عند التفكير في وجهة سياحية أوروبية، غالبًا تتجه الأنظار إلى إسبانيا، ذلك البلد المتوسطي، الذي يحمل في أجوائه رائحة الشرق، ودفء مناظره. ويكفي أن تستدعي «الفلامنكو»، الإيقاع الغجري المفعم بالحياة، أو تسترجع قصص مصارعي الثيران، التي أثرت الثقافة الإسبانية. وتعتبر إسبانيا من أبرز الوجهات السياحية العالمية، لما تحويه من تنوع في معالمها الثقافية، والتاريخية، والطبيعية، ما يجعلها مقصدًا لملايين السياح على مدار العام.
تقع مملكة إسبانيا في جنوب غرب أوروبا، وتطل على البحر الأبيض المتوسط من الجنوب، وعلى المحيط الأطلسي من الغرب، كما تحدها فرنسا وأندورا والبرتغال والمغرب. وعاصمة البلاد مدريد، تلك المدينة النابضة بالحياة، وتتميز إسبانيا بتنوعها الجغرافي المذهل، فهي بلد الأندلس، وإشبيلية، والزيتون، والفواكه، والورود.
ذهب الخريف
في شهر أكتوبر، تكتسي الطبيعة في إسبانيا بجمال ساحر مع اعتدال الطقس، وتنوع الفعاليات الثقافية. وفي خريف هذا البلد، يمكن الاستمتاع بأجواء المدن الساحلية، مثل: برشلونة، ومالقة، وماربيا، حيث تتلون المناظر الطبيعية بلون الذهب. ويمكن للزوار استكشاف المعالم السياحية، كالمتاحف والمعارض الفنية، مثل: متحف «برادو» في مدريد، ومتحف بيكاسو في برشلونة. وتتزامن هذه الفترة مع العديد من المهرجانات الموسيقية والفنية، ما يجعل الزيارة تجربة ثقافية لا تُنسى.
وخلال هذا الفصل، يصبح استكشاف المواقع التاريخية، مثل: قصر الحمراء في غرناطة، وكاتدرائية «ساغرادا فاميليا» في برشلونة أكثر روعة، مع أجواء معتدلة، تشجع على المشي، واكتشاف جمال المكان وسحره.
«ماربيا».. سحر الشرق ووجهة الفنانين والمبدعين
نوجه رحلتنا، اليوم، نحو «ماربيا»، المدينة الإسبانية الساحرة، المعروفة بشواطئها، ومنتجعاتها وموانئها، التي تجذب السياح. ويعود تاريخها الغني إلى القرن السابع قبل الميلاد، فقد أصبحت مقصدًا للفنانين والمبدعين. و«ماربيا» تُعرف بالحياة الفاخرة التي ميزتها، وجعلتها وجهة للأثرياء، فهي تحتضن أفخم الفنادق والمنتجعات والمحال التجارية، بالإضافة إلى نوادي الغولف ذات الشهرة العالمية. كما تبرز بها الروح العربية في الهندسة المعمارية، والفنادق، والمساجد، وحتى البنوك. ويجمع مزيج «ماربيا» الفريد بين المناخ المشمس، وأسلوب الحياة الفاخر، والالتزام بالسياحة المستدامة، فتم اختيارها كأفضل وجهة أوروبية لعام 2024. ولا عجب في أن تشكل «ماربيا» حلمًا حتى للمشاهير العالميين، من عشاق الجمال والطبيعة، ومنهم: نعومي كامبل، وكلوديا شيفر، وديفيد بيكهام.
أجواء تاريخية.. وعصرية
تُعدّ المطاعم جزءًا مهمًا من تجربة السفر، لأنها تعكس ثقافة الطعام، وفن التذوق. وقد أثبتت «ماربيا» مكانتها بين الوجهات الأكثر فخامة في إسبانيا وأوروبا؛ لوفرة فنادق «الخمس نجوم» بها. وتمكنت الفنادق التقليدية من التطور؛ لتلبية الاحتياجات المتغيرة للضيوف، وإذا كنت ترغب في العيش بأجواء عصرية ممزوجة بالأناقة التاريخية، فإن «ماربيا» الوجهة المثلى، وتحديدًا فندق «El Fuerte Marbella»؛ فهذا الفندق الفاخر «ذو الخمس نجوم» يقع على الواجهة البحرية، ويمتد على طول ساحل «كوستا ديل سول»، وقد أسسه المبدع خوسيه لوكي مانزانو عام 1957. وأصبح الفندق معلمًا تاريخيًا، يجسد روح الضيافة في «ماربيا»، ويقدم تجربة ضيافة استثنائية، مستوحاة من ماضي المدينة، وثقافتها. كما يوفر الفندق تجارب طعام استثنائية. ويُقدّم مطعم «Le Marché» في هذا الفندق مأكولات راقية، بأسلوب يحتفي بتراث المطبخ الشرق أوسطي مع لمسات عصرية. كما يُقدم مطعم «SOLEO»، الواقع مباشرة على الواجهة البحرية، أطباقًا متوسطية، ومأكولات بحرية طازجة.
تجربة استرخاء
يوفر الفندق تجربة استرخاء غنية بالسكينة والتجديد، داخل منتجع «Spa by Clarins» الصحي، الذي يجسد أجواء لا تُنسى، ومساحات دافئة، وخبرات رائعة، تقدمها علامة «Clarins». هنا، يمكنكم استكشاف مجموعة من العلاجات، التي تعتمد أحدث التقنيات، المصممة لتقديم تجارب مميزة؛ لتجديد الحيوية والعافية، بدءاً من جلسات التدليك، وصولاً إلى جلسات العناية بالبشرة، التي تضمن رحلة كاملة من التجديد والصحة، للجسم والذهن.
أنشطة متنوعة
- «بويرتو بانوس»: يُعد هذا الميناء من أكثر الأماكن فخامة في «كوستا ديل سول»، حيث يمكن للزائرين مشاهدة اليخوت الفاخرة، والتسوق في متاجر أشهر المصممين العالميين، والاستمتاع بوجبات راقية في مطاعم متميزة.
- «ماربيا القديمة»: تُعبر هذه المنطقة عن مزيج رائع من العراقة والحداثة، حيث تزخر بشوارع ضيقة مرصوفة بالحجارة، ومتاجر الحرف اليدوية التقليدية، بالإضافة إلى الميدان البرتقالي الشهير.
- الشواطئ: تقدّم شواطئ «ماربيا» تجربة استرخاء مميزة، مع إطلالات خلابة على البحر الأبيض المتوسط، وخدمات فاخرة.
وتبقى «ماربيا» خيار النخبة بفضل شواطئها المذهلة، ومنتجعاتها الفاخرة، وموانئها التي تستقطب الزوار من كل أنحاء العالم، إضافة إلى تاريخها الغني، الذي يعود إلى قرون ماضية. وتتميز المدينة بمناظرها الخلابة، وطقسها المثالي، حيث يمكن الاستمتاع بـ320 يومًا مشمسًا سنويًا.
ختامًا. الفخامة، ونمط الحياة الراقي، يميزان «ماربيا» عن غيرها، ويجعلانها الوجهة الأولى لسياحة الأثرياء.