على الرغم من التطور التكنولوجي الكبير، الذي سرَّع عملية التواصل المكتوب والمقروء والمسموع بين الناس، في مختلف أنحاء العالم، إلا أن للبريد الورقي رونقاً سيبقى موجوداً، ومحفوراً في ذاكرة الناس. فعلى مدى أزمان قديمة مضت، كانت الرسالة هي الوسيلة المتاحة والأفضل للتواصل مع من نحب.

وحدد الاتحاد العالمي للبريد تاريخ 9 أكتوبر، للتأكيد على زيادة الوعي بدور القطاع البريدي في الحياة اليومية، مدركاً تراجع دور البريد باعتباره حلقة وصل بين الناس، ومركزاً على دوره في تقديم خدمات أخرى، مثل: مجالات الطوابع، والملصقات، فضلاً عن الأدوار الأخرى، التي تضطلع بها مكاتب البريد في تقديم خدمات أخرى للناس.

  • اليوم العالمي للبريد.. رونق الورق منعته التكنولوجيا

وتم الاتفاق على الاحتفال بهذه المناسبة العالمية، خلال مؤتمر الاتحاد البريدي العالمي، الذي عقد بالعاصمة اليابانية طوكيو عام 1969، حيث تم اختيار تاريخ 9 أكتوبر، بمناسبة ذكرى تأسيس الاتحاد البريدي العالمي (UPU)، في العاصمة السويسرية برن عام 1874.

وهذا العام، يتزامن «اليوم العالمي للبريد» مع الذكرى السنوية الخمسين بعد المائة؛ لإنشاء الاتحاد البريدي العالمي، حيث تقام المناسبة، تحت مقولة: «على مدى 150 عاماً، خدم الاتحاد البريدي العالمي الناس في جميع أنحاء العالم لأكثر من ثمانية أجيال. لقد تغير العالم بشكل هائل منذ ذلك الحين.. اكتب رسالة إلى الأجيال القادمة عن العالم الذي تأمل أن يرثوه».

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتريتش، في رسالة بهذه المناسبة: «في أوقات الحرب والسلم والأزمات والاضطرابات، لم تتخلف الشبكة العالمية للبريد عن الوفاء بالتزاماتها، حيث ربطت بين المجتمعات، ودعمت الحق الأساسي في التواصل، والاتحاد البريدي العالمي هو، أيضاً، أحد الأمثلة المبكرة جدًا على تفعيل تعددية الأطراف».

وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة: «قد ساعد التعاون العالمي على ضمان أن يكون العالم كله منطقةً بريدية واحدة، منطقةً لا تترك أحداً خلف الركب، بما تكفله من إيصال الرسائل والبضائع والخدمات المالية إلى بعض من أبعد الأماكن على وجه الأرض».

وتابع: «يواصل الاتحاد البريدي العالمي، مستشرفًا المستقبل، توظيف التكنولوجيات الجديدة لمدّ البشرية بخدمات لا يمكنها الاستغناء عنها. ودعونا في هذا اليوم المهم، نكرم ونحتفي بالعمل الذي يقوم به الاتحاد البريدي العالمي؛ لتقريب المسافات، وتوحيد العالم».

وفي دولة الإمارات، وثق الكاتب والباحث عبد الله محمد السيب، حكاية تاريخ الطوابع في الدولة، حيث يشير إلى أن أول طابع اتحادي صدر بتاريخ الأول من يناير 1973، فقد كانت كل إمارة تصدر طوابعها الخاصة بها قبل ذلك التاريخ، وقد انضمت دولة الإمارات، بذلك، إلى عضوية اتحاد البريد العالمي في مدينة برن بسويسرا.