في الإمارات العربية المتحدة ولدت «Taller Marmo» على يد زميلين جامعيين، هما: الإيطالي ريكاردو أوديسيو Riccardo Audisio، والأرجنتيني ياغو جويكوتشيا Yago Goicoechea، اللذان قدِما من إيطاليا إلى دبي؛ لإنشاء علامتهما التجارية للأزياء عام 2013. وسرعان ما أصبحت العلامة التجارية المفضلة للتصاميم، المستوحاة من القفطان على مدار السنوات القليلة الماضية، محلياً ودولياً. وقد انتقل المقر الرئيسي للعلامة إلى إيطاليا، وما يزال المصممان يدينان للإمارات بانطلاقتهما؛ لأنها «أعطتهما الفرصة لتعلم الكثير من الأشياء»، على حد تعبيرهما.. في هذا الحوار، نطلع على جوانب من رحلتهما، وتفاصيل تشكيلة أزياء السهرة لعام 2025، التي تستمد إلهامها من سحر قصص «ألف ليلة وليلة»:
تستقي مجموعة «Party Edit 2025» إلهامها من سحر «ألف ليلة وليلة».. كيف تُرجمت الروايات الكلاسيكية في هذه التصاميم الحديثة؟
تجسد مجموعة «Party Edit 2025» سحر «ألف ليلة وليلة» الخالد، والجوهر الساحر في بيان أزياء معاصر. وقد كانت القصص الكلاسيكية، الغنية بموضوعات الفخامة والمغامرة، نموذجاً لتصميم الملابس الحديثة، التي تحاكي الماضي الغامض. وقد استخدمت هذه المجموعة خامات فاخرة ومترفة، منها: الترتر الذهبي الشبيه بالدروع، الذي يضفي قوة وفخامة، والشيفون الحريري الذي يمنح أناقة ناعمة. أما الساتان الحريري، فيضفي لمسة من الثراء، تدعو إلى الانغماس في ثراء القماش. وقد صُممت المجموعة؛ لتكون متعددة الاستخدامات، فتشعر من ترتديها بالأناقة الخالدة مع احتضان الخيال والهروب، اللذين تلهمهما الحكايات الكلاسيكية. وينعكس كل هذا في القطع، التي يمكن أن تنتقل من النهار إلى الليل، كالقصص التي تتكشف من الغسق حتى الفجر.
ألوان نابضة بالحياة
ما أهمية اختيار درجات الألوان المعدنية الغنية، والألوان العميقة، كالأخضر الغابي، والأزرق الداكن؟
تسيطر الألوان الجريئة والملكية على لوحة الألوان هذه، وهي درجات الألوان الجوهرية العميقة، كالأخضر الزمردي، وأزرق السافير، والأحمر الياقوتي، فتعكس ثراء إطار السرد، حينما تقرن بلمسات معدنية، ذهبية وبلاتينية؛ لتعزيز الشعور بالفخامة.
كيف نرى روح المرأة، التي تحب الاحتفال، ممثلةً في تصاميم المجموعة؟
صُممت المجموعة؛ لتجسيد روح المرأة التي تحتضن الحياة بحماس وثقة وإحساس بالاحتفال. هذه الروح تتجسد بألوان نابضة بالحياة، وأنماط جريئة، وتصاميم جذابة ومرحة، وتفاصيل مميزة، مثل: الترتر، واللمسات المعدنية، وأيضاً بتصاميم قوية وواثقة، وسحر سهل متعدد الاستخدامات؛ فتعكس هذه الروح، وتقدم قطعاً ليست مجرد ملابس، بل احتفاء بشخصية من ترتديها، وبشغفها بالحياة.
إيطالية وأرجنتينية.. إلى أي مدى تنعكس جذوركما على تصاميمكما؟
جذورنا (الإيطالية، والأرجنتينية) راسخة بعمق في الأسلوب الفريد لعلامتنا التجارية، فهي تمزج - بسلاسة - التراث الثقافي الغني لكلا البلدين، بالجماليات العالمية الحديثة؛ فيتحد كل هذا لتقديم هوية عالمية فريدة، تضرب بجذورها في التقاليد. ويُنتج اندماج الأناقة الإيطالية بالشغف الأرجنتيني تصاميم عالمية جذابة، لكنها تعكس بوضوح أصولها الثقافية؛ فجذورنا ليست مجرد تأثيرات، بل هي جزء لا يتجزأ من هويتها. ونقوم بنسج هذه العناصر الثقافية بعناية في تصاميمنا المختلفة؛ لنقدم مجموعة تحتفي بتراثها، وتعكس - في الوقت نفسه - حساسيات الموضة العالمية المعاصرة.
