البثور البيضاء مشكلة جلدية شائعة.. هكذا تعالجينها!

البثور البيضاء، المعروفة باسم الرؤوس البيضاء، مشكلة جلدية شائعة ومحبطة، تؤثر بشكل كبير في مظهرك وثقتك بنفسك. وتحدث هذه النتوءات الصغيرة المرتفعة عندما تُسدُّ بصيلات الشعر بالزيت، وخلايا الجلد الميتة والبكتيريا، ما يؤدي إلى تكوين «كوميدونات» مغلقة. وعلى عكس الرؤوس السوداء، التي لها سطح مفتوح، تظل الرؤوس البيضاء مغلقة، ما يمنحها مظهرها الأبيض، أو لون البشرة المميز.

ما الرؤوس البيضاء؟

الرؤوس البيضاء شكل شائع من أشكال حب الشباب، الذي يظهر على شكل نتوءات صغيرة مستديرة بيضاء، أو بلون البشرة على سطح الجلد. وتتطور هذه الحبوب؛ عندما تُسدُّ بصيلات الشعر بمزيج من الزهم (زيت الجلد الطبيعي)، وخلايا الجلد الميتة والبكتيريا، ويؤدي تراكم هذه المواد داخل المسام إلى تكوين هذا النتوء. وعلى الرغم من أن الرؤوس البيضاء يمكن أن تظهر على أجزاء مختلفة من الجسم، إلا أنها عادة تنتشر على الوجه، مع انتشار خاص على الأنف والذقن والجبهة، وتميل هذه المناطق إلى وجود تركيز أعلى من الغدد الدهنية، التي تنتج الزيت، الذي يسد المسام.

أسباب ظهور الحبوب البيضاء على البشرة:

قد تتساءلين عن سبب ظهور الحبوب البيضاء على وجهكِ باستمرار، والإجابة تكمن في أن المسام المغلقة سبب رئيسي في انتشار هذه الرؤوس البيضاء، ويرجع ذلك إلى ما يلي:

1. زيادة إنتاج الزيوت:

تفرز الغدد الدهنية، المفرطة النشاط، والمسؤولة عن إنتاج الزهم (الزيت الطبيعي للجلد)، كمية زائدة من الزيوت، وتتراكم هذه الزيوت الزائدة في المسام، ما يؤدي إلى انسدادات تؤدي، في النهاية، إلى تكوين البثور البيضاء، أو الرؤوس البيضاء.

2. خلايا الجلد الميتة:

يتخلص الجلد، بشكل طبيعي، من الخلايا الميتة كجزء من عملية تجديده. وعندما تضعف عملية الطرح هذه، أو تصبح غير فعّالة، تتراكم خلايا الجلد الميتة على السطح، وتختلط هذه الخلايا بعد ذلك بالزيوت الزائدة، التي تنتجها الغدد الدهنية، ما يصنع مادة تشبه المعجون تسد المسام.

3. البكتيريا:

تؤثر البكتيريا البروبيونية المسببة لحب الشباب - وهي نوع من البكتيريا يعيش، بشكل طبيعي، على الجلد كجزء من ميكروبيومه - في تكوين حب الشباب. فعندما تُسدُّ المسام بالزيت وخلايا الجلد الميتة، تتكاثر هذه البكتيريا بسرعة في البيئة المحرومة من الأكسجين، ومع تكاثرها تنتج مركبات التهابية، تحفز استجابة الجسم المناعية، ما يؤدي إلى الاحمرار والتورم وتكوين القيح، وكلها علامات مميزة لآفات حب الشباب الملتهبة، بما في ذلك بعض أنواع البثور البيضاء.

4. التغيرات الهرمونية:

تؤثر التقلبات في مستويات الهرمونات، خاصة الأندروجينات (الهرمونات الذكرية الموجودة لدى الذكور والإناث)، بشكل كبير، على إنتاج زيت الجلد، وتكون هذه التغيرات الهرمونية واضحة بشكل خاص أثناء البلوغ والحيض والحمل، وحالات مثل متلازمة تكيس المبايض. وزيادة مستويات الأندروجين تحفز الغدد الدهنية على إنتاج المزيد من الزيت، ما قد يؤدي إلى حدوث المزيد من حالات انسداد المسام، وتكوّن البثور البيضاء.

5. النظام الغذائي:

بينما لا تزال العلاقة بين النظام الغذائي، وحب الشباب، موضوعاً للبحث المستمر، أوضحت بعض الدراسات وجود صلة محتملة بين بعض العوامل الغذائية وتطور حب الشباب، فالأطعمة ذات المؤشر الغلوكوزي المرتفع، التي تسبب ارتفاعاً سريعاً في مستويات السكر بالدم، قد تؤدي إلى تقلبات هرمونية تزيد إنتاج الزيت. بالإضافة إلى ذلك، تشير بعض الأبحاث إلى أن منتجات الألبان، خاصة الحليب المنزوع الدسم، قد تؤدي إلى تفاقم حب الشباب لدى البعض.

6. التوتر:

لمستويات التوتر العالية تأثير كبير في صحة الجلد، وتكوّن البثور البيضاء، فعندما يتعرض الجسم للتوتر، يفرز هرمونات التوتر مثل «الكورتيزول»، كما تؤدي هذه الهرمونات إلى زيادة إنتاج الزيوت بواسطة الغدد الدهنية.

