الزوجين.. عدو العلاقات وأساس التفكك

علاج الشك بين الزوجين:

‏ لتجاوز مشكلة الشك بين الزوجين، ينبغي لكليهما العمل مع الآخر وبذل الجهد اللازم لبناء علاقة قوية مبنية على الثقة والاحترام المتبادل، فهي الحل الأمثل تماماً. وبناء الثقة وفقاً لحنين البطوش هو عملية مستمرة تتطلب التزاماً من كلا الطرفين. وتالياً أهم الخطوات التي حددتها الأخصائية النفسية والتربوية، والتي يمكن أن تكون ذات فائدة عظمى في هذا الشأن:

فتح قنوات التواصل: ينبغي على الزوجين التحدث بصراحة وشفافية حول مخاوفهما وشكوكهما، والاستماع لبعضهما دون مقاطعة أو انتقاد.

بناء الثقة: يمكن بناء الثقة من خلال الالتزام بالوعود، والصدق، والاحترام المتبادل، وتقديم الدعم العاطفي لبعضهما بعضاً.

حل المشكلات معًا: ينبغي على الزوجين العمل معًا لحل أي مشاكل قد تنشأ بينهما، والتركيز على إيجاد حلول مشتركة.

تقليل المقارنات: ينبغي على الزوجين التركيز على نقاط قوتهما وإيجابيات علاقتهما، وتجنب مقارنتهما بالآخرين.

تغيير النظرة السلبية: ينبغي على الزوجين العمل على تغيير أفكارهما السلبية حول بعضهما، والتركيز على الجوانب الإيجابية في العلاقة.

المساعدة المهنية: في بعض الحالات، قد يكون من الضروري طلب المساعدة من متخصص أو مستشار في العلاقات الزوجية، يمتلك القدرة على مساعدتهما في فهم جذور المشكلة وإيجاد حلول فعالة.

تقوية العلاقة: ينبغي على الزوجين العمل على تقوية علاقتهما من خلال قضاء وقت ممتع معاً، وممارسة الأنشطة المشتركة.

الصدق والشفافية: من الضروري أن يكون الزوجان صادقين معاً في كل تفاصيل حياتهما المشتركة.

الاحترام المتبادل: ينبغي على الزوجين أن يحترما بعضهما، وأن يعامل كل منهما الآخر بالطريقة التي يحب أن يعامله بها.

الوقت والجهد: بناء الثقة يحتاج إلى وقت وجهد، وهو لا يحدث بين عشية وضحاها، ومن الضروري فهم هذا الأمر جيداً وعدم الاستعجال.

الالتزام بالوعود: ينبغي على الزوجين الالتزام بالوعود التي يقطعانها لبعضهما.