«أعلم أنني أتخذ القرار الصحيح، لكنه قرار مؤلم».. هذه كانت إحدى العبارات، التي كتبتها المذيعة الأميركية هدى قطب، ضمن رسالةٍ أعلنت فيها التخلي عن تقديم برنامج «Today»، بعد سنواتٍ طويلة من العمل به.

وكتبت الصحافية الأميركية، في الرسالة التي وجهتها إلى طاقم البرنامج الصباحي، الذي تذيعه قناة «NBC»: «يقولون إن شيئين يمكن أن يكونا صحيحين في الوقت نفسه، وأنا أشعر بذلك بعمق الآن.. أحبكم، وحان الوقت لأترك (البرنامج)».

  • هدى قطب تعلن رحيلها عن برنامجها الشهير «Today».. لسببٍ غير واضح

وحول أسباب اتخاذ هذا القرار، أوضحت المذيعة، البالغة من العمر 60 عاماً، أن مسيرتها المهنية في البث أكثر من رائعة، ولكن ينتظرها عقد جديد من حياتها، مشيرةً إلى أن ابنتيها وأمها يحتجن، حالياً، إلى حصة أكبر من وقتها.

واختتمت هدى رسالتها: «سأفتقدكم جميعاً بشدة، لكنني مستعدة ومتحمسة، سأكون موجودة.. كيف لا أفعل ذلك؟ الأسرة هي الأسرة، وستكونون جميعاً جزءاً مني دائماً».

ورغم هذا الإعلان، إلا أن قطب ستظل في منصبها الحالي حتى بداية عام 2025، إذ ستنتقل إلى لعب دورٍ آخر، لم يتم الكشف عنه حالياً، أي أن قطب لن تغيب عن الشبكة بالكامل بعد العام الجديد، بل ستظل موجودة في بعض المجالات، حيث كتبت في رسالتها أنها تخطط للبقاء كجزءٍ من عائلة «إن بي سي»، مؤكدةً أنها أطول علاقة عمل، وأنها كانت محظوظة بما يكفي؛ لتحتفظ بها قريبة من قلبها.

وتعتبر قطب، وزميلتها في البرنامج سافانا جوثري، أول ثنائي على الإطلاق من المضيفات الإناث لبرنامج الحوار الصباحي الشهير، إذ ساعد انسجامها مع جوثري، إلى جانب أسلوبها الدافئ، في تعزيز برنامج «TODAY».

وكانت هدى قد شاركت رحلتها نحو الأمومة في العرض، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها، إذ بعد تشخيص إصابتها بسرطان الثدي عام 2007، أصبحت غير قادرة على الحمل، ما دفعها إلى تبني ابنتها «هالي جوي» عام 2017، ثم نمت عائلتها في 2019؛ بتبني ابنتها الثانية «هوب كاثرين».

وفي سياقٍ متصلٍ بمغادرة قطب للبرنامج الشهير، تكهن البعض بأن المذيعة لم تقل الأسباب الحقيقية، التي دفعتها للتخلي عن منصبها، مشيرين إلى أن «Today» يحقق، حالياً، سلسلة انتصارات في الفئة العمرية الرئيسية (من 25 إلى 54 عاماً)، في حين أن قطب بلغت عامها الستين، قائلين: «ربما هذا هو السبب». وقد أدت هذه التكهنات إلى الحديث عن التمييز على أساس السن، أو الضغط من جانب قناة «NBC»؛ لتحديث قائمتها بمواهب أصغر سناً.

وتقول بعض التقارير إن قضية التمييز على أساس السن في وسائل الإعلام ليست جديدة، وغالباً يواجه مقدمو البرامج الصباحية هذا الأمر مع تقدمهم في السن. ففي السنوات الأخيرة، كانت هناك استقالات رفيعة المستوى لمذيعات من الإناث عبر الشبكات، ما أثار الشكوك حول وجود ضغوط خلف الكواليس للتنحي، وإفساح المجال أمام مواهب أصغر سناً؛ لإحداث التغيير.