سمعنا من أمهاتنا حينما كنا صغاراً، أن علينا تناول الأطعمة المفيدة، الغنية بالفيتامينات والبروتينات والألياف، وسواها من مطيبات الطعام، لكي نصبح أكثر ذكاء وصحة، ونقوي أجسامنا، ونحصل على الدرجات العليا في المدرسة، والجامعة.
والمثير في الأمر أن تلك النصائح العاطفية، التي سردتها أمهاتنا علينا، يبدو أن لها وقعاً صحياً حقيقياً، بحسب ما يقول البروفيسور غاري وينك، أستاذ علم النفس والأعصاب بجامعة أوهايو ستيت الأميركية، الذي يبين في تقرير نشره موقع «Psychology Today» المعني بالصحة، أن النظام الغذائي الصحي المتبع، يدفع الجسم ليكون أكثر طاقة واستعداداً وحيوية، خلال اليوم العادي.
وبنى البروفيسور غاري نظريته، وفقاً لحجم التأثيرات الصحية، التي يتمتع بها الجسم، في حال اتبع الشخص معايير غذائية صحية منذ طفولته، حيث تظهر جميع هذه التأثيرات في صحة الشخص، وتعكس تمتعه بقدرات عقلية متقدمة عن أقرانه، كما توضح تمتعه ببنية جسمية صحية، تشحن نفسها على الدوام بالطاقة والحيوية، باعتبار صاحبها يسير على برنامج متوازن، يشمل: الغذاء الصحي، والتمارين الرياضية، وشرب الماء.
ويُرجع البروفيسور غاري سبب تمتع الشخص بقدرات صحية ومعرفية متقدمة، إلى العادات الصحية التي كبر عليها، وساعدته على طرد السمنة والدهون من جسمه، باعتبار أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم يرتبط باستمرار بضعف الأداء في مهام الذاكرة العاملة، ويوضح: «لا يؤثر تناول نظام غذائي هجين وغير صحي كل يوم في التفكير بشكل فوري، لكن يمكن أن يؤدي إلى السمنة، التي تؤثر بالتأكيد في القدرات الإدراكية اليومية».
وضمن ذات السياق، يؤكد خبراء الصحة في موقع «مايو كلينك»، أن السمنة عامل خطر للتدهور المعرفي، وضعف الذاكرة لدى البالغين، وأن زيادة الوزن المرتبطة بالدهون لها تأثير سلبي مباشر واضح على صحة الدماغ، من خلال الآليات التي يحفزها الالتهاب المركزي، ومقاومة الإنسولين.
وعموماً، يمكن أن نستنتج أن خيارنا الغذائي، الذي نتبعه منذ الصغر، هو الذي سيؤثر تالياً، وعبر كل السنوات، على قوة الجسم وطاقته وحيويته، فضلاً عن توسيع المدارك العقلية والمعرفية.
وبالتأكيد، معروفة هي الأطعمة الصحية، التي ينصح بتناولها، وهي الأغذية التي تحتوي على الكربوهيدرات، مثل: الحبوب، والأرز، فضلاً عن الفواكه والخضروات الطازجة، واللحوم الخالية من الدهون، والأسماك، والعصائر الطبيعية، والمكسرات، مع التأكيد على أن الغذاء الصحي هو طعام متوازن ومتنوع، يحتوي على جميع العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الجسم، ويشمل الغذاء الصحي مجموعات الطعام الست، التي تتضمن: «البروتينات»، و«الكربوهيدرات»، والدهون، والفيتامينات، والمعادن الرئيسية، والماء.