عادةً.. كيف تعملان معاً؛ لتصميم مجموعة جديدة؟
إن نهجنا عملي للغاية؛ لأننا نعتبر أنفسنا صانعي فساتين أكثر من كوننا مصممي أزياء؛ فنحن لا نرسم عادةً، وإنما يأتينا الإبداع والإلهام من القماش؛ لهذا يعد اختيار الخامات الأكثر تميزاً أمراً مهماً للغاية بالنسبة لنا؛ لذلك نعمل مع أفضل الموردين بالقرب من ميلانو، مثل «Carlo Pozzi»، أحد أقدم مصانع الحرير في «كومو». وعادةً، نبدأ بفحص القماش، والتعاون بشكل وثيق مع صانع الأنماط والرسوم لدينا؛ للوصول إلى أفضل شكل ممكن منه؛ فهدفنا دائماً هو الحصول على تصميم رائع وسهل الارتداء. كما نقوم، حرفياً، بخياطة الفستان على المرأة مباشرة، ما يسمح للتصميم باتخاذ شكل عضوي.
تشتهر «Taller Marmo» بتصاميمها المستوحاة من القفطان، فهل أصبح رمزاً قوياً لعلامتكما التجارية؟
القفطان رمز علامتنا التجارية، فهو أكثر من مجرد قطعة ملابس، إنه بيان للاسترخاء، والعناية بالنفس، والرفاهية. عندما ترتدين القفطان، تستحضرين صوراً للاستمتاع بنفسك في حفلة، أو استكشاف مدينة جميلة خلال عطلة صيفية. ولا ينصب تركيزنا على ابتكار أحدث العناصر، أو أكثرها عصرية، بل على بقائنا وفيين لرؤيتنا؛ لذلك كانت المثابرة والثقة بقدراتنا الطبيعية أمراً أساسياً في رحلتنا. في البداية، قوبل قرارنا بالتركيز على القفطان، والقصات الفضفاضة بالشك والتعجب؛ لأنه حينها لم يكن رائجاً، ولا يعتبر «رائعاً». ومع ذلك، ظللنا ملتزمين، وفي النهاية، اكتسبت قفاطيننا التقدير الذي تستحقه من تجار التجزئة الرئيسيين.
شعبية كبيرة
تستلهمان أفكاركما من شخصيات نسائية قوية.. كيف أثرت النساء في تصاميمكما؟
بيجي جوجنهايم، وماركيزا كاساتي، وإيزابيلا بلو، وداليدا، وجوزفين بيكر، وديانا روس، ورافاييلا كارا، وغيرهن، كنّ نقطة البداية لمجموعات بأكملها، بسبب تفردهن، وأعمالهن التي شكلت العالم من حولهن. وهدفنا هو الاستمرار في دفع حدود ملابس السهرة، وجعلها حديثة، دون الوقوع في الكليشيهات، مثل كونها جريئة، أو رائعة، أو عصرية، أو كلاسيكية، أو أنثوية.
اكتسبت تصاميمكما شعبية بين مشاهير العالم.. ما شعوركما حيال ذلك، وكيف يؤثر ذلك في «البراند»؟
إن رؤية مشاهير عالميات يرتدين تصاميمنا أمر مجزٍ للغاية وخيالي، لأنها لحظة تأكيد على أن كل عمل جاد وإبداع واهتمام بالتفاصيل تؤتي ثمارها. كذلك رؤيتهن يرتدين تصاميمنا توسع قاعدة جمهورنا، وتجذب انتباه الأسواق العالمية إلينا، وتساعد العلامة التجارية في اكتساب اعتراف يتجاوز نطاقها الأولي. ومن المثير، أيضاً، رؤية المشاهير يعرضن تصاميمنا، ففرحتنا الحقيقية تأتي حينما تختار عميلاتنا ارتداء إبداعاتنا، خلال أهم لحظاتهن، ولا يوجد شيء أكثر مكافأة من معرفة أن امرأة ما تشعر بالروعة والثقة والتميز بأحد فساتيننا؛ فشرف لنا أن نكون جزءاً من مناسبات مهمة، كحفل زفاف، أو احتفال مهم، أو أي حدث يحمل معنى خاصاً. لأن هدفنا، دائماً، هو تقديم تصاميم تمكّن النساء وتجعلهن يشعرن بالتميز، وعندما تعبر عميلاتنا عن شعورهن بالروعة بارتداء قطعنا، فهذا أغلى مكافأة يمكننا تلقيها؛ فالاتصال بعميلاتنا جوهر كل ما نقوم به، وهو الذي يدفع شغفنا بالموضة.
لعبت دولة الإمارات دوراً مهماً في نجاح «Taller Marmo» المبكر.. كيف أثر وجودكما فيها على فلسفة العلامة؟
عام 2012، عندما كنا في العشرين من العمر فقط، تركنا الجامعة في ميلانو، وانتقلنا إلى الإمارات بعد أن نفذنا أول مجموعة لنا في منزل ريكاردو بمسقط رأسه. وقتها لم تكن لدينا خبرة بالأعمال التجارية، ولم تكن لدينا أي خبرة عمل في دار أزياء، وإنما شهادتان لم نكملهما. استقبلتنا دولة الإمارات بأذرع مفتوحة لمدة نصف عقد من الزمان، ومنحتنا الفرصة لتعلم الكثير من الأشياء، بدعم من قادة الصناعة في الشرق الأوسط. بعد ذلك، قررنا العودة إلى إيطاليا، البلد الذي نشأنا فيه؛ لتطبيق خبرة الحرفية الإيطالية في تصاميمنا. خلال كل هذه السنوات، ساعدنا حزمنا وعزيمتنا على النمو في المنطقة، وعلى المستوى الدولي، بعد أن تعرفنا على أسواق ومستهلكين مختلفين.
