مريم الفلاسي: الفن أداة للتواصل بين الشعوب

جعلت الفن مشروعها، وبدأت رحلتها في عالم مزدحم بالأسماء، فأصبحت من أبرز جامعي المقتنيات والفنون، وأسست أرشيفاً رقمياً، وأخذها طموحها إلى تأسيس «إيريس»، الوكالة المتخصصة في الثقافة والفنون البصرية، كأنها أرادت أن تقول: «إن الفن لغة الحضارة والسلام»؛ لهذا دعت إلى تشجيع الابتكار الفني في جميع أنحاء المن

جعلت الفن مشروعها، وبدأت رحلتها في عالم مزدحم بالأسماء، فأصبحت من أبرز جامعي المقتنيات والفنون، وأسست أرشيفاً رقمياً، وأخذها طموحها إلى تأسيس «إيريس»، الوكالة المتخصصة في الثقافة والفنون البصرية، كأنها أرادت أن تقول: «إن الفن لغة الحضارة والسلام»؛ لهذا دعت إلى تشجيع الابتكار الفني في جميع أنحاء المنطقة؛ لتسهم في بناء جسر بين الفنانين الإقليميين والجمهور الدولي، فتم اختيارها عام 2022 واحدةً من «50 امرأة إماراتية رائدة» من قبل «StartAD». إنها مريم الفلاسي، رائدة الأعمال، التي تدير العديد من المشاريع الفنية والثقافية بجميع أنحاء دولة الإمارات، والمستشارة الموثوقة لأهم جامعي الأعمال الفنية. كما تتمتع بجانب أكاديمي مميز؛ كونها حاصلة على درجة البكالوريوس في تاريخ الفن وعلم الآثار من جامعة السوربون، ومن هنا جاء اهتمامها بالتاريخ، فهي مؤثرة، وتمتلك لغة حوار مبنية على تواصل الحضارات.. وتزامناً مع احتفاء «زهرة الخليج» بالثقافة والفنون، كان لنا الحوار التالي مع الفنانة مريم الفلاسي، التي تزين غلاف هذا العدد، متألقة بإبداعات دار مجوهرات «تيفاني آند كو»:

  • مريم الفلاسي: الفن أداة للتواصل بين الشعوب
قلادة «العقرب» من الذهب الأصفر. وخاتم العظام من الذهب الأصفر، من مجموعة «Elsa Peretti» من .Tiffany & Co الأزياء من Marina Rinaldi

حدثينا عن رحلتك الفريدة في عالم الفن، وتطور رؤيتك بمرور الوقت! 

أبدأ من بيتي، وأسرتي.. أنا بنت وحيدة، وكرست والدتي، حفظها الله، وقتها وثقافتها لتربيتي، ووفرت لي بيئة ثقافية فريدة، فكانت تصطحبني إلى المتاحف، والمعارض الفنية، بجانب السفر الذي يعتبر كتاباً غنياً بثقافات وحضارات، ومجتمعات وفنون مختلفة؛ فسافرت إلى أكثر من 60 دولة قبل أن أبلغ الخامسة والعشرين. بدأت أسئلتي حول أهمية الفن، والتحف والمقتنيات، تكبر، ومنها: ماذا أريد؟.. وكيف أرسم خصوصية تنعكس على المكان الذي أنتمي إليه؟.. فقمت بتأسيس «IRIS»، الوكالة المتخصصة في الفنون البصرية والثقافة، وانصب عملنا على التعامل مع الفنانين الإماراتيين والإقليميين، بتنظيم معارض لأعمالهم، ما منحهم فرصة التواصل مع المقيّمين الفنيين، فتطورت رؤيتهم الفنية.

خلال مشوارك في دعم الفنون والثقافة.. كيف أسهمت في تشكيل الهوية الفنية بالإمارات والمنطقة، وما التحديات التي واجهتك؟

أكبر التحديات كان في بداية مشواري، فحينها لم تكن ثقافة جمع الأعمال الفنية معروفة. ومن هنا، تأتي أهمية «IRIS»، فاستطعنا من خلاله أن نحوّل الناس إلى هواة لجمع المقتنيات الفنية. وقد بدأنا نشر هذه الثقافة بين الناس، فكنا نبين لهم أهمية دعم الفنون كقيمة فنية، وكقيمة ربحية. أي ثقافة مكتسبة تحتاج إلى وقت، وإلى تغيير المفاهيم السائدة لدى الفرد حتى تنتشر؛ لهذا استغرق هذا المشروع وقتاً، وقد استطعنا، فعلاً، تكوين جيل جديد من جامعي الأعمال الفنية، يدعم «الاقتصاد الإبداعي للإمارات». ومن أكبر النجاحات، التي حققها «IRIS» محلياً، تأسيس مجموعات فنية كبيرة بالجهات الحكومية والمؤسسات التجارية، واستطعنا زرع هذه الثقافة، بفضل دعم قيادتنا للمواهب الإماراتية. ومن خلال دعم الحكومة، حصلنا على مشاريع كبيرة، ساعدتنا على النمو، وهذه الخطوة المهمة أسهمت في تركنا بصمة كبيرة بالسوق.

