يمنح «مهرجان الجونة السينمائي»، في دورته السابعة، التي ستقام بين الرابع والعشرين من أكتوبر، والأول من نوفمبر المقبلين، «جائزة الإنجاز الإبداعي» للنجم المصري محمود حميدة، تقديراً لمسيرته الفنية الحافلة بالإنجازات، واحتفاءً بالأدوار التي بَرَع في تقديمها بالسينما والتلفزيون، إلى جانب الدور الذي يلعبه بعيدًا عن أعين الكاميرات في تطوير السينما المصرية، سواء عن طريق الإنتاج عبر شركة «البطريق للإنتاج الفني»، التي أسسها في التسعينيات، أو في الإعلام عبر مجلة «الفن السابع»، التي اهتم بإصدارها لسنوات عدة.

  • تكريم محمود حميدة في «مهرجان الجونة السينمائي».. مسيرة حافلة بالإنجازات

يأتي تكريم الفنان محمود حميدة، بحسب المديرة الفنية لمهرجان الجونة السينمائي، ماريان خوري، للإسهامات الكبيرة التي قدمها لإثراء الفن المصري، كما يعكس تقدير المهرجان لجهوده المستمرة في السينما، إذ تعد مسيرته درساً لكل فنان يسعى إلى تحقيق حلمه في عالم الفن.

وعبر مسيرته الفنية الطويلة، التي بدأت عام 1986، تألق حميدة في العديد من الأعمال السينمائية، مع أهم المخرجين، فقدم أدوار البطولة في «فارس المدينة» لمحمد خان، و«حرب الفراولة» لخيري بشارة، و«عفاريت الأسفلت» لأسامة فوزي.

وكان ظهور حميدة في مجموعة من الأفلام بأدوار مساعدة فريداً، إذ استطاع بها لفت أنظار المنتجين والمخرجين لموهبته الكبيرة، بعد ظهوره في فيلم «الإمبراطور» إلى جانب أحمد زكي، ومشاركته في فيلم «شمس الزناتي» إلى جانب عادل إمام.

ولا يزال حميدة، حتى اليوم، من أبرز فناني جيله مشاركةً في الأعمال المختلفة مع الأجيال الجديدة، ومن القليلين الذين ينتقلون بسلاسة بين الأدوار المتنوعة، مضيفًا إلى أن لكل منها بصمته الخاصة، مثلما فعل في فيلم «ملك وكتابة» لكاملة أبو ذكري، وفيلم «فوتوكوبي» لتامر عشري، الذي شهد عرضه العالمي الأول في الدورة الأولى من «مهرجان الجونة السينمائي».

  • تكريم محمود حميدة في «مهرجان الجونة السينمائي».. مسيرة حافلة بالإنجازات

بدأ حميدة مسيرته الفنية ممثلاً في الدراما التلفزيونية، فقدم مجموعة من أبرز المسلسلات، يأتي في مقدمتها: «أبيض وأسود» أمام الفنان الراحل صلاح ذو الفقار. ثم انطلق في عالم السينما، وكان ظهوره الأول في فيلم «الأوباش» بطولة يحيى الفخراني عام 1986، ثم لفت الأنظار بدوره في فيلم «الإمبراطور» عام 1990، وتوالى بعد ذلك تألُّقه في العديد من الأفلام، منها: «إنذار بالطاعة» عام 1993، و«قليل من الحب.. كثير من العنف» عام 1995، و«المصير» مع العبقري الراحل يوسف شاهين، عام 1997.

ويتميز حميدة بتنوُّع أدواره، وقدرته على تجسيد مُختَلف الشخصيات، وقد أدى ذلك إلى تعاونه مع مخرجين كبار أمثال: محمد خان، ورأفت الميهي، ويوسف شاهين، وعاطف الطيب، وأسامة فوزي، وخيري بشارة، ما جعله يحظى بتقدير النقاد والجمهور، على حد سواء.

وبدأ حميدة مشواره منتجاً عام 1996، عندما أسس شركة «البطريق للإنتاج الفني»، التي أخرجت إلى النور مجموعة من أهم الأفلام، منها: «جمال عبد الناصر» من إخراج أنور القوادري عام 1998، كما كانت الشركة المنتج المنفذ لفيلم «ملك وكتابة» من إخراج كاملة أبو ذكري عام 2005، وفيلم «جلد حي» من إخراج أحمد فوزي صالح عام 2010، والذي حصل على جوائز عدة، وعُرض في أكثر من مهرجان دولي.

كما أنتجت الشركة فيلم «جنة الشياطين»، المستوحى من رواية «ميتتان لرجلٍ واحدٍ»، للكاتب البرازيلي خورخي أمادو، والذي أخرجه للشاشة أسامة فوزي عام 1999، وشارك حميدة في بطولته، مقدماً شخصية «طبل» ببراعة فائقة. وفاز الفيلم بجائزة الإنتاج في «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» عام 1999، والجائزة الذهبية في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بالدورة الـ11 من «مهرجان دمشق السينمائي»، والجائزة الكبرى من «مهرجان الإسكندرية السينمائي».

وفي تسعينيات القرن الماضي، أصدر حميدة مجلة متخصصة في السينما بعنوان «الفن السابع»، التي حققت نجاحاً بارزاً، وقت صدورها، كما أسس «استوديو الممثل»، مستعيناً بمختصين بارزين، أسهموا في تدريب وصقل العديد من المواهب الشابة.