في الحياة، نمر بالعديد من المراحل، وبعضها نكون فيها أكثر انشغالاً من غيرها، سواء تعلق الأمر بالتعامل مع تغيرات كبيرة في الحياة، أو مجرد أمور يزدحم بها جدولكِ اليومي، فمن الطبيعي الشعور بالتوتر والتعب؛ عندما تحاولين التوفيق بين كل ذلك. ففي كثير من الأحيان، لا تستطيعين تلبية كل ما تودين فعله، أو ما يجب عليكِ فعله، كما أن محاولة القيام بكل شيء في توقيت واحد أمر صعب، وغير منتج. لذا، من الأفضل القيام ببعض الأشياء بشكل جيد، بدلاً من القيام بكل شيء بشكل سيئ، والتضحية بالسلام والهدوء والصحة والرفاهية.
أي أن القيام بكل شيء وصفة لإرهاق نفسكِ كثيراً، وقلة حصولكِ على الراحة والسلام لجسدكِ وعقلك، وبالتالي عندما تمرين بموسم مزدحم، أو تضعين لنفسكِ جدولاً؛ للقيام بالعديد من الأمور، وتضعين توقعات عالية بين الحين والآخر، فسوف تشعرين بالتعب والإرهاق، وعدم الإنتاجية.
نقدم بعض النصائح؛ للشعور بأقل قدر من الإرهاق؛ عندما تصبح الحياة مزدحمة، وأكثر انشغالاً.
قيِّمي ما يجب إنجازه:
عليك التفكير في كل الأشياء، التي تشعرين بأنكِ قمت بها، أو تريدين إنجازها، وما إذا كان من المهم غداً أن تكوني قد أنجزتِ كل شيء اليوم. فإذا لم يكن لديك الوقت أو الطاقة لإنجاز كل شيء، فاختاري 3-5 أشياء فقط، واكتبيها في قائمة المهام الخاصة بكِ، واعملي على إنجازها، ووضع علامة عليها، وأي شيء لا يمكن تحقيقه اليوم، ضعيه في قائمتك للغد، وإذا لم يتم إنجازه بحلول نهاية الأسبوع فاتركيه؛ لأنه ربما لم يكن مهماً على الإطلاق.
اختاري مهامكِ بحكمة:
عندما تفكرين في قائمة المهام الخاصة بكِ، أو مشاريع العمل أو إدارة المنزل أو التنظيف، اختاري المهام التي ستمنحكِ أكبر النتائج وأكثرها فاعلية، فهي ليست دائماً الأشياء التي تستغرق معظم الوقت، مثلاً ترتيب البيت بالعموم أفضل من التركيز على مكان واحد؛ إذا كانت لديكِ في الوقت نفسه مهام أخرى عليكِ إنجازها.
قولي لا أحياناً:
لا يمكنكِ القيام بكل الأشياء، والوجود بكل مكان في الوقت نفسه، حتى لو كانت مهماتكِ وحياتكِ اليومية تطلب منكِ أن تكوني بخلاف ذلك. وحتى إذا كنتِ رائعةً في تعدد المهام، ففي مرحلة ما ستضطرين إلى اتخاذ بعض القرارات حول ما يجب عليكِ فعله، وفي هذه الحالة تذكري أنه عندما تقولين «نعم» لشيء ما؛ فإنكِ تقولين «لا» لشيء آخر. ويتعين علينا، جميعاً، القيام بأشياء لا نريد القيام بها في بعض الأحيان، ولكن بشكل عام إن اختيار الأشياء التي تتوافق مع ما تحتاجينه، وتريدينه، سيساعدكِ على الشعور بتحسن.
تحديد الأولويات بعناية:
عندما تصبح الحياة مزدحمة، من المهم إعادة التركيز، وإعطاء الأولوية للأشياء التي نقدرها أكثر، ولكننا غالباً نعتبرها أمراً مفروغًا منه. لذا، افعلي شيئاً كل يوم من أولوياتكِ بما في ذلك ما يتعلق بالصحة والسعادة، والذكريات، والأسرة والحب والأصدقاء والنمو الشخصي، فالاجتماع ببعض الأصدقاء، أو أفراد الأسرة، والحديث عن الذكريات والمستقبل القريب، تغير نفسيتكِ، وتحسن مزاجكِ، وتعيد إليك التوازن والطاقة من جديد.
كوني سعيدةً بما أنجزتِ.. وليس بالكمال:
رغم أن الكمال له فوائد عدة، إلا أنه أمر مرهق، ويمكن أن يعيقنا عن القيام بالعديد من الأشياء المهمة، كما يمكن أن يجعلنا نشعر بالإحباط واليأس بشكل غير متناسب؛ عندما لا تسير الأمور على ما يرام، أو عندما لا ندرك أنها جيدة بما فيه الكفاية، فالمحاولات الدائمة للوصول إلى الكمال ستجعلكِ مرهقةً ومتعبة ومحبطة، وربما يتولد لديكِ شيء من عدم الرضا عما تفعلينه؛ لأنكِ دائما تريدين الوصول إلى نتيجة تامة، كما يريدها عقلكِ.