عدم امتلاككِ هوايةً أو نشاطاً شخصياً، يجعلكِ عالقة في دوامة الروتين اليومي من العمل والمهام المتكررة، دون أن تحظي بلحظات خاصة لنفسكِ. ويعد اكتشاف هوايات جديدة خطوة ضرورية لاستعادة توازنكِ. فالهوايات لا تساهم فقط في نموكِ الشخصي، بل تساعدكِ على تخفيف التوتر، وتعزيز رفاهيتكِ النفسية والعقلية. وإذا كنتِ تبحثين عن هوايتكِ المفقودة، أو تلك التي لم تكتشفيها بَعْدُ، فإن هذا الدليل سيقودكِ إلى اكتشاف جوانب جديدة من شخصيتكِ واهتماماتكِ؛ ليمنحكِ تلك اللحظات الثمينة، التي تستحقينها.
استراتيجيات لاكتشاف هوايتكِ وذاتكِ:
1- تأملي اهتمامات الطفولة:
إن إحدى أكثر نقاط البداية فاعلية في البحث عن هواية جديدة، هي التعمق في تجاربكِ السابقة. خذي لحظة لتتذكري الأنشطة التي جلبت لك الفرح والإثارة، أثناء طفولتكِ، أو سنوات المراهقة.
هل قضيت ساعات منغمسة في الرسم أو التلوين؟.. هل كنتِ شغوفة بجمع أشياء معينة، مثل: الطوابع، أو العملات المعدنية، أو شخصيات الحركة؟.. هل وجدت العزاء في كتابة القصص أو الشعر؟.. كل هذه الاهتمامات، والعواطف المبكرة، بمثابة مؤشرات قيمة للهوايات التي قد يتردد صداها معك كشخص بالغ.
2- جربي أشياء جديدة بانتظام:
إن تبني نهج استباقي لاكتشاف الهوايات، يصل بكِ لنتائج مُدهشة. اجعلي من تجربة شيء جديد بشكل منتظم هدفاً شخصياً، وحددي هدفاً لتجربة نشاط جديد كل شهر، وقد يشمل هذا الاستكشاف المنهجي مجموعة واسعة من الأنشطة، مثل: محاولة طهي، أو أنشطة بدنية، مثل: تسلق الصخور أو دروس الرقص، أو تعلم لغة جديدة، فمن خلال تعريض نفسكِ باستمرار لأنشطة متنوعة، فإنك تزيدين احتمالية العثور على شيء يجذب اهتمامكِ، ويتماشى مع قدراتكِ الطبيعية.
3- إجراء اختبارات الشخصية:
الاختبارات الشخصية تقدم رؤى قيمة حول سماتكِ وتفضيلاتكِ، إذ تكشف لكِ نوع شخصيتكِ، وقد تظهر لكِ أيضاً بعض الأنشطة، التي تتماشى مع خصائصكِ بشكل عام، فاستخدمي هذه الاختبارات كنقطة بداية لاكتشاف نفسكِ.
4- اتبعي فضولك:
انتبهي جيداً إلى المواضيع أو الأنشطة التي تجذب اهتمامكِ وتثير فضولكِ، فهل تجدين نفسكِ منجذبة باستمرار نحو نوع معين من القراءة، أم أنك مفتونة بممارسة الأشياء اليدوية؟.. عادة يؤدي هذا النهج لاكتشاف الهوايات والاهتمامات الأكثر أصالة، لأنها مدفوعة بفتنتكِ الفطرية بدلاً من الاقتراحات الخارجية.
5- التطوع لقضايا مختلفة:
يوفر التطوع فرصة للعطاء لمجتمعكِ بالتأكيد، لكنه أيضاً بمثابة مسار لاكتشاف اهتمامات جديدة وهوايات محتملة. فمن خلال تقديم وقتكِ ومهاراتكِ لمنظمات مختلفة، فإنك تعرضين نفسكِ لتجارب وقضايا متنوعة، ويساعدك هذا التعرض على تحديد الأنشطة التي تجدينها مُرضية أو ممتعة بشكل خاص.
6- استخدمي التكنولوجيا لصالحك:
في عصرنا الرقمي، تم تطوير العديد من التطبيقات ومواقع الويب، خصيصاً، لمساعدة الأفراد على اكتشاف هوايات واهتمامات جديدة. وتستخدم هذه المنصات خوارزميات لاقتراح الأنشطة؛ بناءً على اهتماماتكِ الحالية، وأسلوب حياتكِ وتفضيلاتكِ. استكشفي التطبيقات، التي تقدم توصيات هواية مخصصة، أو مواقع الويب التي توفر قوائم منسقة من الأنشطة المصممة لأنواع مختلفة من الشخصيات.
وتقدم بعض المنصات حتى دروساً تعليمية افتراضية، ما يسمح لكِ بتجربة هوايات مختلفة من منزلكِ، بالإضافة إلى ذلك تكون منصات الوسائط الاجتماعية موارد قيمة؛ لاكتشاف الاهتمامات المتخصصة، والتواصل مع مجتمعات المتحمسين.
7- إعادة الاتصال بالطبيعة:
أحياناً تبعدنا التكنولوجيا عن الانغماس في الطبيعة، لكن تأكدي أن التواصل مع الطبيعة طريقة مُنعشة؛ لاكتشاف اهتمامات جديدة، حيث تقدم عدداً لا يحصى من الأنشطة التي قد تروق لكِ. فكري في استكشاف أنشطة خارجية، مثل: المشي لمسافات طويلة، أو أعمال البستنة، أو حتى مراقبة الطيور، فكل هذه هوايات توفر فرصاً لاكتشاف النفس.
8- كوني صبورة ومنفتحة الذهن:
تذكري أن العثور على هواية، تتوافق معك؛ عملية تتطلب وقتاً وصبراً وعقلية منفتحة، فلا تيأسي إذا لم تجذبكِ الأنشطة القليلة الأولى التي تجربينها، أو لم تتفوقي فيها على الفور. فتعلم وإتقان مهارة جديدة يستغرقان وقتاً، ورحلة الاكتشاف قيمة في حد ذاتها.
تعاملي مع كل تجربة جديدة بفضول واستعداد للتعلم، بدلاً من التركيز فقط على المتعة أو النجاح الفوري، وكوني منفتحة على المفاجآت، فقد تجدين متعة في نشاط كنت تعتقدين - في البداية - أنه لن يجذبكِ، بالإضافة إلى ذلك اسمحي لنفسكِ بتغيير المسار إذا لم ترضي بهواية ما بعد تجربتها.