عائشة الطاير: العلاج بالفن يعزز الشفاء
عائشة الطاير، المصممة الغرافيكية الإماراتية، أحد النماذج الملهمة، التي تجمع بين الفن والإنسانية، حيث وظفت مهاراتها في التصميم لخدمة الأطفال المصابين بمرض التوحد. فعبر مشروعها الفريد «القط إلهام»، تسعى عائشة إلى نشر الوعي حول مرض التوحد؛ والتعامل معه بطرق صحية، مظهرةً كيف يمكن للفن أن يصبح أداة فعالة في تعزيز قدرة الإنسان على الشفاء.. في هذا الحوار مع «زهرة الخليج»، تفتح المصممة الإماراتية قلبها؛ لتتحدث عن مشروعها، ورؤيتها لدور الفن في العلاج، وتطلعاتها نحو مستقبل مشرق في مجال التصميم الغرافيكي:
لماذا اخترت «طيف التوحد»؛ ليكون محور مشروعك؟
اخترت «التوحد» لأسباب عدة، منها: أننا قلما نسمع عنه في مجتمعنا، وأن بعض الأهالي لا يعترفون أساساً بمرض طفلهم. كنت، دائماً، أرى مقاطع مصورة عن مرض التوحد، والأطفال المصابين به، الذين يقومون بتصرفات تلقائية، ومرات تكون عدوانيةً، والمجتمع من حولهم لا يفهم ما بهم، ولا يعي سبب هذه التصرفات، وكان البعض ينزعجون من ذلك، لأنهم لا يعلمون أن هذا الشخص مصاب بمرض التوحد. لهذا؛ أرغب في نشر الوعي حول هذا المرض؛ واحتوائه بطريقة صحية، فبعد الاطلاع والبحث أكثر عن مرض التوحد؛ وجدت أنه من الأمراض التي يستطيع الإنسان أن يتغلب عليها بطرق عدة، ومن ضمنها الفن. من هنا، بدأت بلورة مشروع تخرجي في كليات التقنية العليا.
تطوير المهارات
ما أشكال التفاعل، التي تتخذها شخصية «القط إلهام» مع الأطفال؟
تأخذ هذه الشخصية الكرتونية أشكالاً متعددة من التفاعل مع الأشياء المحيطة بالطفل في البيت والشارع، مثل: السيارة والتلفزيون، لإيصال ما تريد أن تقوله لوالدَي الطفل المصاب بـ«التوحد»، والمحيطين به، عن طريق تزويدهم ببطاقة مرسوم عليها الشيء الذي يريده. كما أن الشخصيات الكرتونية الخيالية تثير الفضول والرغبة لدى الطفل، فيلجأ إلى التحدث معها، الأمر الذي تستهدفه شخصية «القط إلهام»، حيث تسهم في تطوير مهارات الطفل في التحدث، والتواصل مع الآخرين. وترجمت فكرة مشروعي في ثلاثة كتيبات؛ لتمكين الأطفال المصابين بالتوحد وأسرهم من التفاعل معاً. يستهدف الأول «دفتر الرسم والتلوين» تنمية مهارات الطفل، من خلال استخدامه الورقة والقلم؛ للتلوين والتفاعل مع الرسوم التي يتضمنها الكتيب. أما الثاني «تعرف على طفلك المميز من خلال الفن»، فيسلط الضوء على طريقة الوالدين في تتبع طفلهما المصاب بـ«التوحد»، وملاحظة تفاعلاته مع الرسوم، والأشياء المحيطة به. والكتيب الثالث «مذكرات المحب طفلي» موجه إلى الوالدين؛ للاستعانة به في كتابة كل شيء يخص إنجازات طفلهما المصاب، ومراحل تطوره، وتفاعله مع الكتاب والشخصية الكرتونية.
ما رأيك في توظيف الفن أداةً علاجيةً، وهل لديك أفكار مستقبلية لعلاج أمراض أخرى به؟
أعتقد أن العلاج بالفن وسيلة فعالة؛ لتحسين قدرة الإنسان على الشفاء؛ فالفن له تأثير عميق في الروح، ويمكن استخدامه في علاج العديد من المشاكل النفسية. لكن لكل مرض طابعه الخاص، وتجب دراسته بعناية لاختيار الطريقة المناسبة لعلاجه بالفن. بالنسبة لي، أرغب في التوسع أكثر بهذا المجال، واستكشاف كيفية استخدام الفن في علاج أمراض نفسية أخرى.
إضافات بديعة
كيف ترين تطور مجال التصميم الغرافيكي في الإمارات، وحضور المرأة الإماراتية به؟
«التصميم الغرافيكي» في الإمارات مجال متطور جداً، وهناك دعم واسع من الجهات الحكومية والخاصة. وتوجد في الإمارات بعض الجهات، التي أصبحت نموذجاً عالمياً للتقدم في هذا الشأن، مثل: حي دبي للتصميم، الذي يعد أكبر مثال للفن في دولة الإمارات، فهو يعكس مدى تقدم «التصميم الغرافيكي» في الدولة. تلعب المرأة الإماراتية دوراً قوياً في هذا المجال، فهي تضيف لمساتها الفريدة، التي تعكس قدراتها وإبداعاتها. بكل الفخر، يمكنني أن أقول: إن المرأة الإماراتية عندما تدخل أي مجال، تكتب قصصاً مبهرةً من النجاح؛ بفضل دعم، وتشجيع القيادة الرشيدة.
ما طموحاتك في «التصميم الغرافيكي»، وما الأثر الذي ترغبين في تركه؟
أطمح إلى نشر ما تعلمته بطريقة صحيحة؛ لأنفع المجتمع، ولتكون لي بصمة قوية في عالم الفن، وفي مسيرتي لخدمة بلدي الحبيب. وأن أخطو خطوات كبيرة في تطوير مشروعي، وأن أنشره على نطاق أوسع في المجتمع، لتعزيز الوعي بقدرة الفن على تحسين صحة الإنسان النفسية بنسبة 90 %. أما الأثر الذي أرغب في تركه، فهو إلهام الأطفال والكبار؛ فالإلهام هو الدافع الوحيد لتحقيق الإنسان أهدافه.