ولى زمن البحث عن مستحضرات تعزز جمال البشرة فقط، حيث يجزم الخبراء بأن ثقافة السعي نحو الاستمتاع بالإطلالة النضرة الشابة، التي تصاحبها معنويات عالية، وحالة شعورية أكثر سعادةً، باتت في صدارة اتجاهات التجميل السائدة في الآونة الحالية. وقد أصبحت فلسفة الكيمياء التجميلية تستحوذ على الجيل الجديد من المنتجات، التي تعمل على الصعيدَيْن: الشكلي والمعنوي؛ لكونها تحث الجسم على إفراز «هرمونات السعادة». 

هذه الفئة المبتكرة من المستحضرات لا تحتوي على هرمونات، لكنها تأتي غنية بمكونات طبيعية، تعمل على المستويات العصبية، وتحث الدماغ على إفراز هرمونات السعادة، التي تشمل مواد كيميائية عدة، تساهم في تحسين الحالة المزاجية، وتعزيز الشعور بالرضا والسكينة والسلام النفسي. ومن أبرزها: «السيروتونين، والدوبامين»، إلى جانب: «الإندروفين، والأوكسيتوسين». 

  • ثقافة البشرة الأجمل والأسعد.. في الصدارة

ويعتمد عمل هذه المستحضرات على مبدأ «التفاعل البيوكيميائي» بين مكونات المنتج، وخلايا البشرة، فبمجرد توزيعها على البشرة، تبدأ المكونات الفعالة في التغلغل إلى الطبقات العميقة من الجلد، فتتفاعل مع مستقبلات معينة، تحفز إفراز هرمونَي: «السيروتونين، والدوبامين». وتكون على هيئة كريمات، وزيوت، وأمصال، وحتى أقنعة للوجه، أو مستحضرات للاستحمام والعناية بالجسم. ومع المواظبة على استخدامها، لن نلاحظ تأثيرها في صحة البشرة فحسب، بل في الحالة النفسية العامة أيضاً. فعندما تكون البشرة صحية ونضرة، ينعكس ذلك إيجاباً على الشعور بالثقة الذاتية، ودافعية الإنجاز.

جمال.. وسعادة

1. المغنيسيوم: معدن حيوي في توازن الناقلات العصبية بالجسم، وهو ضروري لإنتاج «السيروتونين»، واستخدام المستحضرات الغنية به يمكن أن يساعد في تحسين المزاج، والشعور بالراحة.

2. الأحماض الدهنية (أوميغا-3): تناولها أو توزيعها موضعياً، يمكن أن يساهم في الحد من الشعور بالاكتئاب، وتحسين الحالة النفسية.

3. الزيوت العطرية الطبيعية: تستخدم على نطاق واسع في العلاج بالروائح؛ لتحفيز الاسترخاء، وتحسين المزاج. وعلى سبيل المثال، زيت اللافندر يقلل مستويات «الكورتيزول»، ما يساعد على التخلص من الشعور بالتوتر.

4. فيتامين (D): بعض مستحضرات العناية بالبشرة تحتوي على فيتامين (D)؛ للمساعدة في رفع الحالة المعنوية.

5. الببتيدات: سلاسل قصيرة من الأحماض الأمينية، التي تساعد في تحفيز خلايا البشرة؛ لإنتاج ألياف الكولاجين والإيلاستين، المسؤولة عن امتلاء أنسجة الوجه.

تونر.. وأملاح السيروتونين

في ما يلي استعراض لبعض هذه المستحضرات، ويتصدرها تونر «Serotoner»، من «CAP Beauty»، الذي يتضح من اسمه ارتباطه بهرمون «السيروتونين»، وهو ناقل عصبي دوره تنظيم المزاج، والشعور بالسعادة، والاسترخاء، كما يؤدي دوراً حيوياً في تنظيم النوم، والشهية، فهذا التونر مستوحى من قدرة تحمل النباتات في البيئات الصحراوية، ويستمد قوته من العصاريات والشجيرات والزهور والصبار، والمكون الثوري فيه هو نبتة «الجريفونيا» (Griffonia)، التي تحتوي على مادة «5-هيدروكسي تريبتوفان» (5-HTP)، وهي بمثابة مادة أولية للسيروتونين، وغالباً تستخدم في الطب البديل، خاصة لعلاج الأرق، إضافة إلى أن الورد والنيرولي وزيت جوز الهند تعمل على حماية البشرة من التعديات البيئية. كما ابتكرت علامة «HigherDose» أملاح نقع الجسم أثناء الاستحمام «Serotonin Soak Salts»، التي تحثه على إفراز «هرمون السعادة». 

  • ثقافة البشرة الأجمل والأسعد.. في الصدارة

سيروم الدوبامين.. والتعلق الآمن 

وعلى نهج الفلسفة نفسها، اتجهت علامة «AP Chem» إلى ابتكار سيروم «Dopeamine Uplifting & Smoothing Serum»، الذي يرفع المعنويات، بينما يُكسب البشرة نعومة فائقة، ويمتاز باحتوائه على مركب «KETAmino Acid Complex»، الحاصل على براءة اختراع، وهو نباتي، وخالٍ من العطور والغلوتين. أما علامة «Selfmade»، فقد طرحت مجموعة مستحضرات «Securely Attached Kit» المثيرة للدهشة، إذ تعتني بالبشرة بأسلوب غير تقليدي، من خلال الاستعانة بأساسيات «طب الجلد النفسي» (Psychodermatology)، الذي يركز على تأثير اعتلال الجلد في الحالة النفسية. وتضم المجموعة كريماً؛ لتصحيح الخبرات الماضية هو «Corrective Experiences Comfort Cream»، وسيروم مرطباً وبرايمر «Comfort Serum»، تحافظ على قوة وســــلامة الحاجز الدفاعي للبشرة، وتسمح بالحدود الآمنة مع الغير.

مستقبل التجميل.. عصبي 

يمثل نـمــو مســـتحضرات التجميل العصبــيـــة «Neurocosmetics» تصعيداً جديداً في رسالة الصناعة، المتمثلة في أن توزيع المستحضرات على البشرة سيغير كيمياء الدماغ إلى الأفضل. وتبنت علامات عدة هذا المنحــــــى التجميــلـــــي، ومــنــــهـــــا «Justhuman»، التي ترى أن مكوناتها مصممة للتحكم في التهاب البشرة عن طريق تحفيز إنتاج الببتيدات العصبية، وهي رسائل كيميائية، تستخدمها الخلايا العصبية؛ للتواصل مع بعضها بعضاً، وكذلك تعزيز إفراز «البيتا-إندورفينات»، وهي مسكنات طبيعية للألم، ومحسنات للمزاج، تخفض «هرمون التوتر» (الكورتيزول)، وتعمل على تهدئة البشرة، واستعادتها توازنها. واستناداً إلى تلك الفلسفة، أبدعت مستحضرات مصممة خصيصاً لتحويل شعور المرأة بالتوتر وعدم الأمان، إلى ثقة وطاقة تعينانها على الحياة، على نحو يرتقي بذاتها، صورةً وقيمةً.