عائشة الشهياري: الإماراتية نقلت رسالتنا الحضارية إلى العالم

تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة وجهةً سياحيةً، تجمع بين الأصالة والمعاصرة. وفي هذا السياق، تسعى شخصيات إماراتية كثيرة إلى تقديم صورة مشرقة وحضارية عن وطنها. ومن بين هذه الشخصيات المتميزة، تبرز عائشة الشهياري مرشدةً سياحية إماراتية بارعة، حملت على عاتقها مهمة نقل رسالة الإمارات الحضارية إلى العالم

تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة وجهةً سياحيةً، تجمع بين الأصالة والمعاصرة. وفي هذا السياق، تسعى شخصيات إماراتية كثيرة إلى تقديم صورة مشرقة وحضارية عن وطنها. ومن بين هذه الشخصيات المتميزة، تبرز عائشة الشهياري مرشدةً سياحية إماراتية بارعة، حملت على عاتقها مهمة نقل رسالة الإمارات الحضارية إلى العالم. فمن خلال خبراتها الواسعة، وثقافتها العميقة، تقدم عائشة تجربة سياحية فريدة، تسلط الضوء على التراث الغني، والتقاليد العريقة لدولتها.. في هذا الحوار، نستكشف مع عائشة الشهياري رحلتها في مجال الإرشاد السياحي، وأبرز التحديات التي واجهتها، والإنجازات التي حققتها:

كيف كانت بدايتك مع مجال الإرشاد السياحي؟

بدأت الإرشاد السياحي عام 2016، بعد تخرجي في الجامعة، تخصص علوم بيئية واستدامة. كنت أشارك كمتطوعة في الفعاليات، وانضممت إلى النادي الدولي لجامعة زايد، حيث تعرفنا إلى الشعوب الأخرى، وعرّفنا الآخرين بعاداتنا وتقاليدنا. خلال برامجنا، زرنا مركز الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للتواصل الحضاري، واطلعنا على برنامج تدريبي للإرشاد السياحي، مقدم من دائرة السياحة والثقافة – أبوظبي. سجلت في البرنامج، ونجحت في الاختبارات، وبدأت مهنتي في الإرشاد السياحي من هناك. 

أسلوب خاص

‎ما الوسائل، التي اتبعتها؛ لتطوير خبراتك؟

رحلة تطوير مهاراتي كانت مليئة بالتحديات، التي تخص مهارات التقديم، ومشاركة المعلومات ببساطة وسلاسة. وخلال التدريب العملي بدائرة السياحة والثقافة – أبوظبي، بدأت تطوير مهارات الإلقاء، وبعدها حصلت على شهادة تدريب، ما ساعدني في اكتساب الثقة، وتشكيل أسلوبي الخاص في الإرشاد السياحي.

  • عائشة الشهياري: الإماراتية نقلت رسالتنا الحضارية إلى العالم

هل هناك مهارات معينة، يجب توفرها في المرشد السياحي؟

نعم، هناك العديد من المهارات، التي يجب أن تتوفر في المرشد السياحي، ومنها: الانفتاح الفكري والثقافي، وحب مشاركة المعلومات مع الآخرين، وكذلك حب التعليم والتوجيه، إلى جانب المرونة والصدق والوضوح، وشغف القراءة والمعرفة، بالإضافة إلى مهارات الإعلان والتسويق.

‎حدثينا عن أبرز المواقف التي حدثت خلال عملك، ولا تنسينها!

خلال رحلتي مع الإرشاد السياحي، تيقنت أننا ببساطة كإماراتيين نملك مهارة المشاركة مع الآخرين، وتربينا على أننا نعيش جميعاً على أرض واحدة؛ لهذا نتشابه في تقاليدنا مع الشعوب الأخرى. ورأيت مدى تعطش السائح إلى مقابلة المرشد السياحي الإماراتي؛ لمعرفة المزيد عن ثقافته الغنية. وأبرز المواقف، التي لا تنسى، كان خلال فترة «كوفيد - 19»، عندما تمت استضافتي من قِبَل دائرة الثقافة والسياحة في لقاء؛ لترويج مدينة أبوظبي، وهناك التقيت سائحاً أبدى إعجابه بالمقابلة، وقال: «مقابلتك هي التي جعلتني أتخذ قرار زيارة أبوظبي». هذه اللحظة من أجمل الذكريات، التي أمتن لها.

إبداع.. وتميز

‎ما رأيك في وجود المرأة الإماراتية بمجال الإرشاد السياحي؟

الإرشاد السياحي من أجمل المهن، التي تُبرز ثقافة الدولة في تمكين المرأة، وتوفير المساحة الداعمة لها؛ للإبداع والتميز؛ لتبرع ابنة الإمارات في إبراز ما تمتلكه الدولة من أصول ثقافية، ومتاحف ومعالم بارزة، ومواقع جذابة، وحرف يدوية تقليدية، ومقتنيات وكنوز تراثية، ومقومات وإمكانات تعزز ريادتها العالمية. عندما تكون المرأة الإماراتية واجهة تعريف الزوار بالدولة، يكون هناك سحر خاص عند إيصال المعلومات بشكل عفوي وحقيقي، ما يشجع السياح على العودة مرة أخرى؛ لاستكشاف المزيد والمزيد عن الثقافة الإماراتية.

شاركت في منصة «Guided» للإرشاد السياحي.. كيف ترين أهمية صناعة سفراء لثقافة دولة الإمارات، وتقاليدها؟

تشرفت بالمشاركة في منصة «Guided» للإرشاد السياحي، التي تم إطلاقها مؤخراً؛ لتعزيز دور الشباب الإماراتي في تطوير قطاع السياحة بأبوظبي؛ لأهمية هذه المنصة في مجال الإرشاد السياحي. فصناعة سفراء لثقافة الإمارات ليست بالمهمة الصعبة، لأننا نعشق مشاركة ثقافتنا، التي تربينا عليها منذ الصغر؛ لنشر الخير، وتوسعة مدارك العالم في التطور بالرجوع إلى الثقافة والعادات والتقاليد، وهذا يحدث من خلال المشاركة والتفاعل. أما المهمة الصعبة، فقد تكون في القدرات والمرونة لدى الشباب عند اختيار هذه المهنة المتميزة؛ لإثراء تجربة الزائر، ولترك تأثير وإلهام وتجارب استثنائية، تظل عالقة بذاكرة زوار الدولة، بما تحويه من مشاهد خلابة، ومواقع طبيعية وتاريخية، وبصمات أجدادنا، وحكايات إماراتنا النابضة بالحياة؛ لتبقى عالقة بذاكرتهم.

ماذا عن أحلامك؟

كَوْني مرشدةً سياحيةً وناشطة بيئية، أود أن أكون من أبرز المرشدين السياحيين، الذين يروجون الطبيعة الخلابة الموجودة في الإمارات. كما أتمنى أن أشهد إبداع الشباب الإماراتي في تعريف العالم بعاداتنا وتقاليدنا، من خلال المشاريع الخاصة، وأن أرى الشباب الإماراتي في مقدمة فرق الاستقبال بالمنشآت الفندقية والسياحية. وأحلم بأن يصبح الإرشاد السياحي نشاطاً حيوياً، وأن يكون له عائد اقتصادي إيجابي على الفرد، والدولة.