آمنة الرميثي فارسة إماراتية شابة، نسجت حكاية نجاح في عالم الفروسية، جسدت - من خلالها - العزيمة والشجاعة. نشأت آمنة الرميثي في بيئة تعتز برياضة الأجداد، حيث كانت الخيول جزءاً أساسياً من حياتها منذ طفولتها، وقد قضت ساعات طويلة بجوارها، تتعلم أسرارها، وتغذي حبها للفروسية، ما قادها - في رحلة - نحو سباقات القدرة والتحمل، محلياً ودولياً. وإلى جانب شغفها الرياضي، واصلت الفارسة الشابة مسيرتها المهنية المميزة في مجال المكتبات والثقافة، انطلاقاً من إيمانها الراسخ بأهميتها كمحور أساسي؛ لنشر المعرفة ودعم التعليم في المجتمع؛ لذلك تسعى جاهدة إلى تقديم خدمات مبتكرة، تلبي احتياجات القراء والباحثين.. وفي هذا الحوار مع مجلة «زهرة الخليج»، نستكشف تفاصيل رحلة الشابة الإماراتية:

  • آمنة الرميثي: أعزز الوعي الثقافي بعملي في المكتبات

متى بدأ حبك للخيول؟

منذ الصغر، كان لديَّ شغف كبير بالخيل والفروسية، فقد كنت أقضي معظم وقتي في العزبة الخاصة بالعائلة، لرعاية الحيوانات، والاستمتاع بالطبيعة، حيث كنت ألعب في البر، وأشاهد الإبل والخيول، وأستمتع بتلك الأوقات البسيطة، التي تعلمت منها دروساً حياتية قيمة. بالإضافة إلى ذلك، كنت أذهب إلى البحر مع والدي، الذي علمني صيد الأسماك، كما كان جدي بحاراً، وعاش الحياة القديمة في الإمارات. ورغم أن جدي توفي قبل أن أراه، إلا أنني تعلمت منه - عن طريق والدي - العزيمة، والقوة، والإصرار. وخلال جائحة «كورونا»، سنحت لي فرصة الاستثمار في شغفي بالخيل بشكل أكبر، فبدأت المشاركة في سباقات القدرة والتحمل بالإمارات، في قرية بوذيب، وقرية الإمارات، وقرية دبي العالمية للقدرة. هذه التجارب المبكرة صقلت مهاراتي، وعززت ثقتي بنفسي، ومهدت أمامي الطريق لتحقيق إنجازات مميزة في مجال الفروسية، وتوسيع مشاركاتي الدولية، فشاركت في سباقات بفرنسا في مدينتَيْ: «سومور»، و«كومبيان»، حيث رفعت علم الإمارات، وأثبتت قدرة الفارسات الإماراتيات على تحقيق إنجازات دولية مميزة.

دعم بلا حدود

ما التحديات التي واجهتك، خلال مسيرتك الرياضية؟

واجهت العديد من التحديات أثناء ممارستي رياضة القدرة والتحمل، أبرزها: السيطرة على الخيل، والتأقلم مع تغيرات البيئة خلال السباقات. وبفضل شغفي الكبير بهذه الرياضة، تجاوزت تلك العقبات، وحفزت نفسي على التطور المستمر. كما أحرص على الموازنة بين هوايتي، ومسؤولياتي اليومية، وواجباتي العملية، ما يعزز حبي للوطن، وخدمته.

من خلال تجربتك الخاصة.. كيف تقيمين الدعم، الذي تتلقاه اللاعبات في الإمارات؟

الفخر يغمرني؛ لكوني فارسة في دولة الإمارات، حيث دعم المرأة الرياضية لا حدود له؛ فالإمكانات المتاحة وفيرة، والبطولات مستمرة، ما يوفر لنا بيئة محفزة لتحقيق الإنجازات، خاصة في رياضة الفروسية العريقة، التي تعكس تراث الأجيال، وتقاليد الآباء والأجداد.

من مصدر إلهامك الدائم؟

ملهمتي الأولى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، فسموها لا تدخر جهداً في دعم المرأة الإماراتية وتشجيعها على المشاركة في المجالات كافة، بما فيها سباقات الفروسية؛ فجهود سموها في تمكين المرأة كانت الدافع الكبير، الذي جعلني أستمر في هذا المجال.

قيم إماراتية

إلى جانب حبك للخيول.. هل لديك هوايات أخرى؟

أعشق القراءة، فهي جزء أساسي من حياتي، وهناك كتب كثيرة تلهمني، خاصة تلك التي تسلط الضوء على التراث الإماراتي، وقِيَمه التي زرعها فينا القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فالقراءة بالنسبة لي مصدر للإلهام والتطوير الذاتي، دفعني إلى العمل بمجال المكتبات والثقافة، فأكرس جهودي لتعزيز الوعي الثقافي والمعرفي.

  • آمنة الرميثي: أعزز الوعي الثقافي بعملي في المكتبات

حدثينا أكثر عن مجالك الوظيفي، وطبيعته!

في مجال المكتبات والثقافة واللغة العربية، أكرس جهودي لتعزيز الوعي الثقافي، وتطوير المعرفة، من خلال إدارة وتنظيم الموارد المكتبية، وتعليم اللغة العربية، وتعزيز القراءة والبحث. أومن بأهمية المكتبات كمركز أساسي لنشر المعرفة، ودعم التعليم والثقافة في المجتمع، فأعمل - بكل فخر - على تقديم خدمات مبتكرة، تسهم في تلبية احتياجات القراء والباحثين. وكان لي شرف العمل مع فريق مختص لتقديم تقرير حول دور المكتبات خلال جائحة «كورونا»، وفزت عن هذا العمل المتميز بجائزة الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات. 

كيف توفقين بين الفروسية والعمل؟

 التوفيق بين الرياضة والعمل يتطلب تنظيماً دقيقاً وإدارة فعالة للوقت. أحرص على تخصيص وقت للتدريب والمشاركة في السباقات، وفي الوقت نفسه ألتزم بمسؤولياتي العملية، لأنني أرى أن الرياضة تتكامل مع بقية جوانب حياتي؛ لذلك أستخدم مهاراتي في التنظيم والتخطيط، التي اكتسبتها من تجاربي المختلفة؛ لتحقيق التوازن بين شغفي، وواجباتي اليومية.

ماذا عن طموحاتك المستقبلية؟

لديَّ قناعة كبيرة بأن الشجاعة والإصرار هما مفتاح النجاح، وأقوم بتشجيع الشباب والشابات على السعي وراء أحلامهم، مهما كانت التحديات، وأستمد هذه القناعة من الفروسية، التي علمتني التعامل مع الحياة بشجاعة، والثقة بنفسي، وبقدرتي على تحقيق ما أريد. كذلك، أطمح إلى تحقيق المزيد من النجاحات، لترك إرث يدوم، ورسم طريق مميز لي في عالم الفروسية.