مريم سيف الزعابي: الرياضة قوتي الداخلية

بخطى واثقة، تجمع الإعلامية والرياضية الإماراتية، مريم سيف الزعابي، بين شغفها بمجال الإعلام ومهاراتها الرياضية، لتصبح مثالاً يُحتذى لكل امرأة، تطمح إلى تحقيق ذاتها في مجالات عدة. انطلقت مريم من حب الرياضة منذ الصغر؛ لتؤسس فريقاً نسائياً لكرة الشاطئ في الإمارات، متحدية العوائق التقليدية؛ لتثبت أن الإر

بخطى واثقة، تجمع الإعلامية والرياضية الإماراتية، مريم سيف الزعابي، بين شغفها بمجال الإعلام ومهاراتها الرياضية، لتصبح مثالاً يُحتذى لكل امرأة، تطمح إلى تحقيق ذاتها في مجالات عدة. انطلقت مريم من حب الرياضة منذ الصغر؛ لتؤسس فريقاً نسائياً لكرة الشاطئ في الإمارات، متحدية العوائق التقليدية؛ لتثبت أن الإرادة والشغف يصنعان الفارق.. في حوارها مع «زهرة الخليج»، تشاركنا مريم تفاصيل تجربتها الرياضية والإعلامية، والتحديات التي واجهتها، وكيف تمكنت من تجاوزها:

  • مريم سيف الزعابي: الرياضة قوتي الداخلية

كيف كانت بداياتك في عالم الرياضة؟

 بداياتي في عالم الرياضة كانت مفعمة بالشغف والإصرار؛ فمنذ طفولتي كنت أشارك بحماس في الأنشطة المدرسية، لكن رياضة الجري كانت الحافز الذي دفعني إلى تحدي نفسي، وتحقيق أحلامي. هذه اللحظات قادتني إلى تطوير مهاراتي الرياضية والشخصية؛ فقررت الانضمام إلى جميع مسابقات الجري في المدرسة، وكان ذلك القرار نقطة تحول في حياتي؛ فمن خلاله تعلمت معنى العمل الجماعي، والقوة الداخلية، وتحقيق الأهداف؛ لأنها كانت فترة مليئة بالأحلام والطموحات، ما زالت تدفعني إلى الأمام حتى اليوم.

منافسة عائلية

أنت من عائلة رياضية.. كيف تجدين المنافسة العائلية؟

المنافسة العائلية في حياتي كانت مليئة بالحب والتحدي. فإخوتي الشباب أبطال في عالم الرياضة، وما زلت أذكر كيف كانوا يشجعونني، ويحفزونني منذ الصغر، وكنت ألعب حارس مرمى أمامهم، فكانت أوقاتاً مليئة بالضحك والتحدي في الوقت ذاته؛ فهي لم تكن مجرد تحدٍّ رياضي، بل كانت وسيلة لتقوية الروابط العائلية، وتعزيز شغفي بالرياضة. أما الدعم والتشجيع، اللذان كنا نتبادلهما، فقد جعلا كل انتصار، وكل محاولة فشل، جزءًا من رحلة مشتركة. لقد كانت المنافسة بيننا حافزًا لتطوير نفسي، وأثرت بشكل عميق في شغفي بالرياضة.

حدثينا عن تأسيسك فريقاً نسائياً لكرة الشاطئ!

تم تأسيس فريق نسائي لكرة الشاطئ في الإمارات عام 2024، وكان خطوة كبيرة نحو تعزيز دور المرأة في الرياضة، ونسعى جاهدين للحصول على الاعتراف الرسمي بالفريق كمنتخب وطني، ونتطلع إلى تعزيز مكانة الرياضة النسائية في الإمارات بهذا الإنجاز.

  • مريم سيف الزعابي: الرياضة قوتي الداخلية

ما التحديات، التي واجهتِها في عالم الرياضة؟

واجهت تحديات عدة، وجميعها كانت اختبارًا لقوتي وصبري؛ ومنها: ضغوط المنافسة المستمرة، وتنظيم الوقت، كوني زوجة وأماً وامرأة عاملة، فالأمر كان صعباً. مرت بي أيام، شعرت خلالها بأن العبء ثقيل، وأن الموازنة بين كل هذه الأدوار مستحيلة. لكن وسط كل هذه التحديات، تعلمت أن أرى كل عقبة فرصةً للنمو والتطور، وأن الإرادة والتفاني يمكن أن يتغلبا على أي عائق، وتعلمت كيف أكون مرنة، وأحول الضغوط إلى دافع للتقدم، فتلك اللحظات الصعبة شكلت جزءًا من رحلتي، وجعلتني أكثر صلابة وإصراراً على تحقيق أهدافي.