  • مريم الفلاسي: الفن أداة للتواصل بين الشعوب
قلادة وسوار «X Link»، من الذهب الأصفر والبلاتين مع الألماس. وخاتم «16 حجراً» من البلاتين والذهب مع الألماس، من مجموعة «Jean Schlumberger by Tiffany» من .Tiffany & Co

درستِ تاريخ الفن وعلم الآثار، فكيف انعكس ذلك على رؤيتك الفنية؟

 هناك مقولة لاتينية مشهورة كانت دائمًا في ذهني، هي: «Ars Longa Vita Brevis»، وتعني أن الأعمال الفنية قد تعيش بعد رحيل مبدعيها، وتأخذنا إلى مقولة عربية: «ما نحن إلا آثار»، أي أننا، كبشر، نفنى بمرور الزمن لكن تبقى آثارنا وفنوننا كافة، فهي الإرث الذي يدوم. دراستي جعلتني أنتبه إلى الجمال والفن، ودفعتني إلى توثيق الأحداث التي مرت بها الإمارات، والانتقال من الروايات الشفوية إلى التأريخ والتوثيق. فالتوثيق أمر حيوي لنعرف من نحن، ومن أين أتينا؛ للحفاظ على إرثنا الثقافي والفني. وبالنسبة للخمسين سنة القادمة، أرى أن الحفاظ على هذا الإرث جزء لا يتجزأ من بناء مستقبلنا؛ لتظل الإمارات رائدة ليس فقط في الاقتصاد والسياسة، ولكن أيضًا في الثقافة والفنون.

بصفتك مستشارة موثوقة لكبار جامعي الأعمال الفنية بالمنطقة.. كيف توجهينهم إلى الأعمال التي تمثل أفضل تجليات الفن الإقليمي، وما المعايير التي تضمن وصول هذه الأعمال إلى الجمهور الدولي؟

نقدم خدمات استشارية لإدارة المجموعات الفنية، ونعمل أيضًا على وضع استراتيجيات لمجموعات جديدة، فعندما يأتينا شخص يرغب في تكوين مجموعة فنية، نبدأ بفهم أهدافه وتفضيلاته الفنية، والمدة الزمنية لجمع الأعمال الفنية، وهل هي، مثلاً، لعشر سنوات، أم لعشرين سنة، فكل هذه الأمور مهمة في الاستشارة. ولمعرفتنا العميقة بالسوق، نرشح له الفنانين المناسبين؛ بناءً على الاستراتيجية التي نضعها له. ودورنا لا يقتصر على تقديم الاستشارات، بل ندعم أيضًا القطاعات الفنية الأخرى، مثل: «فن أبوظبي»، و«فن دبي»، وبيوت المزادات العالمية، ومنها: «سوذبيز»، و«كريستيز». ولأنني شغوفة بدعم الفنانين الإماراتيين، أقترح على هؤلاء الهواة أسماء لفنانين ناشئين؛ لتكون لدى هواة الجمع قطع فنية، تمثل مسار تطور هؤلاء الفنانين. كما أنصحهم، دائماً، بضرورة دراسة سجل الفنان، ومعرفة المتاحف التي عرضت أعماله، والمجموعات الفنية التي وجدت ضمنها أعماله. وبما أننا نمثل الفنانين، فإننا نسعى لإيصالهم إلى الساحة الدولية.

  • مريم الفلاسي: الفن أداة للتواصل بين الشعوب
قلادة متدرجة من الذهب الوردي مرصعة بالألماس. وسوار كبير من الذهب الوردي مرصع بالألماس، من مجموعة «Tiffany HardWear»، قلادة كبيرة جداً من الذهب الوردي والأبيض مرصعة بالألماس، من مجموعة «Tiffany Lock»، من .Tiffany & Co، الأزياء من Maison Alaia

كمستشارة فنية ومؤسسة لوكالة «إيريس».. كيف تساهم الدورات التي أكملتها بمعهد سوذبيز للفنون في توجيه مسارك؟

هذه الدورات جعلتني أنظر خارج الصندوق، فتعرفت على سوق الفنون، وتعلمت كيفية تسويق الأعمال الفنية خارجياً. كما تعرفت على ما هو شائع عالميًا، وكيف نَعْرض أنفسنا دولياً، وساعدتنا في التواصل والعمل على مشاريع أكبر، ما ساعدني في تطوير مسيرتي.