كيف تؤثر جماليات المرأة الشرق أوسطية في مجموعاتكما؟
لجماليات المرأة الشرق أوسطية تأثير عميق في مجموعاتنا، حيث تُمزج التقاليد بالحداثة؛ لتقديم تصاميم أنيقة وخالدة؛ فالتراث الثقافي الغني للمنطقة، بأنماطه المعقدة، وأقمشته الفاخرة، وتقديره العميق للحرفية، يلهمنا في جوانب عملنا كافة. وقد أثرى الجمع بين الفخامة والاحتشام، ودور اللون، بالإضافة إلى التركيز على الاحتشام وتصميمه الشامل، تصاميمنا، ما شجع على اندماج التقاليد بالابتكار، الذي يتحدث إلى جمهور عالمي.
لحظات مهمة
عند النظر إلى رحلتكما.. ما أهم اللحظات بالنسبة لـ«Taller Marmo»؟
عندما بدأنا «Taller Marmo»، كانت الفكرة الرئيسية تكمن في ابتكار قطع عالية الجودة للنساء العصريات، اللاتي يرغبن في الشعور بالروعة، دون بذل الكثير من الجهد. شعرنا، وقتها، بأن التحدي الذي يواجهنا هو كيفية تقديم مظهر جديد ومناسب لعصرنا، ذلك المظهر الساحر والمبالغ فيه، الذي كنا دائماً منجذبين إليه. لكن على مدار العقد الماضي، شعرنا بأنه سطحي بعض الشيء. لذلك، أردنا أن نكون علامة تجارية، تركز بشكل كبير على تجربة العميلة وعلى المنتج، بدلاً من التسويق. ولتحقيق ذلك، كان علينا إيجاد طرق لجعل ملابسنا صديقة لعميلاتنا، وليست عدواً لهن. وبهذه الطريقة، هناك دائماً جانب ساحر ورائع وجانب عملي/براغماتي للغاية في ملابسنا.
مستقبل الموضة المحتشمة مستمر في التطور.. كيف تنسجم علامتكما التجارية مع هذا المشهد؟
إن مستقبل الموضة المحتشمة واعد بشكل لا يصدق، ومستمر في التطور، واكتساب الاعتراف على الساحة العالمية؛ فهناك طلب متزايد على الأزياء الأنيقة، التي تحترم القيم الثقافية والدينية، وقد أدى هذا إلى تحول مثير في الصناعة؛ فلم تعد الموضة المحتشمة فقط قطاعاً ديناميكياً يلبي مجموعة واسعة من التفضيلات، وأنماط الحياة. نعتقد أن مستقبل الموضة المحتشمة سيتحدد بالشمولية والتنوع والاحتفاء بالجماليات الثقافية المختلفة؛ لذلك ستواصل «تالر مارمو» تبني هذه القيم، وتقديم مجموعات لا تعكس جمال الموضة المحتشمة فحسب، بل تساهم أيضاً في تطورها. فهدفنا هو تقديم تصاميم للنساء في جميع أنحاء العالم، تجعلهن يشعرن بالتمكين والأناقة والصدق مع أنفسهن، بغض النظر عن المكان الذي ينتمين إليه، أو ما يؤمنّ به.
ما الشعور الذي تريدان أن تحس به المرأة؛ عندما ترتدي تصاميمكما؟
أن تكون مرتاحة ورائعة؛ فنحن نفكر دائماً في مجموعة واسعة جداً من النساء، نفكر في كيفية تجربة المرأة في سن العشرين والستين الفستان نفسه، وكيف يمكن للمرأة المحتشمة، أو التي تريد ارتداء ملابس مثيرة، أن ترتدي الفستان القصير نفسه؛ ولأن معظم قفاطيننا ذات مقاس واحد، يجب علينا دائماً أن نتأكد من أن القفطان يبدو رائعاً على المقاس (36)، و(48)؛ فهذا يؤتي ثماره بجعل العلامة التجارية جذابة لنساء مختلفات، في أجزاء مختلفة تماماً من العالم.. من أبوظبي، إلى لوس أنجلوس.
ما الذي تخططان له؛ لتوسيع العلامة التجارية؟
نستكشف طرق توسيع عالم «L’Uomo Taller Marmo»، أول مجموعة رجالية لدينا، وستكون متاحة، اعتباراً من نوفمبر المقبل، بالإضافة إلى خطنا الأول من ملابس السباحة؛ لاستكمال خط ملابس الوجهة الجديد، المتاح لمجموعة ما قبل الربيع. إن متجرنا الإلكتروني TallerMarmo.Com ينمو بسرعة، ويزيد عدد العملاء المحتملين.