يعتبر «الأسبوع العالمي للفضاء»، الذي يبدأ سنوياً في الرابع من شهر أكتوبر، ويستمر حتى العاشر منه، أكبر فعالية سنوية متعلقة بالفضاء في العالم، إذ تبني قوى المستقبل العاملة عن طريق إلهام التلاميذ، وإبراز الدعم الشعبي المشاهد لبرنامج الفضاء، وتثقيف العامة بشأن الأنشطة الفضائية، وتعزيز التعاون الدولي في التوعية بمسائل الفضاء، وتعليمها. وأقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة هذه المناسبة عام 1999، تقديراً لمساهمات علوم وتكنولوجيا الفضاء في تحسين وضع الإنسان.
ويختار مجلس إدارة جمعية الأسبوع العالمي للفضاء، بتنسيق وثيق مع مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، موضوعاً لكل عام. ويتيح الموضوع توجيهات واسعة للمشاركين في الأسبوع العالمي للفضاء، في ما يتصل بمضمون برامجهم. ويُختار الموضوع؛ لزيادة تأثير الأسبوع العالمي للفضاء على البشرية جمعاء، من خلال موضوع موحد عالمياً.
ويركز موضوع «الأسبوع العالمي للفضاء» لعام 2024، على أهمية استغلال الفضاء في تعزيز ودعم التنمية المستدامة، وتحقيقها في الفضاء، من خلال مراقبة الأرض واستكشافها عن بُعْد؛ لإحداث تغيير في كوكبنا، ويشمل: قياس تغير المناخ، وتحديد حجم التلوث في البر والبحر، ودعم الزراعة في الدول النامية.
وتعد الإمارات إحدى الدول المتقدمة في علوم الفضاء، فهي السباقة دوماً إلى تحقيق الإنجازات المختلفة في هذا المضمار، فأسست الدولة «وكالة الإمارات للفضاء» عام 2014، التي تقوم منذ عشر سنوات بمسيرة طموحة، نحو تحقيق الريادة في مجال الفضاء على جميع الصعد، من خلال تنفيذ مشاريع ومبادرات رائدة، والتوسع في التعاون والشراكات الاستراتيجية مع الجهات الدولية والمحلية، ومجالات البحث والتطوير، بما يسهم في تعزيز القدرات الوطنية، وتطوير المعرفة والخبرات بهذا القطاع الحيوي، وترسيخ مكانة دولة الإمارات كمركز رائد في علوم الفضاء والتكنولوجيا المتقدمة.
ويعد «مسبار الأمل» - مشروع الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، أول مسبار عربي وإسلامي، يصل إلى الكوكب الأحمر، الذي انطلق في يوليو 2020 - أحد أبرز إنجازات دولة الإمارات؛ لتكون واحدة من تسع دول فقط تستكشف هذا الكوكب.
وساهم «مسبار الأمل»، منذ وصوله إلى مداره حول المريخ، في رفد المجتمع العلمي الدولي بـ11 دفعة من البيانات العلمية حول الغلاف الجوي لكوكب المريخ عبر مركز البيانات العلمية، إلى جانب نشر أكثر من 19 ورقة علمية، ما أتاح للعلماء والباحثين بجميع أنحاء العالم فهمًا أعمق للظروف الجوية على الكوكب الأحمر.
ويعد وصول رائد الفضاء الإماراتي، سلطان النيادي، إلى الفضاء، ضمن «برنامج الإمارات لرواد الفضاء»؛ للقيام بمهام علمية مختلفة، أحد أهم الإنجازات، التي حققتها دولة الإمارات.
وقضى النيادي، على متن مركبة الفضاء «سبيس إكس دراغون إنديفور»، في أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، 6 أشهر على متن محطة الفضاء الدولية، وقام مع فريق العمل بإجراء تجارب علمية في مجال أبحاث بيولوجيا الفضاء المتقدمة، برفقة زميله الأميركي فرنسيسكو روبيو، كما قام بالتحضير لإجراء تجربة «القطرات الحلقية المتقطعة»، التي قد توفر علاجات محتملة للأمراض التنكسية العصبية.
ويوم 28 أبريل 2023، حقق النيادي إنجازًا تاريخيًا لدولة الإمارات، وللعرب بشكل عام، عندما أصبح أول عربي يشارك في مهمة نشاط خارج المركبة «السير في الفضاء».