عام 2022.. تم اختيارك واحدةً من «50 امرأة إماراتية رائدة»، فماذا يعني لك هذا التكريم؟

حصولي على هذا التكريم في سن صغيرة يعني لي الكثير، خاصة أنه يأتي تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، ما حفزني على القيام بالأشياء بالشكل الصحيح، والاستمرار في هذا المسار. لم أكن أتوقع أن تكون «إيريس» بهذه الضخامة، لكن هذه اللحظة كانت - بالفعل - نقطة تحوّل في حياتي. اليوم، نرى مؤسسات عدة في الإمارات تمنح الجوائز وتكرم الفنانين، وتنظم المسابقات الفنية. وهذا الأمر مهم جدًا في تطور مسيرة الفنانين؛ فالجوائز والتكريمات تسهم، بشكل كبير، في رفع قيمة الفنان وأعماله، كما تمنحه دافعًا لتحقيق المزيد من الإنجازات والتميز.

أرشيفك الشخصي يروي جزءاً من تاريخ الإمارات، وأثرى معارض ومتاحف عدة.. ما أهمية هذا الأرشيف في الحفاظ على تراث دولتنا؟

منذ البداية، ركزت على توثيق المقالات، التي تسلط الضوء على جوانب مهمة من تاريخنا، بما في ذلك تاريخ البترول، فقد كان له دور محوري في تطوير الدولة، وتحولها إلى أحد أكثر الاقتصادات نمواً عالمياً. كما أعمل على توثيق الأرشيف الخاص بجدي الذي رباني، بطي بن بشر، لأن مكتبته تحتوي على صور ووثائق كثيرة، تحمل ذكريات وأحداثاً مهمة؛ لصون التراث، وتقديمه للأجيال القادمة بطريقة تحفظ قيمته التاريخية والثقافية. عندما كنت في الـ16، تعاونت مع «قصر الحصن» حينما طلبوا مني صوراً تاريخية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ووثائق عن الإمارات خلال السبعينيات. بعدها، كنت أشتري مجلات وكتباً عن الإمارات بشكل منتظم، خاصة خلال زياراتي إلى مصر، كنت أجدها في أسواق التحف والكتب القديمة. وتعاونت مع مركز «المورد العربي» في جامعة نيويورك أبوظبي؛ لتحديث هذا الأرشيف، لتوفيره للباحثين والعلماء، والذين يرغبون في الاطلاع على تاريخ الإمارات. وخلال هذا التعاون، حدثنا الأرشيف، وجعلناه أكثر شمولية، ما أتاح لنا الحفاظ على المستندات القيمة، وتقديمها للأجيال القادمة. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: كيف يمكننا استخدام هذه الأرشيفات مستقبلاً؟.. ونجيب: نحن نعمل على حفظ المستندات الأخرى؛ لبقاء تراثنا محفوظاً. كما أنني أعمل، أيضاً، على أرشفة الصور، وقد أعرت جناح الإمارات في «إكسبو 2020 دبي» بعض الصور. ونعمل على أرشفة المزيد من الصور، ليس فقط من أجل التوثيق، بل أيضًا لإحضار الباحثين والمحققين لكتابة التحليلات والتقارير، ونزودهم بالمعلومات اللازمة، ونوجههم نحو المستندات والأرشيفات المناسبة.. هذا هو المشروع الذي أعمل عليه حاليًا.

  • مريم الفلاسي: الفن أداة للتواصل بين الشعوب
سوار مزدوج الصف بمفصلة من الذهب الأصفر مرصع بالألماس. وسوار مزدوج الصف بمفصلة من الذهب الأصفر، وخاتمان مزدوجا الصف من الذهب الأصفر مرصعان بالألماس، من مجموعة «Tiffany Knot» من .Tiffany & Co، الأزياء من Salfa