 ما أصعب مشاركاتك الرياضية؟

ماراثون الجبيل كان من أصعب المشاركات، حيث كانت الأرض وعرة وغير متساوية، وكانت التحديات الجسدية والذهنية تتضاعف في كل لحظة. لكن وسط كل تلك الصعوبات، كان هناك شيء يدفئ قلبي، ويمنحني القوة للاستمرار، فتلك التحديات لم تكن فقط صعبة، بل كانت أيضًا فرصة للتواصل مع ذاتي بعمق، ولإثبات أنه بالإصرار والعزيمة يمكن تجاوز أي عقبة.

دافع أساسي

من الإعلام إلى الرياضة.. ما الدافع الأساسي لهذه الخطوة؟

أطمح لأن أكون مثالاً للمرأة الإماراتية القوية، التي تجسد رؤى الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في دعم وتمكين المرأة، وأن أكون نموذجًا حيًا، يُظهر كيف يمكن للإماراتية أن تتفوق في مجالات عدة، وأن تحقق أحلامها بجرأة وإصرار. هذا الشغف لم يكن مجرد رغبة شخصية، بل كان رسالة أود أن أشاركها مع كل امرأة في المجتمع.

  • مريم سيف الزعابي: الرياضة قوتي الداخلية

كيف تمكنتِ من التوفيق بين الرياضة والإعلام؟

لم يكن الأمر سهلًا أبدًا، فالرياضة والإعلام يتطلبان مجهودًا هائلًا، ووقتًا كبيرًا. لكنني أدركت أن شغفي بهما سيجعل لكل لحظة أعيشها معنى خاصاً. وضعت لنفسي جدولًا زمنيًا، يضمن لي التركيز على كل جانب بشكل متوازن، مع العلم بأنني لا أستطيع أن أكون في كل مكان دائمًا، لكن هناك أوقات شعرت فيها بالإصرار، وحب ما أفعله دفعني للاستمرار.

كيف توظفين منصتك الإعلامية؛ لدعم نشاطاتك الرياضية؟

منصتي الإعلامية وسيلتي لتوثيق رحلتي الرياضية، وإلهام النساء تجاوز التحديات، وتحقيق أحلامهن. فهدفي هو أن تشعر كل امرأة بأن بإمكانها تحقيق أحلامها، مهما كانت التحديات. عندما أتحدث عن نجاحاتي، أو حتى عن لحظات الفشل، أريد أن يرى الآخرون أن كل خطوة جزء من الرحلة الجميلة نحو تحقيق الذات.

كيف أثرت تجربتك الرياضية في عملك كإعلامية؟

تجربتي الرياضية لم تكن مجرد منافسة أو فوز بالميداليات، بل كانت رحلة لاكتشاف الذات، وتحدي العوائق الداخلية قبل الخارجية. كل سباق شاركت فيه جعلني أكثر شجاعة وقدرة على مواجهة ضغوط العمل الإعلامي بمرونة أكبر. وفي الإعلام، تعلمت كيف أنقل هذه المشاعر، وكيف أجعل قصصي حية ومليئة بالإلهام؛ لأنني عشت تلك التحديات. هذا الربط بين الرياضة والإعلام منحني القدرة على التفاعل مع الجمهور بصدق أكبر، لأنني أعيش ما أقول، وأومن بكل كلمة أنطقها.

  • مريم سيف الزعابي: الرياضة قوتي الداخلية

مشاريع قادمة

ما أهدافك، أو مشاريعك القادمة؟

 أسعى إلى تقديم محتوى إعلامي ملهم يحفز الجميع، ويساهم في تطوير المجتمع، خاصة فئة الشباب. وأعمل على مشاريع وبرامج، تستهدف الشباب والشابات، لأن الرياضة وسيلة للتغيير، بدنياً وفكرياً وقِيَمياً.

بين الإعلام والرياضة.. أين ترين إنجازك الأكبر؟

كل إنجاز، في الإعلام أو الرياضة، انتصار يعكس قدرة المرأة الإماراتية على التميز والتفوق في أي مجال تختاره. ليس مهماً تحديد أي المجالين أكبر، فالمهم هو تأكيد أن المرأة قادرة على تحقيق النجاح في كل ما تسعى إليه، بإصرارها وعزيمتها.

ما نصيحتك للرياضيين والإعلاميين؟

  أهم نصائحي: كلما شعرت بالإرهاق أو الإحباط، تذكر لماذا بدأت، واستمد قوتك من ذلك الشعور الذي دفعك إلى الطريق منذ البداية، ولا تخف من الفشل؛ لأن كل عثرة درس، وكل تحدٍّ فرصة جديدة لتصبح أقوى؛ فالعزيمة والصبر رفيقان في كل تحدٍّ رياضي. وفي الإعلام، أقول: أخلص في ما تقدمه، واعلم أن رحلتك ليست فقط لتحقيق الإنجازات الشخصية، بل ولإلهام الآخرين.