في تكريم أدبي ثقافي وفكري بارز، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، العاصمة المغربية الرباط «عاصمة عالمية للكتاب لعام 2026»، الأمر الذي يُبرز مكانة العاصمة المغربية الثقافية، ويعزز دورها في نشر المعرفة والإبداع.
والرباط هي العاصمة العربية الرابعة، التي تم اختيارها عالمياً عاصمة للكتاب، بعد الإسكندرية (عام 2002)، وبيروت (عام 2009)، والشارقة (عام 2019).
ونشر الموقع الرسمي لـ«اليونسكو» خبر اختيار الرباط، على صفحة المنظمة العالمية الرسمية في منصة «فيسبوك»، مبررة على لسان مديرتها، أودري أزولاي، اختيار المدينة؛ كونها تشكل ملتقى ثقافياً مهماً، كون الكتاب يسهم في نقل المعارف والفنون بكل تنوعها، ومؤكدة أن صناعة الكتاب المحلية، التي تشهد نمواً ملحوظاً، وتقوم بدور حيوي في تحسين التعليم.
بدورها، ثمنت وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية، في بيان رسمي على صفحتها بمنصة «فيسبوك»، اختيار «الرباط عاصمة عالمية للكتاب عام 2026»، مؤكدة أن هذا الاختيار يكرس التزام المملكة المغربية بالعمل على ازدهار الكتاب والديمقراطية، وأن هذا الاختيار مناسبة، تتحقق فيها الالتقائية المنشودة بين ما تبذله مكونات المجتمع المدني لبناء مجتمع قارئ، يمنح فرص الاندماج، وتساوي الفرص، خاصة في صفوف الشباب.
ووعدت الوزارة بتقديم برنامج ثري ومتنوع من الفعاليات على مدار عام كامل، ستسعى خلاله الرباط، بصفتها عاصمة عالمية للكتاب، إلى تعزيز مكانة الكتاب كأحد أعمدة الصناعات الثقافية والإبداعية، وجعل القراءة مفتاحاً من مفاتيح نجاح النموذج التنموي الجديد، وإبراز التنوع الثقافي للبلاد.
وكانت «اليونسكو» قد اختارت مدينة ستراسبورغ الفرنسية «عاصمة عالمية للكتاب لعام 2024»، ومدينة ريو دي جانيرو البرازيلية «عاصمة عالمية للكتاب 2025».
وتضم الرباط 54 دار نشر، وثالث أكبر معرض دولي للكتاب والنشر في أفريقيا، وعدداً متزايداً من المكتبات. ويعد قطاع الكتب في الرباط جزءاً حيوياً من الاقتصاد الإبداعي لهذه المدينة، وفي طليعة الجهات التي تعمل على تعميم المعرفة.
ووقع اختيار «اليونسكو» على الرباط؛ تكريماً لالتزامها الجليّ بتطوير الأدب، وتمكين المرأة والشباب من خلال القراءة، ومكافحة الأمية، لا سيما في المجتمعات التي تنقصها الخدمات.
وتستهل الرباط، باعتبارها العاصمة العالمية للكتاب لعام 2026، سلسلة من المبادرات الرامية إلى تحفيز نمو اقتصادي مطرد، وتعزيز الفوائد الاجتماعية، من خلال تعزيز فرص الحصول على الكتب، ودعم قطاع النشر المحلي. وستستهل المدينة بصورة خاصة مبادرة كبرى؛ لتعزيز إجراءات محو الأمية على نحو يعود بالفائدة على مواطنيها.
وتنطلق فعاليات «الرباط عاصمة عالمية للكتاب» يوم 23 أبريل 2026، وهو اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، حيث تتعهد المدينة المختارة، عادة، بترويج الكتب والقراءة بين صفوف الفئات العمرية والسكانية كافة، محلياً ودولياً، فضلاً عن تنظيم العديد من الأنشطة على مدار العام.