ما المشاريع التي تفتخرين بها، وكيف تعكس رؤيتك لمستقبل الفنون في المنطقة؟

هناك عدد من المشاريع التي أفتخر بها، أحدها: وضع أعمال الفنانين الإماراتيين بقصر الوطن في أبوظبي؛ وهذه الأعمال قمنا بوضعها بالتعاون مع الفنانين الذين نمثلهم. هذا الأمر يمثل فخرًا كبيرًا لي، ولجميع الفنانين، وقد ألهم هذا المشروع الكثيرين ليجمعوا الأعمال الفنية، وليدعموا الفنانين. وثانيها: إدارة وتنفيذ ما يقرب من 20 مجموعة فنية لجهات مختلفة بالإمارات، ونسعى إلى زيادة هذا الرقم في السنوات القادمة. أما المشروع الثالث، فهو نجاحنا في جعل الفنانين الذين نعمل معهم جزءًا من مبادرة «الفن العام»، التي أطلقتها دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، وتهدف إلى تقديم الفن العام لسكان أبوظبي والإمارات بشكل عام، لتتاح للجميع رؤيته والتفاعل معه.

كيف ترين دعم دار «تيفاني آند كو» للفن والثقافة، خاصة من خلال مشاريعها في المنطقة؟

«تيفاني آند كو»، دائمًا، داعمة للفن والثقافة، وهو أمر يتضح من شراكاتها المختلفة حول العالم. وأحد الأمور التي أعتز بها هو دعمها لمشروع «IRIS»، فهذا الدعم يعزز المشهد الفني في منطقتنا، ويُظهر اهتمام الدار الحقيقي بنشر الثقافة في كل مكان تفتتح فيه فروعاً لها. ويعكس دعمها لـ«IRIS» التزامها بتعزيز الفن محلياً وعالمياً، ويسعدني جدًا ويشرفني التعاون معها في هذا الأمر؛ لأن «تيفاني آند كو» تعمل، أيضًا، مع فنانين من المنطقة.

خصوصية 

الفن أداة قوية للتواصل بين الثقافات المختلفة.. كيف ترين دوره في تعزيز الحوار بينها؟

الفن لغة عالمية، وعندما يشاهد الإنسان عملاً فنياً، يُحدث هذا حوارًا بين الناس، وإن لم تكن لغتهم واحدة، ولم تكن لديهم الخلفية الثقافية نفسها؛ فالفن وسيلة للتواصل والتقارب، وليس فقط موضوعًا للنقاش حول الجماليات والأعمال الفنية. ومن خلال الفن، نتجاوز الحواجز الثقافية واللغوية، ونتواصل على مستوى أعمق، يعزز التفاهم والتعايش بين الثقافات المختلفة.

هل هناك أعمال فنية قريبة إلى قلبك، تعتقدين أنها تجسد هذه الروح بشكل خاص؟

نعم، فأول عمل فني اقتنيته، كان يمثل سورة الفاتحة، هذا العمل هو للفنان جمعة الحاج، وكان تجربة خاصة جدًا، فعندما أدخل الغرفة، وأرى هذه اللوحة، أشعر بالسعادة لأنها من مقتنياتي الفنية؛ لهذا السبب، يحتل هذا العمل مكانة مميزة في قلبي، فهو ليس مجرد عمل فني، بل يمثل قيمة عميقة بالنسبة لي.

  • مريم الفلاسي: الفن أداة للتواصل بين الشعوب
خاتم من الذهب الأبيض مرصع بالألماس، من «Tiffany HardWear» ، سوار «Narrow»، من الذهب الأبيض مرصع بنصف ألماسات. وسوار «Narrow» من الذهب الأبيض. وخاتم من الذهب الأبيض مرصع بالألماس، من «Tiffany Lock»، سوار من الذهب الأبيض مرصع بالكامل بالألماس. وسوار من الذهب الأبيض مرصع نصفياً بالألماس. وخاتم من الذهب الأبيض مرصع بالألماس، من «Tiffany T»، خاتم «16 حجراً»، من البلاتين مرصع بالألماس، من «Jean Schlumberger by Tiffany»، من .Tiffany & Co، جاكيت من Rabanne

طموحات.. وأحلام

كيف ترين مستقبل الفن بالإمارات، في ظل التغيرات الثقافية والاجتماعية السريعة التي تشهدها المنطقة؟

