تميل أفلام الإثارة النفسية إلى الابتعاد عن وسائل الراحة، التي توفرها الحبكات المألوفة، والراوي الموثوق به، وتختار نهجاً أكثر تجريداً لسرد القصص مع تحدي المشاهد. ففي فيلم الإثارة النفسية الجيد، لا يوجد شيء واضح أبداً. كما تعتمد طبيعة فيلم الإثارة النفسية على الأداء الجيد الذي يقوده، إذ يجب أن تكون مشاعر الممثلين وإداركاتهم الداخلية مميزة؛ حتى يتمكنوا من ضرب الأوتار الصحيحة.
هنا، نقدم بعض أفضل أفلام الإثارة النفسية، التي تُظهر تمثيلاً رائعاً وتقدم دراما مميزة.
«المحادثة» (1974):
يؤدي جين هاكمان في هذا الفيلم شخصية «هاري كول»، وهو خبير مراقبة مصاب بـ«جنون العظمة». وبفضل تقنيته المصممة خصيصاً، يستطيع «كول» التجسس على أي شخص يشاء، ويفعل ذلك كمحترف في عمله. وتبدأ الأحداث في الفيلم الذي أخرجه فرانسيس فورد كوبولا، عندما يتجسس «كول» على زوجين شابين متواضعين، لتتكشف مؤامرة شريرة، يمكن أن تشكل خطراً على كل من هم متورطون. يتميز فيلم الإثارة النفسية «The Conversation»، بأداء قوي من هاكمان، ولا يخيب أملك على الإطلاق، إذ إن «كول» شخصية معقدة عاطفياً، وجذابة للغاية، ويجسدها هاكمان بأناقة.
«طفيلي» (2019):
لم تعرف عائلة «كيم» سوى الفقر طوال حياتها، والمصدر الأساسي لدخلها، هو طي علب البيتزا في شقتها الضيقة بالطابق السفلي. عندما أتيحت الفرصة للابن «كي وو»؛ للتدريس لابنة عائلة «بارك» الثرية، بدا أن الحظ قد تغير، وسرعان ما نجح كل أفراد عائلة «كيم» في شق طريقهم إلى الروتين اليومي لعائلة «بارك»، بنتائج مزدهرة، ومميتة في النهاية. فيلم «Parasite»، الذي أخرجه إخراج بونغ جون هو، تحفة فنية مصممة بعناية فائقة، ويعد واحداً من أفضل أفلام القرن الحادي والعشرين، كما أنه مليء بالأداء الرائع. ويسمح السيناريو الحاد والكوميدي، بشكل مفاجئ لكل فرد من أفراد عائلة «كيم»، بالتألق مع توسيع شخصياتهم.
«صمت الحملان» (1991):
يطلب مكتب التحقيقات الفيدرالي من الطالبة «كلاريس ستارلينغ» (جودي فوستر) استجواب القاتل المتسلسل آكل لحوم البشر سيئ السمعة «الدكتور هانيبال ليكتر» (أنتوني هوبكنز). وعندما ينتشر قاتل متسلسل آخر، يجب على «كلاريس» الاعتماد على ذكاء «الدكتور ليكتر»، للمساعدة في تحديد مكانه. ويعتبر فيلم «The Silence of the Lambs»، الذي أخرجه جوناثان ديمي، أحد أكثر أفلام الإثارة النفسية شهرة على الإطلاق، إذ يقوده أداءان رئيسيان: فوستر التي قدمت شخصيةً ساحرة بدور العميل «ستارلينغ»، وهوبكنز الذي يقدم أداءً مميزاً.
«الفتاة المفقودة» (2014):
بعد اختفاء زوجته (روزاموند بايك) المفاجئ، يبلغ «نيك دون» (بن أفليك) الشرطة بالحادثة، وتؤدي الظروف الغريبة المحيطة باختفائها إلى جانب سلوكه المشكوك فيه إلى وقوعه ضحيةً للإعلام، ويجب عليه أن يفعل كل ما في وسعه لإثبات براءته، في حين يكشف عن مؤامرة ملتوية خلفتها زوجته. وفيلم «Gone Girl»، الذي أخرجه ديفيد فينشر، رائعٌ بكل ما فيه، ومثير للاهتمام ومصنوع بشكل لا تشوبه شائبة، ويرجع نجاحه إلى حد كبير إلى أداء أفليك وبايك، اللذين ربما يكونان الزوجين الأكثر اختلالًا في تاريخ السينما.
وقد حصلت بايك على ترشيح لجائزة «الأوسكار» عن دورها كزوجة لديها كل شيء لتخسره.
«الغريب» (2022):
تؤدي محادثة ظرفية على متن حافلة إلى صداقة قوية بين «مارك» (جويل إدجيرتون)، و«هنري» (شون هاريس). وفي حين أن «هنري» قاسٍ إلا أنه يجد الراحة في صداقة «مارك». ومع ذلك، لا يكون أيٌّ من الرجلين صادقاً تماماً بشأن هويتهما الحقيقية. وفي النهاية، تبدأ أعمق أسرارهما في الظهور. و«The Stranger»، الذي أخرجه توماس م. رايت، فيلم إثارة نفسية رائع، مدعوم بأداء إدجيرتون وهاريس، كما يكمل مظهر هاريس الفظ، وأداؤه الصوتي الخشن، بشكل رائع، النغمة المظلمة للفيلم، وسلوك شخصيته غير المتوازن.