ابتكر باحثون إماراتيون جهازاً، يقيس توازن كتلة الجليد في القارة القطبية الجنوبية، في سابقة علمية بدولة الإمارات.

وقام الفريق البحثي، المكون من خمسة باحثين إماراتيين من جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، ومعهم باحثون من الإقليم الأسترالي في القارة القطبية الجنوبية، بابتكار الجهاز الجديد، الذي تم تطويره كذلك، انطلاقاً من مختبر العلوم البيئية والجيوفيزيائية، وقسم علوم الأرض في جامعة خليفة، تحت إشراف الدكتورة ديانا فرانسيس، رئيسة مختبر العلوم البيئية والجيوفيزيائية، الأستاذة المساعدة في قسم علوم الأرض.

  • ابتكار جهاز إماراتي.. لدراسة الجليد في القطب الجنوبي

وبحسب الفريق البحثي، فإن الجليد البحري في المحيط الجنوبي حول القارة القطبية الجنوبية، يبدأ في التكوّن كل عام خلال شهر مايو، ويصل إلى أكبر انتشار وتركيز له في شهر يوليو، وهو ذروة فصل الشتاء الجنوبي في القارة القطبية الجنوبية.

واستثمر الفريق البحثي الظروف المناخية؛ لتوظيف الجهاز، والاستفادة منه بشكل استراتيجي، انطلاقاً من شهر أبريل الماضي، قبل بدء تكوّن الجليد البحري؛ للحصول على معلومات دقيقة، حول خصائص المحيط، والغلاف الجوي، قبل هذه المرحلة المهمة.

وتشرح الدكتورة ديانا فرانسيس آلية عمل الجهاز، بالقول: «يحيط الجليد بالجهاز فور تشكّله؛ ليبدأ فوراً قياس جميع المعايير والتطور التدريجي لسُمك الجليد البحري، كما يسجل الجهاز حالة الجليد والماء والغلاف الجوي، عندما يبدأ موسم الذوبان في بداية الخريف الجنوبي، وتقدم هذه البيانات معلومات قيّمة حول المحيط، والجليد، والظروف الجوية، التي تتحكم في تكوين الجليد البحري، وذوبانه».

  • ابتكار جهاز إماراتي.. لدراسة الجليد في القطب الجنوبي

ومن الناحية العلمية، يساهم الجليد البحري، بالقارة القطبية الجنوبية، في حماية القارة من الأمواج والمحيطات، التي تؤثر على الأنهار الجليدية، حيث يساهم في تأخير تدفق الجليد من الجزء الداخلي من القارة القطبية الجنوبية، الذي يطلق عليه علمياً «الغطاء الجليدي والأنهار الجليدية»، الأمر الذي ينتج عنه تسجيل ارتفاعات في مستويات سطح البحر.

ويغطي الجليد أكثر من 99.5% من القارة القطبية الجنوبية، التي تحتوي على 90% من المياه العذبة المتجمدة على هذا الكوكب، حيث يقوم الجليد في هذه القارة بدور مهم، يتمثل في تنظيم مناخ الأرض، عبر عكس حرارة الشمس، وتوفير مواطن النباتات المجهرية، التي تمتص الكربون، والتحكم في مستويات سطح البحر حول العالم، إضافة إلى توليد المياه الباردة والمالحة، التي تساعد على دفع التيارات المحيطية العالمية.

وأعلنت جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، في بيان صحافي، على لسان رئيسها الأكاديمي، البروفيسور بيان شريف، أن الجامعة تفخر بأن تكون الجهة الأولى بدولة الإمارات في تطوير جهاز مبتكر؛ لإجراء البحوث والدراسات المتعلقة بتشكل الجليد البحري، وذوبانه، في القارة القطبية الجنوبية، الأمر الذي يساهم في معرفة خطر ارتفاع منسوب مياه البحر بشكل أفضل.

وأشار البروفيسور شريف إلى أن الجامعة بدأت بحوثها وابتكاراتها في مجالات تغير المناخ منذ عام 2020، محققة نجاحات في استقطاب باحثين دوليين من دول تعمل بالقارة القطبية الجنوبية، وأن الابتكار الإماراتي الجديد مؤشر واضح إلى مبادرات ريادة الابتكار، التي تدعمها الحكومة الإماراتية.