7. مستحضرات التجميل ومنتجات العناية بالبشرة:

يساهم استخدام مستحضرات التجميل، ومنتجات العناية بالبشرة، المسببة لانسداد المسام بشكل كبير، في تكوّن الرؤوس البيضاء، وأنواع أخرى من حب الشباب. وتحتوي هذه المنتجات على مكونات قد تسد المسام، وتحبس الزيوت وخلايا الجلد الميتة تحت السطح، وهذه بيئة مثالية لتكوّن البثور البيضاء.

في ما يلي، نصائح شاملة؛ لمنع وعلاج هذه العيوب المزعجة:

الوقاية من الحبوب البيضاء:

المحافظة على نظافة وجهك:

اغسلي وجهكِ مرتين يومياً بمنظف لطيف ومتوازن في درجة الحموضة؛ لإزالة الزيوت الزائدة والأوساخ والشوائب، وتأكدي من استخدام الماء الفاتر، لأن الماء الساخن يُجرّد بشرتكِ من زيوتها الطبيعية، ما قد يؤدي إلى زيادة إنتاج الزيت.

استخدام منتجات «غير كوميدوجينيك»:

اختيار منتجات العناية بالبشرة والمكياج، التي تحمل علامة «غير كوميدوجينيك» أو خالية من الزيوت، وتم تصميم هذه المنتجات خصيصاً لتجنب انسداد المسام، ما يقلل احتمالية تكوّن الرؤوس البيضاء.

تقشير البشرة بانتظام:

استخدمي مقشراً لطيفاً مرة أو مرتين في الأسبوع؛ لإزالة خلايا الجلد الميتة، وفتح المسام، وابحثي عن المنتجات التي تحتوي على أحماض ألفا هيدروكسي (AHAs)، أو أحماض بيتا هيدروكسي (BHAs)؛ لتقشير فعال ولطيف.

الحفاظ على رطوبة الجسم:

اشربي الكثير من الماء طوال اليوم لطرد السموم من جسمكِ، والحفاظ على ترطيب البشرة بشكل صحيح. واحرصي على تناول 8 أكواب من الماء على الأقل يومياً، وفكري في دمج الأطعمة المرطبة، مثل: الخيار والبطيخ، في نظامكِ الغذائي.

الحفاظ على نظام غذائي صحي:

تناولي نظاماً غذائياً متوازناً غنياً بفيتامينَيْ (أ، وسي)، لتجديد خلايا الجلد الصحية، وإنتاج الكولاجين، كما عليكِ إدراج أطعمة، مثل: البطاطا الحلوة، والجزر، والفواكه الحمضية، والخضروات الورقية، في وجباتكِ. بالإضافة إلى ذلك، فكري في تقليل تناول منتجات الألبان، والأطعمة ذات المؤشر الغلوكوزي المرتفع، حيث تشير بعض الدراسات إلى أنها قد تساهم في تكوّن حب الشباب.

علاج الحبوب البيضاء:

هناك بعض العلاجات، التي يُنصح باستخدامها لتقليل آثار الحبوب البيضاء، والتخلص من مظهرها الذي يؤثر في شكل ملامحكِ، ومن أبرز العلاجات ما يلي:

العلاجات الموضعية:

استخدمي المنتجات المتاحة دون وصفة طبية، التي تحتوي على مكونات فعالة، مثل: حمض الساليسيليك أو بيروكسيد البنزويل، حيث يعمل حمض الساليسيليك عن طريق تقشير الجلد وإزالة انسداد المسام، بينما يساعد بيروكسيد البنزويل على قتل البكتيريا المسببة لحب الشباب، وابدئي بتركيزات أقل، وزيديها تدريجياً مع تكيف بشرتكِ لتجنب التهيج.

لا تفقعي الرؤوس البيضاء:

قاومي الرغبة في عصر الرؤوس البيضاء أو فقعها؛ لأن هذا يؤدي إلى الالتهاب والعدوى والندبات المحتملة، وبدلاً من ذلك تحلي بالصبر، واتركي العلاجات تعمل سحرها بمرور الوقت.

استخدمي الرتينويدات:

فكري في دمج كريمات الرتينويد في روتين العناية بالبشرة، حيث تعمل مشتقات فيتامين (أ) هذه عن طريق زيادة معدل دوران الخلايا، ومنع تكوّن رؤوس بيضاء جديدة. ابدئي بمنتج ريتينول متاح دون وصفة طبية، واعملي تدريجياً على زيادة تركيز الرتينويدات الموصوفة طبياً؛ إذا لزم الأمر.

جربي العلاجات الموضعية:

ضعي علاجات طبيعية، مثل زيت شجرة الشاي مباشرة على المناطق المصابة، وتتمتع هذه المكونات بخصائص مضادة للميكروبات، ومضادة للالتهابات، وتقلل ظهور الرؤوس البيضاء. وقومي، دائماً، بتخفيف الزيوت العطرية قبل وضعها على بشرتكِ؛ لمنع التهيج.

اطلبي المساعدة الطبية:

في الحالات المستمرة أو الشديدة، استشيري طبيب الأمراض الجلدية؛ للحصول على نصائح شخصية وخيارات علاجية. وقد يُوصى بعلاجات موضعية أو أدوية عن طريق الفم، أو إجراءات في العيادة، مثل: التقشير الكيميائي، أو الاستخراج لمعالجة الرؤوس البيضاء بشكل فعال.