المشهد الفني الإماراتي يتطور بشكل متزايد؛ فالبيئة هنا داعمة جدًا. واليوم لدينا بعض أكبر المتاحف العالمية التي تفتح أبوابها في أبوظبي، مثل: اللوفر، وغوغنهايم، وكذلك العديد من المؤسسات الفنية الكبرى. فوجود هذه الفعاليات الثقافية في أبوظبي، إلى جانب الفنانين والمبدعين، يوفر بيئة مليئة بالإبداع. فالإمارات في طريقها لتصبح مركزًا ثقافيًا رئيسيًا بالمنطقة، خاصة مع المبادرات الجديدة التي تقودها دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، و«دبي للثقافة»؛ لأنها تزيد وجودنا وتأثيرنا في المشهد الفني العالمي. اليوم، يأتي إلينا أكبر المتاحف، والفنانين العرب والعالميين؛ لإطلاق مبادراتهم، وعرض أعمالهم الفنية. وهنا أود، حقًا، أن أشجع العائلات المقيمة هنا على اصطحاب أطفالها إلى المتاحف؛ لتحقيق التوازن في أنشطتهم؛ فلا يجب أن يقتصر الأمر على الألعاب والمهرجانات، بل يجب أن يشمل أيضًا أنشطة تثقيفية كزيارة المتاحف؛ فهذا يساعد الأطفال على الاطلاع على الآثار، والتاريخ، والفنون، ويعزز معرفتهم بها، وهذا الأمر بالغ الأهمية لجيل المستقبل. فتعليم الأطفال تقدير الفن منذ الصغر يبني جيلاً يقدّر الثقافة والفنون بشكل عميق؛ لذا أتمنى أن أرى هذا الأمر يحدث بشكل أكبر في مجتمعنا.

ما مشاريعك المستقبلية التي تعملين عليها حالياً، وكيف ستوسعين نطاق تأثيرك الفني، داخل الإمارات وخارجها؟

أعمل، الآن، من خلال «Iris Projects»، على افتتاح أول مساحة فنية ثقافية، في «ميزة أبوظبي» بمنطقة ميناء زايد. ستكون هذه المساحة الأولى من نوعها بالمنطقة الثقافية في أبوظبي، وقد عملنا يومًا بعد يوم لتحقيق هذا الهدف. كما نعمل، حاليًا أيضاً، مع سبعة فنانين من المنطقة، كلٌّ منهم يشارك بمشروع فني مختلف. وفي نوفمبر المقبل، سيتم الافتتاح، وسيكون هذا الحدث الأول ضمن العديد من المعارض المستقبلية في «ميزة أبوظبي». هذا المشروع كان أحد أحلامي، وأستطيع الآن أن أؤكد أنه يقترب من الاكتمال. كان الكثيرون يسألونني: لماذا تختارين أبوظبي؟.. والسبب هو أنني أدرك أن أبوظبي عاصمة الثقافة والفنون في المنطقة، ففيها مؤسسات فنية عظيمة، مثل: «مؤسسة سلامة بنت حمدان»، ومعرض جامعة نيويورك، ومعرض 421، والمتاحف، التي تجعل منها مركزًا ثقافيًا متميزًا، ونحن فخورون بأننا جزء من هذا المشهد الثقافي. 

  • مريم الفلاسي: الفن أداة للتواصل بين الشعوب
خاتم من الذهب الأبيض مرصع بالألماس، من مجموعة «Tiffany HardWear»، سوار «Narrow»، من الذهب الأبيض مرصع نصفياً بالألماس. وسوار «Narrow»، من الذهب الأبيض. وخاتم من الذهب الأبيض مرصع بالألماس، من مجموعة «Tiffany Lock»، سوار من الذهب الأبيض مرصع بالألماس بالكامل. وسوار من الذهب الأبيض مرصع نصفياً بالألماس. وخاتم من الذهب الأبيض مرصع بالألماس، من مجموعة «Tiffany T»، خاتم «16 حجراً»، من البلاتين مرصع بالألماس، من مجموعة «Jean Schlumberger by Tiffany»، من .Tiffany & Co، الأزياء من 1309Studios

ما رسالتك إلى الشباب الإماراتي؟

رسالتي إلى كل شاب إماراتي، هي: عندما تفعل شيئًا كإماراتي، تذكر أنك تمثل بلدك في كل ما تقوم به، وإذا كانت لديك رؤية واضحة، فتمسك بها، واتبعها؛ فأنت الشخص الوحيد الذي يمكنه تحقيق هذا الإنجاز. ولا تنتظر أن يأتي أحد لإنجاز هذه الأمور بدلاً منك؛ فيجب أن تبادر، وتدخل الميدان بنفسك. قد يكون الأمر صعبًا، وفي بعض الأحيان قد لا تسير الأمور كما تتمنى، لكن يجب أن تمضي قدمًا؛ فالطموح هو القوة التي ستحافظ على استمرارك لفترة طويلة.